خبر انعكاسات الأوضاع الدولية على مصير القدس ..راشد الغنوشي

الساعة 08:29 ص|19 مايو 2009

ـ الجزيرة نت 18/5/2009

إن القدس قلب الأسطورة الصهيونية والجزء الأثمن من المشروع الصهيوني باعتباره جزءا لا يتجزأ من المشروع الغربي الدولي، ماذا يعني ذلك في هذه المرحلة؟

1- لأسباب متشابكة دينية وإستراتيجية وسياسية مثلت فلسطين وبخاصة القدس المحور الأول للصراع بين القوى الدولية، لانتزاع السيادة عليها: الفراعنة والبابليون والآشوريون والفرس والروم واليونان.. حتى إذا ظهر الإسلام زمن شيخوخة الإمبراطوريات القديمة وكانت بلاد الشام تحت سلطان الروم البزنطيين، فاتجهت دعوته إلى إحداث ثورة دينية توحيدية واجتماعية شاملة، كان من الطبيعي أن يحرر أهل فلسطين، وهم سلائل هجرات عربية، من نير الاحتلال الروماني الغاشم. ولم تجد القيادة الدينية النصرانية حرجا في تسليم مفاتيح القدس إلى خليفة المسلمين وفق عهدة اشتهرت بالعهدة العمرية، أقرت النصارى على دينهم ومعابدهم وممتلكاتهم وما اشترطوا من ألا يساكنهم يهود.

2- عبر اليهود إلى فلسطين من مصر الوثنية حاملين لرسالة التوحيد بزعامة سلسلة من الأنبياء عليهم السلام، ابتدأت بيعقوب وامتدت في ذريته، يوسف فموسى وهارون فداود فسليمان، والأخيران جمعا إلى النبوة الملك، فأسسا تباعا دولة لم تعمر سوى بضع عشرات من السنين، أقام خلالها النبي الملك سليمان قصرا، شاد في زاوية منه معبدا لعبادة الله أطلق عليه اليهود هيكلا أي معبدا لعبادة الله. إلا أن اليهود ما لبث أن دب فيهم الفساد والضلال عن دين آبائهم حتى عبدوا حسب التوراة والقرآن الأوثان، وانقسموا وتقاتلوا وتحالفوا مع أعدائهم، فاجتاحهم الغزاة وهدموا معبدهم حتى سوي بالأرض وحرث بالمحاريث على يد الروم وعلى يد الفرس الذين حملوهم أسرى إلى المنافي البعيدة وشردوا في الأرض فلم يبق لهم في فلسطين أثر. فهم قوم بدو، لم يتركوا آثارا تشهد لهم بتمدن، حتى المعبد (الهيكل) الذي أسسوا على افتراض وجوده أسطورة أرض الميعاد والملك العريض الذي كان لهم! قد نقبوا منذ احتلوا فلسطين فلم يتركوا حجرا في العمران العريض الذي خلفته حضارة الإسلام إلا وقلّبوه تقليبا، على أمل العثور على أثر للهيكل المزعوم أو أي أثر يهودي ولكن دون طائل، بما يشهد لرواية القرآن أن القصر الممرد من قوارير الذي كان لسليمان، وورد ذكره في سورة سبأ، لم يكن من صنع البشر وإنما بتسخير إلهي لقوى غيبية تكريما إلهيا لعبده سليمان، قد رفع جملة، بسبب أنه مكرمة لسليمان، زالت بزواله أو على إثره، مع بلوغ فساد اليهود حد عبادة الأوثان وتحويل الهيكل مكانا للصيرفة ومغارة للصوص "حسب تعبير آخر أنبيائهم المسيح عليه السلام (إنجيل متى). ولو لم يكن الأمر كذلك لبقي أثر من ذلك القصر المنيف.

