خبر تجربة شخصية: كيف التصدي لضغوطات قوة عظمى .. إسرائيل اليوم

الساعة 08:11 ص|18 مايو 2009

بقلم: يوسي بن اهارون

غير مرة كنت شاهدا لمواقف مفعمة بالتوتر بين شخصيات اسرائيلية وامريكية. منذ 1969 تمسكت كل الادارات في الولايات المتحدة بالخط في ان سبيل التقدم في مكانتهم في العالم العربي هو ممارسة ضغط على اسرائيل كي تسلم اراض احتفظت بها منذ الايام الستة، تحت الشعار المزعوم "الارض مقابل السلام".

الجدال الحقيقي مع الامريكيين يدور حول رغبتهم في ان يقرروا كم ستنسحب اسرائيل والى اي خطوط، فيما احتج الاسرائيليون على نزع حقهم في ان يقرروا في هذه المواضيع الحيوية بانفسهم في ظل المفاوضات مع العرب.

صيغة "دولتين للشعبين" هي ذات المسألة مع تغيير الشكل. حين يدعي الاسرائيلي بان مزيدا من الانسحابات ستعرض أمن الدولة للخطر، سيرد الامريكي بان الولايات المتحدة ملتزمة بوجود وأمن اسرائيل. غولدا مئير سبق ان ردت على ذلك حين قالت "الى ان يقرروا مساعدتنا – نكون قد اختفينا من هنا". ولافضل تقديري، فان كل رؤساء الوزراء في اسرائيل لم يصمدوا امام الضغط الامريكي، باستثناء واحد – اسحاق شامير. وأوصي نتنياهو بان يتعلم من تجربة شامير. فعلى كل مدى فترة ولايته اصر اسحاق شامير على مبادئه.

اولا، مفاوضات بدون شروط مسبقة وبدون تدخل امريكي. ثانيا، لن تقوم دولة فلسطينية ولن يكون لـ م.ت.ف موطىء قدم في المسيرة. ثالثا، استمرار الاستيطان في يهودا والسامرة وغزة.

ومع ذلك، فان العلاقات مع واشنطن بقيت متينة اذ عرف شامير متى يتعاون مع الولايات المتحدة، مثلا في حرب الخليج الاولى، وكيف يذهب الى مؤتمر مدريد دون ان يتخلى عن مبادئه.

جيم بيكر وزير الخارجية الامريكي في حينه، الذي لم يتميز بصداقته لاسرائيل قال ذات مرة لشامير ان الولايات المتحدة لن تمارس عليه ضغطا. ما لم يقله، ولكن فهم جيدا من اقواله هو ان الولايات المتحدة لا يمكنها ان تدفع اي شيء الى الامام في المنطقة بدون اسرائيل. هذه هي الرافعة التي تمنح مساحة مناورة للزعيم الاسرائيلي.

حكومات سابقة في اسرائيل تراجعت في خطوطها الحمراء. يتعين على نتنياهو ان يعمل بكد كي يرمم اخطاء الماضي، وهذا سيكون اختباره الحرج.