خبر فلسطينيون لفتح وحماس: توحدوا قبل ضياع القدس

الساعة 03:05 م|18 مايو 2009

فلسطين اليوم: غزة

"ضعوا خلافاتكم جانبا.. توحدوا فالقدس تناديكم.. بقوتـكم ووحدتكم ستـواجهون خطر ما يُهدد الأقصى من مُخططات إسرائيلية تدميرية.. الاحتلال يستغل انقسامكم فلا تهدوه الذرائع والفرص..".

بحروف تحذر من القـادم وترجو رسم واقعٍ أفضل أطلقت شخصيات فلسطينيـة هذا النداء العاجل إلى حركتي فتح وحماس اللتين تخوضان حاليا الجولة الخامسة من الحوار الوطني دون التوصل إلى حل نهائي للمشاكل العالقة بينهما.

وطالبت تلك الشخصيات الحركتين بالتـوحد من أجل التصدي للحمـلة الإسرائيلية المستعرة حاليا لتهويد القدس ومحـاولات طمس هويتـها وتفريغها من سكـانها، فيما أقرت الحركتان بأن هذا الانقسام أعطى إسرائيل الفرصة للانفراد بالقدس.

وفي الوقت الذي لا تزال تشهد فيه الساحة الفلسطينية منذ نحو عامين انقساما بين حركتي فتح وحماس، تواجه مدينة القدس حملة تهويد شرسة، تشمل مخططات إسرائيلية هي الأضخم من نوعها منذ النكبة لتهويد المدينة.

وتضم هذه المخططات التي تم الكشف عنها مؤخرا إقامة سكك حديدية وبؤر استيطانية ومصانع ومدارس دينية لليهود المتطرفين، رصدت لها سلطات الاحتلال مبالغ مالية تقدر بمليار ونصف المليار دولار.

مـن أجل القدس

حسـن خريشـة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني قال: إن "حالة الانقسـام الفلسطيني فتحت الباب واسعا أمام الإسرائيليين لتنفيذ مخطـطاتهم الرامية لتهويد القدس".

ورأى خريشـة أن الخلافات بين حركتي حماس وفتح انعكست سلبا على القدس، قائلا: "إسرائيل نجحت في إشغال الفلسطينيين بقضايا ثانوية.. فأصبح الهم الأكبـر لنا البحث عن لقمة العيش والراتب والسؤال عن فتح المعابر وفك الحصـار وتم إغفال القضيـة الأكبـر والأهم (قضية القدس)".

واستدرك قائلا: "حيـن حفرت سلطات الاحتلال نفقا أسفل المسجد الأقصى في عام 1996 قـامت انتفاضة شعبيـة واسعة.. اليـوم تبنى مئات الأنفـاق والكنس دون أن يكـون هناك ردود فعـل تتناسب وحجم الجرائم الإسرائيلية.. للأسف القضايا الثانوية تقدمت على قضية فلسطين الأولى".

وحذر خريشـة من خطـورة الـوضع القائم قائلا: "القدس انتقلت إلى مراتب متأخرة من أجندة الهم الفلسطيني.. لم نعد نشـهد تحركا شعبيا فعالا وقويا.. وغابت الحملات التطوعية لنصرة القدس.. حتى على صعيد المقـاومة هناك فتور وتراجع لشعار وتأكيد الفصائل الفلسطينية على أنها وجدت لتحرير الأرض وحماية المقدسات.. وهذا كـله من تبعات الانقسـام ونتائجـه".

ومخاطبا الفرقاء الفلسطينيين قال خريشـة: "القدس في خطـر حقيقي.. والأمـر لا يحتمل المزيد من الانتظـار.. مطـلوب من الجميع الارتقاء بمواقفه وتنحيـة أي خلافات، فالجزء الأساسي والرئيسي من القضية الفلسطينية (يُهـود).. إسرائيل تعمل على شطب المسجد الأقصى وهـوية القدس فلنطو من أجـلهم صفحة الانقسـام".