3- ومع الإسلام استعادت القدس عزها، فضاء رحبا للتسامح الديني وللازدهار العلمي والحضاري، فعمر المسلمون المسجد الأقصى، ثاني المساجد التي أرسيت في الأرض بعد المسجد الحرام، وقد ألفاه ابن الخطاب خرابة ومرمى نفايات، فتفنن المسلمون في عمارته وشدة الاهتمام والتبرك به وتحويله جامعة علمية ضخمة أوقفت عليها الأوقاف العظيمة وأمّها طلبة العلم من كل فج عميق لينهلوا من مناهل علمائها الأفذاذ.

4- مع ضعف المسلمين وتفرق صفوفهم توفرت الفرصة للباباوية، التي ضاقت ذرعا بتمزق الممالك الأوروبية وتقاتلها، للعمل على توحيد صفوفها وتحريم التقاتل بينها وتعبئة الرأي العام الغربي وراءها لشن حملات متتالية صوب المشرق العربي حاملين الصلبان تحت شعار تخليص قبر المسيح من تدنيس الوثنيين له (يقصدون المسلمين) داعين حروبهم تلك بالصليبية، إخفاء لطبيعتها التي وصفها المسلمون على حقيقتها بأنها حرب الفرنجة، حرب أطماع ونهب ولا علاقة لها بالدين. وما اقترفوه من جرائم في طريقهم إلى القدس ضد إخوانهم المسيحيين البيزنطيين، ناهيك عن وحشية ما اقترفوه من جرائم إبادة في بلاد الشام ومنها مدينة القدس تشهد على مستوى تحضرهم وتدينهم! انطلقت حملات الفرنجة أواخر القرن الحادي عشر واستمرت لأزيد من قرن، اقترفوا أثناءها ضروبا شتى من المجازر والدمار، تعطلت خلالها الصلاة في الأقصى.

5- مثل احتلال القدس صدمة عنيفة للضمير الإسلامي، أخذت تعيد له الوعي، فانبعثت دعوات الإصلاح على يد العلماء، فما لبثت أن أخذت تؤتي ثمارها، منتجة أجيالا جديدة من القادة السياسيين والعسكريين اتخذوا من تحرير القدس وطرد الصليبيين إستراتيجيتهم العليا بقيادة الأمراء الزنكيين حتى استلم الراية القائد المظفر صلاح الدين الذي كتب الله على يده تحرير القدس. وتشير بعض المصادر التاريخية إلى أن القدس ظلت محظورة على اليهود حتى بداية القرن السابع عشر، إذ سمح لهم العثمانيون بزيارتها والسكنى بها والتعبد في الجدار الغربي الخارجي للأقصى، ولم يمنعهم ذلك أن يكنوا معولا من معاول هدم الخلافة العثمانية.

6- إن التسامح الإسلامي الذي اعترف بالتعدد الديني وبخاصة أهل الكتاب لم يحظر على أهل دين ممارسة ديانتهم. وليس ذلك مشكلتنا مع اليهود في القدس.

7- لقد مثل اكتشاف الأوروبيين العالم الجديد: الأميركيتين وأستراليا ونيوزيلندا، انقلابا جذريا في موازين القوى الدولية لصالح أمم الغرب ضد الأمم الأخرى وبخاصة الأمة الإسلامية، فتمكنوا من جرف ثروات طائلة اعتمدوا عليها أساسا للتراكم الرأسمالي وانطلاق الثورة الصناعية. كما تمكنوا من الالتفاف حول العالم الإسلامي ومحاصرته والانطلاق إلى قضمه وتفكيك عراه، وتمكنوا في مؤتمر وستفاليا 1768 من تسوية خلافاتهم واضعين حدا للحروب الدينية بين مذاهبهم، بين الكاثوليك والبروتستانت، متخذين جملة من الآليات الديمقراطية لفض الخلافات بينهم، وداخل جماعاتهم، بطرق سلمية، مقتسمين عالم الإسلام، بتفكيك ممتلكات الرجل المريض، بعد أن استوعبوا وأفادوا من تراث المدنية الإسلامية.

