خبر مزيدا من القوة من فضلك..هآرتس

الساعة 09:18 ص|17 مايو 2009

 بقلم: جدعون ليفي

عنوان هذه المقالة استعير من الصلوات والابتهالات ولكنه ليس توجها لله وانما هو توجه ارضي جدا لرئيس الولايات المتحدة . السياسي الذي سيحل ضيفا عليه غدا قد برهن خلال فترة حكمه القصيرة بان هذه لغته. ليست لغة القدس انما لغة القوة. تماما مثلما اخضعه وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ورئيس الهستدروت في قضية الميزانية. والان يحدونا الامل بان ينجح براك اوباما ايضا بنفس الطريقة.

توجيه صفعة سياسة مدوية لبنيامين نتنياهو ضروري لاسرائيل اكثر من اللطمة الاقتصادية التي وجهت له الان. اوباما هو الامل الاخير: فقد ان استخدم وزنه كاملا – سيتزحزح شيئا ما في هذا الشرق الاوسط. كان بامكان كل رئيس امريكي منذ زمن ان يتسبب بتقدم حقيقي، وفي مقدمة ذلك وضع حد للاحتلال الاسرائيلي الذي لا يطاق، ولكن اسلاف اوباما خافوا من التحرك. هم فضلوا الخضوع للوبي اليهودي المسيحي ورقصة السحرة المتمثلة بالمفاوضات السياسية التي لا تقود الى اي مكان.

نحن نتوقع من اوباما أكثر من ذلك: "التغير" يجب ان يطبق في الشرق الاوسط ايضا، "اجل نحن قادرون" هذا ينطبق على اسرائيل ايضا وهذا التغير المنشود يجب ان يتضمن عنصرين اساسيين: ممارسة ضغط حقيقي على اسرائيل – اجل فلا مفر من ذلك – والمطالبة بالفعل وليس بالقول فقط. لقد ذقنا الكثير من الاقوال وليس مهما بالمرة ان قال نتنياهو ونطق عبارة الدولتين او لم ينطقها.

هذا الاختبار هو اختبار موسى ومحمد. فقد ان شعر هذان بالتغير سيكون بامكاننا ان نقول ان في واشنطن فعلا رئيس اخر مختلف عن كل اسلافه. محمد كل محمد يعيش في المناطق يجب ان يشعر ان حياته قد تغيرت واصبحت حرة واكثر ازدهارا وموسى كل موسى يعيش في اسرائيل يجب ان يشعر بانه منفصل عن الدولة المحتلة التي اعتاد العيش فيها بترف طوال اجيال. في اخر المطاف سيعبر كل من موسى ومحمد عن امتنانهما لاوباما.

هذا الامر لن يسير من خلال الابتسامات الساحرة. نتنياهو سيسعى للتشبث بمهربه وهو التهديد الايراني وعلى اوباما ان يوضح له انه ليس هناك مثل حل عقدة الصراع الاسرائيلي العربي من اجل ضمان مستقبل اسرائيل. وهذا ما يجب ان يكون عليه تسلسل الامور: حل المشكل الفلسطينية كرافعة للمفاوضات مع ايران حتى ان سعى نتنياهو الى قلب النظام و "كسب" المزيد من الوقت. القلب يبتهل لرؤية رئيس وزراء اسرائيلي يفهم ان الفرص آخذة في النفاد وان البدائل خطيرة من دون ان تمارس عليه ضغوط، ولكن هذا الامل قد خاب منذ زمن. اسرائيل تتحدث عن الدولتين وتوسع في نفس الوقت معاليه ادوميم. تتحدث عن السلام وتخرج في حربين عدميتين.

لذلك ولشدة الاسف لن يسير من دون ضغط والضغط الناجع يمكن ان يأتي من واشنطن فقط. الرئيس الامريكي الذي يعتبر صديقا حقيقيا لاسرائيل مخول بل وملزم بممارسة الضغط عليها. اسرائيل هي دولة محظية ادمنت على الاحتلال والادمان يزول فقط بالطرق الصعبة. الصديق الكاذب الزائف يمول استمرارية هذا الادمان اما الصديق الحقيقي فانه يساعد المدمن على الانفطام.

هذا ايضا ليس الوقت الملائم لطرح المطالب والاشتراطات اللامتناهية على الفلسطينيين حتى يعترفوا ويتنازلوا ويتوصلوا للتسويات – هم فعلوا ذلك كثيرا جدا في العقدين الاخيرين: انها اللحظة المواتية التي يتوجب فيها على المحتل ان يوقف احتلاله فورا من دون شروط قبل ان يلفظ حل الدولتين انفاسه ويتحول الى مسألة مستحيلة، هذا على امل ان ذلك لن يحدث بعد. لذلك يتوجب على اوباما ان يقف مع ساعة توقف بيده قائلا ليس هناك وقت.

يتوجب ان تخرج بشارة واحدة لا بديل لها من لقاء واشنطن: اسرائيل تبدأ بالتحرك ولا تكتفي بالكلام حتى تلهي الاحتلال. تجنيد المستوطنات من دون خداع وتفكيك البؤر   الاستيطانية من دون حيل والحريات للفلسطينيين من دون التواءات وجدولا زمنيا قصيرا وواضحا لتفكيك المشروع الاستيطاني كله. كل شيء اقل من هذا سيعتبر فشلا وكل خطوة اقل جرئة ستضمن الجمود الذي يؤدي الى المزيد من الانفجارات الدموية والى دولة ثنائية القومية تصبح دولة ابارتهايد دائمة.

هل يبدو لكم ذلك كبيرا ومغامرا؟ بواشطن الان رئيس كبير ومغامر. اسرائيل قد اظهرت للعرب انها لا تفهم الا لغة القوة فكل تنازلاتها المحددة حدثت فقط بعد اراقة الدماء وليس قبلها. الان آن الوقت ان تتعلم واشنطن الدرس: مزيدا من القوة يا براك اوباما من فضلك لان الامر لن يسير الى الامام من دون ذلك.