خبر صناعة الكبسات الكهربائية النحاسية تتسبب باختفاء فئة نصف الشيكل من أسواق القطاع!

الساعة 04:58 ص|18 مايو 2009

فلسطين اليوم : محمد الجمل

شحّت القطع النقدية من فئة نصف الشيكل من أسواق قطاع غزة خلال الفترة الماضية، ما أثر سلباً على التعاملات التجارية، خاصة ذات القيمة المنخفضة منها.

وأثيرت الكثير من التساؤلات والشائعات حول أسباب اختفاء هذه القطعة بالذات دون غيرها، فتكهن البعض بأن إسرائيل بصدد إلغائها، كما فعلت مع القطعة من فئة عشر أغورات سابقا، في حين أشار آخرون إلى أن الحصار ومنع دخول الأموال كانا السبب في ذلك.

لكن ما بدا غريبا ولافتا ما قيل في إحدى مركبات الأجرة في محافظة رفح، حين طلب أحد الركاب من السائق باقي النقود التي أعطاه إياها بدلا للأجرة، وكانت نصف شيكل، فرد السائق ساخرا: "ما ضل نصاص شواكل في البلد، لموهن كلهن، بلموا 60 شيكل نصاص بـ100 شيكل".

وحين بحثنا عن أسباب المشكلة وجذورها وجدتها مشكلة متعمقة، يعاني منها الأهالي ممن لديهم أطفال يدرسون في المدارس، وكذلك أصحاب البقالات، وسائقو المركبات العمومية، وبرزت تلك المشكلة بصورة أكبر في المخيمات والأحياء الفقيرة، التي تعتبر تلك القطعة وحدة نقدية مهمة في التعامل فيها، خاصة بين الأطفال.

أزمة تتفاقم

ويشير المواطن حازم خليل، ويمتلك بقالة جنوبي محافظة رفح، إلى أنه يعاني من أزمة نصف الشيكل منذ مدة، موضحا أنه يجتهد في جمع هذه القطع النقدية، ليتمكن من تسيير أموره التجارية، لكنها سرعان ما تنفد دون أن يشعر.

وقال خليل إنه كثيرا ما يشعر بالحرج من بعض الزبائن، ممن يتبقى لهم نقود من تلك الفئة، فيضطر لإعطائهم سلعة أو حلوى بنفس قيمة تلك العملة.

أما بائع الحلوى المتجول محمود حسين، فأكد أنه يبيع القطعة مقابل نصف شيكل، وكثيرا ما يواجه مشكلة في إعادة باقي النقود للأطفال، لأن معظمهم يعطونه قطعة نقدية من فئة الشيكل، مشيرا إلى أنه يخير الطفل بين أن يأخذ نقوده ويذهب، أو يشتري قطعتين.

وأوضح أن هذه المشكلة أثرت على مبيعاته، فمعظم الأطفال يضطرون للعودة دون شراء، ويبحثون عن بقالة أو بائع يعطيهم باقي النقود، مؤكدا أنه كثيرا ما يجتهد في جمع القطع النقدية من الفئة المذكورة، لكنه غالبا لا يتمكن سوى من جمع عدد محدود منها، تنفد بصورة سريعة.

ويقول سائق سيارة الأجرة أسامة شقفة إن سائقي مركبات الأجرة من أكثر الفئات تضررا جراء الأزمة المذكورة، خاصة وأن تسعيرة المواصلات الثابتة داخل المدن هي شيكل ونصف الشيكل.

وأشار إلى أن غالبية المواطنين يعطونه أكثر من قيمة المواصلة، ولا يجد ما يعطيهم من الباقي، حينها يضطر لتخيير الراكب، إما أن يدفع شيكلا واحدا أو 2 شيكل، مؤكدا أن هذه المشكلة أوقعته في إحراج كبير مع المواطنين، وأحياناً يتهمه البعض بتعمد إخفاء القطع من تلك الفئة، ليأخذ أجرة أكبر.

أزمة تحلّ أزمة

وكانت المفاجأة حينما اكتشفنا سر الأزمة المذكورة، والتي أفصح عنها تجار وبائعو الأدوات الكهربائية.

وكما يقول محمد برهوم، أحد هؤلاء التجار، فإن القطع المذكورة مصنوعة من مادة النحاس، وهو معدن يستخدم في صناعة الأدوات الكهربائية، وقد منعت إسرائيل دخوله القطاع منذ بدء الحصار، قبل أكثر من عامين.

وأشار برهوم إلى أن انخفاض القيمة الشرائية للقطعة المذكورة وكبر حجمها نسبيا واحتواءها على كمية لا بأس بها من النحاس، شجع مصانع الأدوات الكهربائية في غزة على صهرها، واستخدامها في صناعة "الكبسات النحاسية"، التي تباع الواحدة منها مقابل 4 أو 5 شواكل.

وأشار برهوم إلى أن المصانع المذكورة عكفت على جمعها من الأسواق، لاستخدامها في الصناعات المذكورة، ما فسر شحها وتناقصها!.