خبر الغذاء الصحي ...وأسرار محاربة « فرط ضغط الدم »

الساعة 04:28 م|17 مايو 2009

الغذاء الصحي ...وأسرار محاربة "فرط ضغط الدم"

 

(إيثار العظم)

 

ُيعتبر فرط ضغط الدم من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً بين الناس، إذ يعاني نحو 1.5  مليار شخص في أنحاء مختلفة من العالم من ارتفاع في مستويات الضغط الشرياني، وفقاً لبعض المصادر، الأمر الذي لعبت الأنظمة الغذائية المعاصرة دوراً في حدوثه، إلى جانب عوامل أخرى، لتزيد بذلك من أعداد ضحايا "القاتل الصامت".

 

وعلى الرغم مما أثبته العلم الحديث من ارتباط بين "فرط ضغط الدم" وارتفاع مخاطر الإصابة  بالعديد من الأمراض الخطيرة كأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأمراض ذات ارتباط بالصحة النفسية للفرد كاضطرابات القلق والاكتئاب، إلا أن العديد من المختصين لا يعدون فرط ضغط الدم الشرياني مرضاً بحد ذاته، فهم يجدون بأنه أقرب إلى حالة أو مشكلة صحية.

 

 ففيما يُظهر بعض المرضى اعراضاً عامة كالصداع والدوار، يعاني الكثيرون من ارتفاع مستوى ضغط الدم الشرياني دون الشكوى من أية أعراض، وهو ما قد ينطبق على الحالات الشديدة، ليمنحها ذلك لقب "القاتل الصامت".

 

ملح الطعام.. المتهم الأول

 

أشارت العديد من الدراسات إلى دور رئيس لتناول ملح كلوريد الصوديوم (ملح المائدة) في زيادة مخاطر الإصابة بفرط ضغط الدم عند الأفراد، لذا شرعت المراجع الطبية بتحديد المقادير المسموح تناولها من مادة ملح الطعام النسبة للأفراد، مثل الأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تعتبر أن  مقداراً يقع ما بين  1500ملغم و2300 من ملح كلوريد الصوديوم يومياً، يعد كافياً للأشخاص البالغين من الأصحاء.

 

وطبقاً لخبراء؛ يجدر بالأشخاص الذين يملكون عوامل خطورة للإصابة بفرط ضغط الدم التقليل من مقدار ما يتناولونه من ملح كلوريد الصوديوم، مثل وجود تاريخ الأسري للإصابة بالمرض (حالات إصابة داخل الأسرة)، الإصابة بالسكري، معاناة الفرد من مرض كلوي مزمن، وغير ذلك، الأمر الذي ينصحون بان تتم  مراقبته من قبل الاختصاصي المشرف على حالة المريض.

 

كما يرى مختصون بأن منافع تقليل كميات ملح كلوريد الصوديوم  لا تقتصر على  المصابين بفرط ضغط الدم، إذ يفيد منها الاصحاء، فكلما اقترب الفرد من استهلاك الحد الأدنى من الكميات الموصى بها، كان لذلك تاثيرات إيجابية على صحته، إلا انهم يؤكدون في ذات الوقت على أهمية الحصول على ملح كلوريد الصوديوم، والضروري للعديد من الوظائف الحيوية للجسم، ومنها المحافظة على توازن السوائل والاملاح، وانقباض العضلات وارتخائها، ونقل السيالات العصبية وغير ذلك.

 

ملح الطعام والمصادر المستترة

 

قد يحار بعض المرضى من عدم قدرتهم على خفض مستويات ضغط الدم الشرياني لديهم، بالرغم من أنهم لا يتناولون سوى مقادير بسيطة من ملح الطعام، باعتبار أنهم لا يضيفون الملح إلى أطباقهم، ويقللون من كميات الملح أثناء الطبخ.

 

وعلى الرغم من أن ذلك قد يبدو زهداً في تناول الملح، إلا أن الخبراء يؤكدون بأن المصدر الرئيس لملح كلوريد الصوديوم عند الأشخاص عموماً،  في ظل انتشار الأنظمة الغذائية المعاصرة، هو الطعام المصنع وعلى الأخص الأجبان المطبوخة. كما  يشمل ذلك أصناف الطعام الجاهزة والوجبات السريعة، حيث تصل نسبة ما يقدمه الطعام المصنع من ملح كلوريد الصوديوم  إلى 77 في المائة من مجموع ما يحصل عليه الفرد من هذه المادة، في حين لا تتعدى نسبة الملح الذي يكون مصدره ما أضيف إلى قدر الطبخ الخامسة بالمائة، فيما يُشكل الملح المضاف إلى الطبق نسبة أعلى تصل إلى 6 في المائة، أما بقية ما يحصل عليه الفرد فيأتي من مصادر طبيعية كالفواكه والخضروات وغيرها. 

 

الغذاء الصحي...وأسرار الوقاية

 

وبحسب دراسات علمية حديثة؛ فقد تأكد ان اتباع الأنظمة الصحية التي تعتمد التركيز على الخضروات والفواكه وتناول الحبوب الكاملة، وتحوي كميات متواضعة من اللحوم والدهون.

 

ومن أبرز الأنظمة الغذائية التي تم تصميها لغايات مكافحة انتشار فرط ضغط الدم بين الافراد ما أشتهر بحمية DASH، التي صممها فريق من الخبراء الأمريكيين في العام 1996، وتعتمدها رابطة القلب الأمريكية لمحاربة فرط ضغط الدم.

 

وتركز هذه الحمية على تناول الخضروات والفواكه والالبان القليلة الدسم، وهي تحوي كذلك الأسماك والدواجن والحبوب الكاملة،  فيما تسعى في الوقت نفسه إلى خفض كميات الدهون المشبعة والكوليسترول الضار والسكريات واللحوم الحمراء التي يتناولها الفرد.

 

وقد نجحت دراسات في الإشارة إلى التأثيرات الإيجابية لهذه الحمية على مستوى الضغط الشرياني للأفراد، حيث ساعدت على خفض ضغط الدم عند الأفراد.

 

وفي السياق نفسه؛ أبزت البحوث الطبية دور السمنة في زيادة مخاطر الإصابة بفرط ضغط الدم، الأمر الذي بات يطال الأفراد من الفئات العمرية الصغيرة في بعض المجتمعات، ما يُشير إلى أهمية اتباع نظام غذائي يساعد الفرد على المحافظة على وزن طبيعي، ليسهم ذلك في الوقاية من فرط ضغط الدم، لذا ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بهذه المشلكة الصحية بالعمل على تخفيض أوزانهم.

 

وصفات وقائية أخرى

 

ولا تنفرد الأطباق ذات المحتوى الملحي البسيط بمحاربة فرط ضغط الدم، حيث أظهرت دراسات تأثير بعض المواد المغذية في خفض مستوى ضغط الدم الشرياني عند الأفراد، ومنها فيتامين سي، وخصوصاً عندما استخدامه فترة زمنية طويلة، حيث تبين أن لهذا الفيتامين القدرة على خفض ضغط الدم عند المرضى، بدرجة تشابه تأثير العلاجات المستخدمة للتعامل مع حالات فرط ضغط الدم.

 

كما أظهرت دراسات أخرى أن الاشخاص الذين يتناولون أغذية غنية  بالأحماض الدهنية أوميغا 3 ، يُظهرون مستويات منخفضة لضغط الدم الشرياني.