8- وكان لليهود دور في عملية التفكيك بسبب التقاء إستراتيجيتهم في احتلال فلسطين والإستراتيجية الغربية التي برز أول تعبير عنها في إنجلترا عام 1649 حيث قدمت جماعة من أثرياء اليهود المتنفذين عريضة للحكومة تقترح نقل اليهود إلى الأرض الموعودة. وفي سنة 1798 طرح نابليون خطة لإقامة كومنويلث يهودي بخلفية إستراتيجية عسكرية واضحة هي فصل مصر عن بلاد الشام، وهي إستراتيجية غربية ثابتة.  وبعد قرن كان المشروع قد نضج وتم الاتفاق عليه في مؤتمر بازل بين ممثلي الجماعات اليهودية الصهيونية 1897 برعاية دولية واضحة، باعتبار الحركة الصهيونية جزءا من المشاريع القومية الأوروبية كما هي جزء من إستراتيجية السيطرة الاستعمارية، احتضنته إنجلترا وفرنسا يوم كانا يقودان المشروع الغربي فبشرا به وبذلا له الدعم السخي، وقطع المشروع أكبر وأهم خطواته إلى التنفيذ بصدور وعد بلفور سنة 1917. وتحت رعاية الاحتلال البريطاني لفلسطين وزحزحة العثمانيين عنها بخيانة عربية لهم، تتكرر هذه الأيام مع الإيرانيين، ليعلن القائد الإنجليزي اللنبي وقد دخل القدس انتهاء الحروب الصليبية، وتحت رعاية بريطانية أوروبية، انفتحت أبواب الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين، حيث كانت تتقاطر الهجرات ويتم التسليح والتدريب لعصابات الإرهاب بينما كان أهل فلسطين يجردون من قبل المحتل الإنجليزي حتى من سكين المطبخ. ودارت معارك غير متكافئة بين جيوش عربية مخترقة وبين عصابات صهيونية أكثر عددا وأحدث تسليحا، لتتولى الأمم المتحدة باسم القانون الدولي إضفاء الشرعية على كيان غريب مريب لم تضبط حدوده.

ومع ميلان كفة قيادة الغرب إلى الولايات المتحدة إثر الحرب العالمية الثانية، انتقلت عملية حضانة الكيان الصهيوني الوليد إلى حضنها حيث ظل النفوذ اليهودي في تصاعد بقدر تصاعد الدعم السخي له بالمال والسلاح والإعلام والحماية من أي إدانة دولية.

9- وتتبدى الشراكة الإستراتيجية الصهيونية الغربية في الاستهداف الثابت للإسلام وللمسلمين وللعرب خاصة ولشعب فلسطين بالتهميش ودفع الوضع العربي والإسلامي إلى المزيد من التجزئة وحرمان المقاومة من كل دعم، مقابل الاحتضان الثابت وغير المحدود للاحتلال، فلا يتصور قيام هذا الكيان ولا بقاؤه أصلا دون هذا الاحتضان. والأمر يتجاوز مجرد بقائه ومنع كل تهديد له إلى التصميم على إبقائه في ميزان قوة يرجح به دول العرب والمسلمين مجتمعة، وما يقتضيه ذلك من تأبيد تجزئتها ودفعها إلى المزيد وإجهاض كل محاولة لنهوضها وتسلحها.

10- كما يتبدى البعد الدولي للمشروع الصهيوني في الأخطبوط الممتد في أرجاء العالم -وكان مساهما بفعالية في التمهيد لولادته- ثم القيام على خدمته وضمان بقائه وتفوقه. وتمتد أصابع ذلك الأخطبوط في كل القارات والبلاد مثل الحركة الماسونية وفروعها: نوادي الروتاري واليونز ونوادي البحر الأبيض المتوسط وأبناء ياهوفا.