مسئولية وطنية

وأمام حكـومة إسرائيلية يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو ترغب في الإسراع بمخططات تهويد القدس دعـا الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور "مصطفى البرغوثي" حركتي فتح وحماس إلى التـوحد ونبذ الخلافات.

وأضاف: "الاعتداءات الإسرائيلية على القدس بدأت تأخذ أشكالا خطيرة ومتعددة، وهنـاك خطة واضحة لتفريغ المدينة من سكانها.. لهذا يجب على الحركتين التحلي بالمسئولية الوطنيـة".

وقـال البرغوثي إن أي خلاف يجب أن يوضع جانبا أمام الخطر الذي يتهدد القدس، مشددا على أن إنجاح حوار القـاهرة وطي ملف الانقسـام واجب وطني للوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية.

وتابع: "مطـلوب أن نواجه معا وبموقف قوي ومـوحد هذه الهجمات فالقدس أكبـر من كل الخلافات والمصالح الحزبية والانتماءات.. على الحركتين الاتحاد أمام المد الاستيطاني الخطير".

ولا تزال الخلافات تهيمن على مباحثات جلسة الحوار الوطني الخامسة المنعقدة حاليا في القاهرة بين فتح وحماس بوساطة مصرية لإنهاء حالة الانقسام التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في منتصف يونيو  2007.

وفشلت 4 جلسات سابقة بدأت منذ فبراير الماضي في إنهاء حالة الانقسام وحل جميع القضايا الخلافية بين الحركتين.

اتركوا الخلافات

مـن جـانبه، قال "إياد البرغوثي" مدير مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان: إن "الانقسام الفلسطيني شجـع الاحتـلال عـلى رسم المزيد من خطط التهويد ومشاريع اقتلاع القدس".

وأضاف: "طبيعي أن نسمـع كل يوم عن أرقام الاستيطان والتهويـد ما دام الفلسطينيون منشغلين بأنفسـهم وخلافاتهم".

وأكد أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة لن تدخر جهدا في تنفيذ أسوأ السيناريوهات بحق القدس والأقصـى، وهـو الأمـر الذي يستدعي -وفق تأكيده- مصـالحة وطنيـة عاجلة وترك الخلافات جانبا.

وأضاف: "مطلوب من حركتي فتح وحماس ألا تسمحان للاحتلال بالانفراد بالقدس.. على الحركتين فورا التوحد واتخاذ مواقف قـوية وواضحـة بتوديع الانقسـام والالتفات إلى التحدي الأكبـر وكيفية مـواجهة ما يجري".

وبعيد أحداث الحسم العسكري في 2007 حل الرئيس محمود عباس حكومة الوحدة، وشكل حكومة برئاسة سلام فياض في رام الله بالضفة الغربية، اعتبرتها حماس غير شرعية؛ لأنها لم تُعرض على المجلس التشريعي, ومنذ ذلك التاريخ توجد حكومتان في كل من رام الله وغزة.

اعتراف

وأمام هذه النداءات اعترف فـوزي برهوم الناطق باسم حماس أن القدس تحتـاج إلى موقف فلسطيني قوي وموحـد.

وقال في حديث لـ"إسلام أون لاين.نت": إن "الـوحدة والقـوة بحـاجة إلى مصالحة وطنية.. وحماية القدس تكون بالقـوة وهذا ما تسـعى إليه حركة حماس ونريد من الكل الفلسطيني أن يودع الخلافات ويجلس على طاولة الوحدة".

بدوره أقر إبراهيم أبو النجا القيادي في حـركة فتـح في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "الانقسـام أهدى إسرائيل توقيتا مثاليا لتنفيذ مشروعها الكبير الرامي لتهويد القدس وقضم الأراضي.. ذهبنا للبحث عن أشياء صغيرة وانهمكنا في مشاكلنا الداخلية وتناسينا ما يقوم به الاحتلال".

وخاطب حركة حماس قائلا: "علينا إنجاح جولة الحوار القـادمة.. لا تـوجد خلافات حقيقية بيننا فقط هناك تعنت في المواقف وتعنت بالاستمرار في الانقسـام".