الدعاء على غير الظالم يرد على صاحبه، فالحذر! - مصطفى الصواف

الساعة 07:17 م|01 ديسمبر 2022

فلسطين اليوم

اتق دعوة المظلوم فليس بينها وبين الله حجاب، قول كريم من رسول كريم محمد صلى الله عليه وسلم ، علينا جميعا أن نعمل به ونتقي الله ولا نتظالم فيما بيننا، وأن نرد الحقوق إلى أهلها وكذلك المظالم بحيث لا نظلم ولا نُظلم، فكما يقول الرسول: دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ، تصل إلى الله فور خروجها من فم المظلوم ولا تحتاج إلى واسطة بين العبد وربه، و الله تعالى سيجزي الظالم على ظلمه، فالله جعل الظلم محرما على نفسه فكيف ظلم العباد للعباد!.

وأنا هنا أود الحديث أكثر  لكل الجهات؛ وزارات وبلديات وشرطة وغيرهم ممن يتعاملون مع الناس وللناس عليهم حقوق، عليهم رد هذه الحقوق كما يجب، وليحذر أن يظلم أحدا وهو يعلم أنه يظلم فهذا الظلم حرام شرعا وعقابه كبير والله له بالمرصاد.

نعم دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب هذا صحيح!، ولكن علينا الحذرالشديد ونحن ندعو على الناس، فقد يكون الداعي ليس على حق ويعتقد أنه يدعو على ظالم، ولا يدري أنه قد يكون هو الظالم الذي يفتري على الناس فإن الدعوة إن لم تكن من مظلوم على ظالم فإنها دعوة مفتراة ستصل السماء، ولكن عالم الغيب يعلم أنها  مفتراة؛ فسترد على الداعي نفسه ولن تصيب من يعتقد الداعي أنه فيها يدعو  على ظالم ولكن هذا الظلم لم يقع عليه، ويصبح هو الظالم فترد الدعوة عليه وتصيبه، ولذلك علينا الحذر من ذلك.

مناسبة ما تقدم؛ حديث مع أحد سائقي الأجرة الذي أخذ يدعو على شرطي خالفة بعد تجاوزه قوانين المرور، فقلت له لماذا تخالف قانون السير؟ وهل يخالفك شرطي المرور  عند التزامك بقواعد السير؟ لماذا تخالفها إذا؟ ، وإذ به يرد ويقول الشيكل صعب الحصول عليه!، صحيح؛ ولكن ماذا تعرضت لحادث سير بسبب مخالفتك فآذيت نفسك أو آذيت غيرك، كيف سيكون الأمر بالنسبة للشيكل والذي قد لا تحصل عليه؟!.

هذا مثال ، والأمر ينطبق على كثير من الأمثلة التي علينا أن نحذر من كثرة الدعاء على الحامي والبطّال ، لأن الدعوة التي ليست في مكانها أو كان من دعوت عليه لا يستحقها، فاحذر أن تصيبك أنت، فلذلك الحذر الحذر .