خبر محللون إسرائيليون: تأجيل لقاء نتنياهو- أوباما كان مقصوداً

الساعة 08:39 ص|18 مايو 2009

فلسطين اليوم : ترجمة خاصة

أجمع محللون إسرائيليون أن تأجيل زيارة نتنياهو إلى واشنطن لم يكن صدفة لاسيما وأن لقاءه بالرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الاثنين، يختلف عن التقليد القائم بين البلدين، إذ أن كل رئيس حكومة إسرائيلية جديد كان يتجه إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لتوليه المنصب.

ويرى المحللون أن تأخير زيارة نتنياهو للبيت الأبيض فيه تعبير عن موقف سياسي من الرئيس أوباما تجاه نتنياهو، فمثلاً رفض أوباما لقاء نتنياهو في الرابع من الشهر الجاري بدعوى أن جدول أعماله لا يسمح بذلك وأنه متواجد خارج واشنطن، ولكن في نفس اليوم التقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس في البيت الأبيض في واشنطن.

وقال روني سوفير، المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرنوت" - الذي يرافق نتنياهو إلى واشنطن- :" إن الأجواء في الطائرة التي أقلت نتنياهو إلى واشنطن، ووصلها أمس الأحد كانت متوترة، خاصة بين كبار مستشاري نتنياهو".

ونقل عن مصدر كبير في حاشية نتنياهو قوله، :"إننا نتوقع استقبالاً حميماً"، ولكن بطبيعة الحال فإن المواقف الأميركية ستظهر بحدتها، وخاصة طلب الرئيس أوباما بوقف كامل للاستيطان، وتفكيك المستوطنات والبؤر الاستيطانية.

ونقل سوفير عن مصدر آخر يرافق نتنياهو قوله، :"إن نتنياهو سيعرض أيضاً الموقف الإسرائيلي بحدته، وأن إسرائيل ستصر على عدم قيام أي جيش غربي نهر الأردن".

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية:" إن نتنياهو سيطلب من أوباما توثيق التنسيق السياسي الأمني بين البلدين، إقامة قنوات اتصال بينهما وتعيين فرق عمل مشتركة، ولا سيما في المجال الإيراني والمجال الفلسطيني".

وأضافت "هآرتس" أنه من المتوقع أن تحتل المسألة الإيرانية الجزء الأهم في المحادثات. وسيشدد نتنياهو على أنه من دون معالجة الملف الإيراني سيكون من الصعب التقدم في المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، وسيطلب من أوباما تنسيق الحوار الأميركي- الإيراني مع إسرائيل، وسيشدد على الحاجة إلى العمل بحزم ضد إيران إذا ما فشل الحوار.

وفي موضوع المسيرة السلمية، حسب "هآرتس، "سيشدد نتنياهو على نيته استئناف المفاوضات السياسية مع السلطة الفلسطينية في أقرب وقت ممكن، في ظل انخراط الدول العربية المعتدلة وسيقول نتنياهو لأوباما أن دعم هذه الدول للعملية السياسية هو في شكل "تطبيع" علاقاتها مع إسرائيل، وهذا ما يمكنه أن يدفع المسيرة السياسية مع الفلسطينيين".

وقالت هآرتس أيضا، إن الإدارة الأميركية ستطلب من نتنياهو أن يبدي بداية حسن نوايا من خلال تجميد الاستيطان، إلا أن الإدارة الأميركية التي تبلور خطة سياسية للشرق الأوسط لن تعلن عن خطتها مع انتهاء اللقاء مع نتنياهو، بل سينتظر الرئيس أوباما استكمال لقاءاته مع زعماء المنطقة ومن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المصري حسني مبارك، ولكن على أي حال فإن في صلب هذه الخطة سيكون الحل القائم على مبدأ الدولتين، الذي ما يزال يرفضه نتنياهو، ولن يعلن موافقته عليه خلال لقائه أوباما.

وحصل نتنياهو في اليومين الماضيين على دعم سياسي جديد، من وزير الجيش أيهود باراك، الذي دافع عن مواقف نتنياهو في مقابلة له مع القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، واعتبر أن مطالب نتنياهو بالإعلان جهارة عن موافقته لمبدأ حل الدولتين هو "تعبير عن انحطاط إعلامي".

وادعى باراك أن نتنياهو يفهم أنه في نهاية المطاف سيكون شعبان يعيش الواحد منهما بجانب الآخر بسلام وأمن".