خبر الصحف البريطانية: معركة الإرادات بين « أوباما ونتنياهو » في الانتظار

الساعة 08:27 ص|19 مايو 2009

فلسطين اليوم-قسم المتابعة

خصصت الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم تغطية واسعة لزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لواشنطن ولقائه مع الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كما تناولت المواجهات العسكرية في وادي سوات بباكستان إضافة إلى موضوع داخلي.

 

صحيفة الإندبندنت تنشر مقالا لمراسلها دونلاد مكانتاير بعنوان "معركة الإرادات في الإنتظار: نحن الآن في بداية الطريق".

 

يقول الصحفي إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال خلال الانتخابات التمهيدية أمام تجمع يهودي في أوهايو إن موالاة إسرائيل لا تعني تأييد كل مبادئ حزب الليكود بصفه أكبر الأحزاب اليمينية في إسرائيل. وقد أصبح بنيامين نتنياهو الآن رئيسا لوزراء إسرائيل.

 

وأشار الكاتب إلى أن حرص الزعيمين خلال لقائهما على الظهور والابتسامة تعلو محياهما أمام شاشات الكاميرا أمر متوقع لكنه يقول إن استمرار الاجتماع بين أوباما ونتنياهو لأكثر من ثلاث ساعات لم يكن متوقعا.

 

ويرى الكاتب أن الدبلوماسيين الغربيين مقتنعون بأن هناك قضيتين كبيرتين تشكلان نقطة الخلاف بين إدارة أوباما الحالية وإدارة سلفه بوش فيما يخص مسألة الشرق الأوسط.

 

النقطة الأولى تتمثل في معرفة أقطاب البيت الأبيض بخبايا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في حين تكمن النقطة الثانية في أن إدارة أوباما منذ استلامها مقاليد الحكم أبدت حرصا على نسج علاقات أفضل مع العالم العربي.

 

وتمضي الصحيفة قائلة إن أسلوب الرئيسين -أوباما وبوش- مختلف ويشمل طريقة التعامل مع إيران وعلاقتها بتسوية المسألة الإسرائيلية الفلسطينية. وترى أن نتنياهو يعتقد أن خطط الإدارة الأمريكية في التحاور مع إيران قد تؤجل الضغوط الكبيرة الممارسة عليها لمنعها من الحصول على السلاح النووي.

 

وتقول الصحيفة إن أوباما قلق من احتمال أن تلجأ إسرائيل إلى شن هجوم أحادي على إيران ولهذا السبب أرسل مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ليون بانيتا في الشهر الماضي إلى إسرائيل لتحذير نتنياهو من "مفاجأة" الولايات المتحدة بعمل عسكري فردي.

 

ويرى الكاتب أن الرئيس الأمريكي أشار إلى أن السلام مع الفلسطينيين من شأنه تقليص الخطر الذي يشكله حزب الله وحركة حماس المدعومين إيرانيا على إسرائيل.

 

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن لقاء الزعيمين يمثل بداية طريق سواء فيما يتعلق بإيران أو فيما يخص الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وذلك على أساس أن الرئيس الأمريكي مصمم كما يبدو على أن معركة الإرادات قد تكون في الانتظار.

 

"إنشاء دولة فلسطينية مستقلة"

 

أما صحيفة الجارديان فنشرت مقالا لمراسلها في واشنطن، دانييل ناسو، تحت عنوان "أوباما يعيد التأكيد على دعمه لإقامة الدولة الفلسطينية خلال زيارة نتنياهو".

 

تقول الصحيفة إن أوباما أعاد التأكيد على دعمه لإنشاء دولة فلسطينية مستقلة في حين أن نتنياهو عبر عن رغبته في استئناف مباحثات السلام لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض دعم خيار حل الدولتين لكنه أضاف، كما تلاحظ الصحيفة، أن إسرائيل لا ترغب في حكم الشعب الفلسطيني.

 

ونقلت الصحيفة عن أوباما بعد الاجتماع في المكتب البيضاوي قوله إنه يأمل في البدء في جهود جديدة بهدف إشراك إيران في المباحثات بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في شهر يونيو/حزيران المقبل على أمل أن يحصل تقدم مع نهاية السنة، لكن أوباما رفض ما أسماه الالتزام بـ "موعد اصطناعي" فيما يخص المسألة الإيرانية. وتلاحظ الصحيفة أن قرار أوباما ترك الخيارات مفتوحة في التعامل مع إيران نال استحسان نتنياهو.

 

ولا يفوت الصحيفة أن تلاحظ أن رئيس الوزراء الإسرائيلي رفض صراحة دعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة إذ ترك أهدافه النهائية بشأن مستقبل المنطقة فضفاضة، لكنه قال إنه يأمل في أن تعيش إسرائيل والفلسطينيون "جنبا إلى جنب" ويزدهران معا. لكن نتنياهو أقر بأن الطرفين سيقدمان تنازلات غير محددة.

 

"أوباما يفشل في إقناع نتنياهو بقبول حل الدولتين"

 

صحيفة الفايننشال تايمز غطت أيضا الملف الإسرائيلي الفلسطيني ونشرت مقالا لمراسليها في واشنطن لوسي وأندرو وارد تحت عنوان "أوباما يفشل في إقناع نتنياهو بقبول حل الدولتين".

 

تقول الصحيفة إن أوباما رغم أنه أحاط نتنياهو بجو دافئ وتوافقي، فإنه أبعد نفسه عن الكثير من مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي المتشددة بشأن النزاع العربي الإسرائيلي.

 

وتمضي الصحيفة قائلة إن أوباما لم يفلح في إقناع نتنياهو بقبول حل الدولتين، وتنقل عن نتنياهو قوله إن الفلسطينيين ينبغي أن يعترفوا بيهودية الدولة الإسرائيلية كمطلب جديد نسبيا كما تلاحظ الصحيفة لمنع الحديث عن حق العودة.

 

وتنقل الصحيفة عن جميس زغبي الذي يرأس المعهد العربي الأمريكي قوله إن الخطط التفصيلية لإدارة أوباما بالنسبة إلى عملية السلام ستتضح قبل أو خلال خطاب أوباما المرتقب إلى العالم الإسلامي في القاهرة يوم 4 يونيو/حزيران المقبل.

 

وترى الصحيفة أن تاريخ إلقاء أوباما خطابه له أهمية كبيرة في العالم العربي لأن حرب 67 بدأت في وقت مبكر من الخامس من يونيو.