خبر أكاديمي مصري: الدور المصري في الحوار الفلسطيني تجاوز الوساطة إلى اقتراح المخارج

الساعة 10:06 ص|18 مايو 2009

قال بأن الدور السوري مهم في التوافق بين "فتح" و"حماس"

أكاديمي مصري: الدور المصري في الحوار الفلسطيني تجاوز الوساطة إلى اقتراح المخارج 

فلسطين اليوم - غزة

أكد باحث وأكاديمي مصري أن دور القاهرة في الحوار الوطني الفلسطيني تجاوز مستوى الوساطة إلى مستوى تقديم المقترحات والحلول والمخارج والضغط من أجل دفع حركتي "فتح" و"حماس" لقبولها، وأرجع ذلك إلى شعور مصري بدأ في التعاظم من أن اخفاق جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني ستؤثر سلبا على الأمن القومي المصري أولا والعربي بوجه عام ثانيا.

 

وأوضح رئيس وحدة العلاقات الدولية في مركز دراسات الأهرام الدكتور جمال عبد الجواد في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن منطلق مصر الذي عبرت عنه تصريحات الوزير عمر سليمان وإصرارها على ضرورة إنهاء الانقسام يأتي من قناعة لدى القاهرة من أن استمرار الانقسام الفلسطيني ليس مضرا بالفلسطينيين فقط وإنما بأمن المنطقة بالكامل، وقال: "لا شك أن الانقسام الفلسطيني يمثل تهديدا لأمن المنطقة، فالقاهرة لا تستطيع التعامل بجدية مع الجهود الدولية المبذولة لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي ولا التعامل مع إعادة إعمار قطاع غزة المدمر، فهذه أسباب تهدد أمن المنطقة بالكامل في حال استمرارها. وبالتأكيد فإن إخفاق "فتح" و "حماس" في التوصل إلى اتفاق يستلزم دورا مصريا أكبر والانتقال من مرحلة توفير المكان لاستضافة الحوار بين الطرفين إلى مستوى تقديم مقترحات محددة ومخارج ممكنة للملفات العالقة وتمريرها بدل الاكتفاء بدور الوسيط والمستضيف".

 

وأشار عبد الجواد إلى أن مصر قدمت بالفعل جهودا تنم عن رغبة في إنهاء الانقسام الفلسطيني، وأكد أنها تملك من الأدوات ما يمكنها من تعزيز دورها لتكون طرفا فاعلا في منع إخفاق الحوار الفلسطيني، وقال: "مصر يمكنها أن تغري وتضغط على الطرفين، وباستخدامها لهذه الأدوات يمكنها أن تؤثر في الحوار إذا استمر إخفاق الطرفين في التوصل إلى وفاق، وأعتقد أن الأفكار المصرية سواء المتعلقة بالنظام الانتخابي قد تمثل مخرجا للخلاف وكذلك الأمر بالنسبة للملف الأمني وأخيرا موضوع الحكومة، فهذه الأفكار مع مزيد من الإقناع والضغط ستثمر شيئا ما على أرض الواقع".

 

وأكد عبد الجواد أن اتفاقا مصريا ـ سوريا يمكن أن يكون عاملا مساعدا على إنجاز التوافق الفلسطيني، وقال: "بالتأكيد دمشق عامل مهم في التوافق الفلسطيني، لكن هل هناك توجه للقاء قمة بين الرئيسين المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد لإنهاء الجفاء بين الدولتين، أنا لا أملك المعلومات الكافية، لكن الأهم أنه إذا اطمأنت سورية لنفسها وموقعها، وإذا رأت أن أمريكا لها سياسات إيجابية تجاه سورية ورغبة في تحريك مسار المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، عندها ستظهر التغييرات في الموقف السورية، لكن حتى الآن سورية لم تضع فيتو على لقاء الطرفين الفلسطينيين للحوار لكنها لم تسهل توصلهم إلى اتفاق، وأي تحول على هذا المستوى متوقف على اطمئنان سورية بشأن موقعها في المنطقة كما قلت"، على حد تعبيره. 

 

وكان الوزير عمر سليمان قد أكد لوفدي "حماس" و"فتح" خلال الجولة الخامسة للحوار الوطني الفلسطيني ـ حرص مصر على إنهاء الحوار باتفاق ينهي حالة الانقسام الفلسطيني‏.‏

 

ونقلت صحيفة "الأهرام" المصرية في عددها الصادر اليوم الاثنين (17/5) عن سليمان قوله بأن الانقسام أصبح يهدد القضية الفلسطينية‏،‏ والأمن القومي العربي‏.‏ وأضاف سليمان خلال لقائه بوفدي الحركتين بالقاهرة الليلة قبل الماضية "أنه لا يمكن التحدث عن إعادة إعمار أو فك الحصار أو التهدئة أو عملية جادة لتحريك عملية السلام في المنطقة دون التوصل إلى اتفاق ينهي حالة الانقسام والتشرذم‏، ويعيد الوحدة إلي الشعب الفلسطيني مرة أخرى".‏