خبر فقهاء: « المصافحة بالتقبيل » ليست إسلامية والسلام يكفى

الساعة 07:43 ص|19 مايو 2009

فلسطين اليوم-وكالات   

ارتبطت عادة التقبيل لدى شعوبنا العربية بتبادل التحية، فأصبحت طقساً لا يغيب عن أى مجتمع عربى، بدءاً من التقبيل على الوجنتين وانتهاء بالكتف والأنف، فصارت جزءاً من ثقافتنا رغم أن التأمل فيها تاريخياً ودينياً وصحياً ونفسياً.

 

وقد أجمع عدد من أساتذة الفقه على عدم ورود مثل تلك العادة فى الإسلام، وأن الرسول لم يقم بها، حتى الصحابة لم يفعلوا ذلك فيما بينهم، ولم تفعل ذلك زوجات النبى مع بقية النساء، ويقول د.محمد رأفت عثمان، أستاذ الفقه المقارن، عميد كلية الشريعة والقانون: "التقبيل بين الرجال ليس له أصل فى القرآن أو السنة، وإذا ظهر أمر من الأمور التى تقتضى عدم تعامل الناس فيما بينهم بالقبلات والأحضان، أو ظهر مرض فى المجتمع ويخشى العلماء أن يشيع ويتحول إلى وباء.

 

ويضيف عثمان، بحسب جريدة " المصري اليوم"، القبلات والأحضان فى هذه الحالة تكون أقرب إلى التحريم، حتى لا تؤدى إلى الإضرار بالناس عملا بالقاعدة الفقهية التى تقول (لا ضرر ولا ضرار)، والادعاء أن القبلات بين الرجال لها أساس دينى أمر مغلوط، فهى عادة اجتماعية تعلمها المسلمون من خلال رؤيتهم للرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات، الذى كان يقبّل كل مَنْ يراه حتى وإن لم يكن التقبيل واردا فى ثقافة الرؤساء الأجانب الذين يقابلهم».

 

بينما يقول د.أحمد كريمة، أستاذ الشريعة فى جامعة الأزهر: " من المقرر شرعا أن وسائل إظهار المودة والمحبة بين الناس مأمور بها شرعا فى حدود الآداب الشرعية، مثال ذلك البشاشة فى الوجه أو المعانقة مع اتحاد النوع الرجل مع الرجل، والمرأة مع المرأة، والمصافحة.

 

أما عادة التقبيل فهى عادة مذمومة ومرذولة بصفة عامة، لم ترد فى سُنة صحيحة لا بالقول ولا بالفعل، خاصة إذا كانت القبلة على الوجه، لكن ورد التقبيل على اليد فى الأحوال الخاصة مثل الولد لوالده أو التليمذ لشيخه بشرط ألا تتواجد موانع طبية، فقد ورد أن رجلا مجذومًا كان فى وفد ثقيف وأراد أن يبايع النبى بالمصافحة، وقال له النبى: ارجع صافحناك، والنبى بهذا يؤصل استخدام الأساليب الوقائية، أما التقبيل على الكتف أو الخدين أو الفم فهى عادات بيئية لا علاقة لها بالإسلام،

 

وحيث إنه فى زمن الأوبئة يجب اتخاذ الاحتياطات المناسبة تبعا للقاعدة الفقهية (دفع المفاسد مقدم على جلب المنافع)، أما زوجات الرسول فلم يكنَّ يقبلن النساء وليست هناك سُنة عن القبلة فى المصافحة حتى يكون هناك عدد معين لها». د. محمود عاشور، عضو مجمع البحوث الإسلامية، انتقد من يغالطون فى الدين بقولهم «السلام لله» لينهروا بها من لا يقبل على تقبيلهم، أو يرون فى المصافحة فقط أمرا مهينا لهم، بل إنه طالب بألا تكون هناك مصافحة فى حالة انتشار الأوبئة،

 

ويقول: "المصافحة بالتقبيل ليست من السنة، ولكنها عادة قديمة قبلية، فالإسلام أقر السلام بالمصافحة فقط دون تعانق أو تقبيل، وإذ رأى رجال العلم أن فى حالات الأوبئة يصبح ضروريا عدم المصافحة أو القبل لما ينقله من عدوى فيجب الانصياع لأوامرهم، لأن الله تعالى قال: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، وهو مبدأ يقر أهمية الصحة التى أقرها الله فى الأديان كافة، ويكفى على المسلم أن يقول (السلام عليكم) فقط دون أن يمد يده بالمصافحة، وهو ما كان يحدث فى صدر الإسلام».