"درب الصادقين" حكايات جهادية من بطولات المقاومة الفلسطينية، كتاب خطه الأسيران القائدان في سرايا القدس محمد أبو طبيخ وأنور عليان، وألفاه داخل السجن، ويوثق حكايات 42 أسيراً فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات في سجون الاحتلال، والصادر عن دار الشهيد نعمان طحاينة للنشر والتوزيع، وتم طباعته ونشره بواسطة مهجة القدس للشهداء والأسرى.
ويتناول الكتاب الذي يتكون من أكثر من 700 صفحة على جزأين توثيق سيرة ومسيرة لـ (42) أسيراً خلف القضبان، معظمهم من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد أو من ذوي الأحكام العالية ممن يطلق عليهم "جنرالات الصبر"، مدعم بعشرات الصور الأرشيفية لأولئك الأسرى أو عملياتهم الجهادية.
لم تكن مهمة الأسيرين أبو طبيخ وعليان سهلة بجمع المادة الموثقة عن أسرى المؤبدات في سجون الاحتلال، وتدوينها وتوثيقها، وإيجاد الوسيلة المناسبة لتهريبها من السجن، وصولا إلى طباعتها في كتاب حرصت مهجة القدس على جودته وإثرائه بالكثير من الصور الداعمة والشارحة.
وينحدر الأسير عليان من مدينة طولكرم بالضفة الغربية، وهو معتقل منذ العام 2003 ويقضي حكماً بالسجن 23 عاماً، بينما الأسير أبو طبيخ معتقل منذ العام 2002 ويقضي حكماً بالسجن المؤبد مرتين و15 عاماً.
وبذل الأسيرين عليان وأبو طبيخ جهوداً مضنية وساعات طويلة من الاستماع لشهادات وحكايات الأسرى داخل السجون، لتوثيق سيرهم بشكل علمي ومنهجي، وهو ما ساعد على خروج الكتاب بمحتوي غني، ويعكس حالة فريدة ورائعة من وحدة الحركة الوطنية الأسيرة، التي تتماهى فيها ألوان فصائل المقاومة.
ويحسب للأسيرين عليان وأبو طبيخ حرصهما على سرد حكايات أسرى من تنظيمات وقوى مختلفة، وموزعين على مناطق جغرافية عدة، ليرسم الكتاب "خارطة فلسطين التاريخية كما طبعت في قلوب وعقول هؤلاء الأسرى".
ويمثل "درب الصادقين" إضافة نوعية لمكتبة الحركة الوطنية الفلسطينية، وخاصة الحركة الأسيرة، وهو أحد إبداعات الأسر ويطلق عليه "أدب السجون"، الذي يعكس عزيمة وإرادة الأسرى رغم كل ما يتعرضون له من عذابات داخل سجون الاحتلال.
ومر الكتاب بمراحل كثيرة صعبة ومعقدة، بدأت من تدوين شهادات الأسرى داخل السجون، مرورا بصياغتها، وحتى إخفائها بالوسيلة المناسبة للتهريب، وصولا إلى أيدي مختصين عكفوا على مراجعتها وتدقيقها، ليكون بذلك قد اجتاز أعلى درجات تدوين التاريخ.
وتخطط مؤسسة مهجة القدس حالياً لترجمة "درب الصادقين" إلى عدة لغات، وتوزيعه حول العالم، للتعريف بقضية الأسرى في سجون الاحتلال، ودحض الرواية الصهيونية الزائفة التي توصم الأسرى بالإرهابيين وتنفي عنهم وصف "مقاتلين من أجل الحرية".
لتحميل الكتاب