خبر أوباما في دور كارتر .. هآرتس

الساعة 08:09 ص|18 مايو 2009

بقلم: يهودا بن مئير

الحقيقة غير المريحة هي ان دولة اسرائيل تواجه خطر المجابهة الوشيكة مع ادارة اوباما، وذلك من دون صلة بالنتائج العلنية للقاء الرئيس الامريكي ورئيس وزراء اسرائيل. التصريحات المطمئنة التي تتردد كل ساعة تقريبا على لسان الناطقين بلسان الحكومة، لا تستطيع ان تخفي الحقيقة الصعبة او ان تغطي على الواقع الجديد اللآخذ في التبلور في واشنطن. العنوان مسجل على الجدار كما قال وزير الخارجية موشيه ديان خلال المجابهة الصعبة التي اندلعت بين اسرائيل وادارة الرئيس كارتر في بداية عهده: "حتى ان كانت لدي عين واحدة فقط فانا لست اعمى".

توخيا للنزاهة نقول ان المجابهة الاتية ليست نابعة من سلوك الحكومة الجديدة في اسرائيل. هي نابعة من فلسفة الرئيس اوباما ورغبته الشديدة في احداث تغير راديكالي في توجه ونظرة الولايات المتحدة للعالم، من الدوائر التي ترعرع فيها ويرتبط معها، ومن شخصية ومواقف جزء من مستشاريه ومقربيه المعروفة منذ سنوات.

ليس من اللطيف ان نقول ذلك، ولكن من يقرأ ما بين السطور يبدأ في الادراك بان ادارة اوباما تصبح بصورة متزايدة اشبه بادارة كارتر. منذ ثلاثين عاما وهي مدة طويلة لم تضطر اسرائيل لمواجهة ادارة صعبة كهذه وفي بعض الجوانب يمكن القول انها ادارة معادية مثل ادارة كارتر. كاتب هذه السطور يستطيع ان يشهد شخصيا على الاسلوب الفظ والتهديدات القاسية التي ميزت موقف الرئيس كارتر من رئيس الوزراء مناحيم بيغن – ومن الممكن القول عن جيمي كارتر ان نهايته تدلل على بدايته.

الاشخاص الذين يدعون منذ سنوات ان سياسة الولايات المتحدة الخارجية مرهونة بالمصالح الاسرائيلية ومتأثرة من اللوبي اليهودي – والذين لم يكن لهم موطىء قدم في عهد ريغن وكلينتون وبوش – قد حظوا بحقبة ملائمة جديدة وأذن صاغية في البيت الابيض في ادارة اوباما. ايضا في اوساط الجالية اليهودية في امريكا – معقل الدعم لاسرائيل-  ظهرت اوساط مؤثرة غير مستعدة لقول كلمة أمين وراء كل موقف تطلقه حكومة اسرائيل.

من كل ما ذكر لا يتوجب ان نستنتج لا سمح الله ان على اسرائيل ان تستلم. لقد شهدنا في الماضي مجابهة صعبة مع الولايات المتحدة وخرجنا منها بسلام. ولكن كل شيء يعتمد على سلوك وذكاء وسياسة حكومة اسرائيل. المجابهة كانت ستندلع على اية حال، الا ان حكومة برئاسة ايهود اولمرت وتسيبي لفني او حكومة وحدة وطنية حقيقية كان بامكانها ان تصمد بصورة اكثر سهولة من الحكومة الحالية. ولكن حكومة نتنياهو ايضا تستطيع الصمود في هذه المواجهة شريطة ان تجيد ادارة دفة المسائل التي يوجد حولها اجماع في اسرائيل وتحظى بسببها بدعم كبير وتفوق نسبي في الرأي العام الامريكي والعالمي كما ان عليها ان تظهر انها فعالة وليست قوالة فقط وان تطلق رسالة تشير الى انها حكومة تسعى للسلام وليست حكومة رفضوية.

الكونغرس ويهود امريكا والرأي العام في امريكا سيؤيدون اسرائيل – حتى ضد رئيس يحظى بالشعبية – في كل ما يتعلق بنفي حق العودة والاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وكذلك بصدد القدس والتجمعات الاستيطانية. ولكن قلة قليلة جدا ستؤيد اسرائيل ان لم تقل امورا واضحة بصدد ضرورة حل الدولتين الذي يعتبر بداية الامر بالنسبة لواشنطن وان لم توقف مرة والى الابد لغتها المزودجة وغض الطرف وجر الارجل في كل ما يتعلق بالمستوطنات واخلاء البؤر الاستيطانية. هذه لحظة الحقيقة بالنسبة لبيبي نتنياهو.