11- تعزز ذلك، شبكات الإعلام العملاقة وشبكة الثقافة والفنون مثل هوليود ..إلخ. كما تعززها شبكة الشركات والبنوك العابرة للقارات التي تخصص قسطا ثابتا من أرباحها لخدمة المشروع الصهيوني، فضلا عن التبرعات السخية لمشاريع تهويد القدس والاستيلاء على ممتلكات أهلها بمختلف الوسائل منها الإغراءات المالية الضخمة لأصحاب العقارات من العرب.

12- كما يتعزز البعد الدولي للمشروع الصهيوني في تماهيه بالمشروع الغربي وبخاصة النفوذ الأميركي، وبتحالفاته الضخمة مثل تحالفه مع قطاع واسع من الكنائس وبخاصة البروتستانتينية وشهود يهوه. وحتى الكنيسة الأكبر الكاثوليكية فقد طبّعت علاقاتها ليس مع اليهود فحسب بل مع المشروع الصهيوني بالاعتراف به وخطب وده، وتم اختراقها.

13- ورغم أن استيلاء الصهاينة على القدس الغربية وضمها إلى القدس الشرقية والإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل وتوسيعها حتى التهمت ثلث الضفة والانطلاق فيها بمشاريع ضخمة لتهويدها وطرد سكانها العرب، لم يكتسب كل ذلك حتى الآن الشرعية الدولية، إلا أن ساسة الكيان المغتصب استمروا كما بدؤوا ملتزمين بسياسة الأمر الواقع، تاركين الآخرين يحتجون وخلال ذلك يصنعون أمرا واقعا جديدا أشد هولا تنصرف إليه الأنظار، معتمدين على أن حجة الواقع هي الواقع، ولن يلبث الجميع أن يتعاملوا، وهو ما كان، بما في ذلك الدول العربية والإسلامية التي طبّع الكثير منها علاقاته مع الكيان الصهيوني، ولا أحد اشترط ذلك التطبيع برفع الصهاينة يدهم عن القدس والمسجد الأقصى باعتبارهما مثل الضفة وغزة أرضا محتلة وليست عاصمة أبدية لإسرائيل. بل إنه ما من مرشح للرئاسة الأميركية إلا وينتزع منه اللوبي الصهيوني المتحكم في مفاصل القرار وبالخصوص في الكونغرس وعدا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، إلا أن ذلك لم يقدم عليه بعد أحد منهم، وهو ممكن الحدوث إذا استمر صمت وتخاذل العرب والمسلمين بقيادة حكومات متخاذلة متواطئة.

14- ومع أن مسلسل المحادثات بين الفلسطينيين والصهاينة على اختلافهم، بحثا عن تسوية للصراع، لم يفض إلى شيء في أي ملف من ملفات الصراع الكبرى كالعودة والمستوطنات والجدار والقدس من حيث السيادة عليها لمن، فقد عززت تلك المحادثات الملهاة المكانة الدولية لدولة الاحتلال، فانفتحت أبواب العالم في وجه نفوذها المتصاعد، بما أسهم في تخدير الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، فتخلص الكيان مما كان مسلطا عليه من قرارات المقاطعة ومن العزل السياسي الدولي، وامتدت علاقاته على كل صعيد كالأخطبوط الرهيب، وكان له الوقت الكافي لالتهام المزيد من الأرض وتغيير المعالم التاريخية العربية الإسلامية للقدس بالدأب ليل نهار على تهويدها ومحاصرتها بسلسلة من المستوطنات تعزلها عن امتدادها العربي وما بقي إلا الإعلان عن لحظة هدم الأقصى والعياذ بالله.

15- تمثل القدس قلب الأسطورة الصهيونية والجزء الأثمن من المشروع الصهيوني باعتباره جزءا لا يتجزأ من المشروع الغربي الدولي، ماذا يعني ذلك في هذه المرحلة؟

أ- إن المشروع الصهيوني في لحظة قلق شديد من التحولات الدولية والإقليمية الجارية وانعكاساتها السلبية على تجسيد الأسطورة المؤسسة لكيانه والقائمة على إعادة بناء الهيكل على أنقاض الأقصى، وقد عبر المجتمع الإسرائيلي عن ذلك بميله الجارف صوب الأحزاب اليمينية والدينية الأشد تطرفا في اعتناق أسطورة الهيكل والحرص على تنجيزها في أسرع وقت ممكن، متوجسا من تطورات سلبية في الأفق، بما جعل الأقصى حقيقة على حافة الكارثة. التي قد تعلن غير بعيد.

ب- ولعل أهم التحولات السلبية التي يخشونها على مشروعهم:

أولا- التطور الديمغرافي لصالح الفلسطينين بما أودع الله في هذه الأمة، أمة الجهاد، من قوة في أصلابها.

ثانيا: ظهور مؤشرات على تراجع فعالية عنصر الردع الذي تأسس عليه الكيان الصهيوني رغم الدعم الأميركي والغربي اللامحدود، وذلك راجع إلى تصاعد وتائر العلمنة والضعف في شخصية الجندي الإسرائيلي وفي المجتمع اليهودي عامة، فتراجعت استعداداته لبذل الدم والتضحية، وذلك مقابل تصاعد الإقبال على الشهادة في الجانب المقابل بأثر تصاعد مد الصحوة الإسلامية، وكانت حربهم على لبنان وعلى غزة وما منيت به من خيبة بعد استنفاد كل ما لديهم من أدوات البطش مؤشرا مفزعا.

ثالثا- تصاعد مد الصحوة الإسلامية في المنطقة والعالم، وكلها تصب نهاية في مجرى المقاومة.

رابعا- ظهور أنظمة في المنطقة تطمح إلى امتلاك السلاح النووي خلال بضع سنوات بما يفقد الكيان أهم مقوماته للردع.

خامسا- تداعي أركان النظام العربي الذي يمثل جزءا من النظام الدولي الحامي للكيان الصهيوني، وبخاصة نظام الفرعون، بما يصعّد للحكم أنظمة تمثّل شعوبها، سندا قويا للمقاومة.

سادسا- تدهور الشرعية الأخلاقية للعدو باعتباره ثمرة للهولوكست، ما ولّد تعاطفا غربيا معهم بلغ حد عقدة الذنب تجاههم. صورة اليهودي المسكين قد تهلهلت، وقد تكشّف العالم على صور الوحشية الإسرائيلية، فانفجرت الشوارع في العالم احتجاجا على تلك الفظائع، بما أجج العداء لليهود، وأحرج الجماعات اليهودية في العالم.

سابعا- تراجع النفوذ الأميركي في العالم، أهم ضمانة لأمن الكيان والغطاء الجاهز أبدا لكل ما يقترفه من جرائم.

ثامنا- تنامي الوجود الإسلامي في الغرب وبدايات تحوله إلى معطى مؤثر في سياسات دوله.

والخلاصة: إن المعركة في فلسطين ليست على مسجد على أهميته فهو بيت لعبادة الله، وليس يضيق دين وسع كل الديانات حتى صلى نبيه إماما بكل أنبيائها، بمن يعتقد واهما أن جزءا من الأقصى هو حائط البراق يمثل قدسية دينية عنده فيصر على التعبد عنده.

ليس ذلك المشكل، وإنما ادعاء السيادة على المسجد المبارك والتصميم على هدمه بل على زهرة المدائن قبلتنا الأولى ومسرى نبينا ومعراجه، بل على فلسطين كلها منطلقا للهيمنة على المنطقة كلها وتفكيك أمة الإسلام بل الإسلام ذاته، نقيضا لقوانين الأرض والسماء وخطرا وجوديا على أمتنا، والتحدي الأعظم لها، وفي طريق مواجهته تنهض وتتوحد وتتحرر من الدكتاتوريات، وعلى محكّه تختبر معادن القادة والزعماء والأفكار وتعيد بناء علاقاتها الدولية.

لن تقبل الأمة بديلا عن تحرير القدس، ذلك وعد الله "وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة".