خبر نتنياهوجيد لاوباما..هآرتس

الساعة 09:17 ص|17 مايو 2009

 

بقلم: تسفي بارئيل

هبوط رئيس الوزراء اليوم في واشنطن يجلب معه هدية ثمينة للرئيس براك اوباما: شرعية جديدة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. ان عرف نتنياهو كيف يقول شعار الدخول على بوابة البيت الابيض، "دولتين لشعبين" ، سيكون بامكان اوباما ان يسجل لنفسه الانجاز الاول في السياسة الاسرائيلية. حينئذ لن يكون مفر من نسب هذا التنازل الايديولوجي للضغط الامريكي الممارس على اسرائيل. ان رفض نتنياهو قول الكلمات المقدسة، ستضاف لبنة جديدة للتحالف الآخذ في التبلور بين اوباما والشرق الاوسط العربي والاسلامي. كيفما دورنا هذه القمة – اوباما قد احرز النصر فيها.

منذ ايام الرئيس رونالد ريغان، مروروا بفترة ولاية بيل كلينتون وجورج بوش، ترسخت مكانة الامم المتحدة كدولة مناهضة للعرب. "الادرات الامريكية اعتبرت ادارات يهودية" جاهزة لطأطأة رأسها في مواجهة كل نزوة اسرائيلية مدعومة من قبل اللوبي اليهودي. قادة عرب خرجوا من البيت الابيض محبطين في كل مرة من جديد بعد فشلهم في محاولة اقناع الرئيس بالاصغاء لمطالبهم. واشنطن كانت جدارا محكم الاغلاق انزلقت مطالبهم  من فوقه.

الفيتو الامريكي الدائم في الامم المتحدة في كل مرة يقدم فيها اقتراح تنديد لاسرائيل، والضعف لكل ما يتعلق لفرض تنفيذ خريطة على اسرائيل، ومعارضة المفاوضات مع سوريا وتأييد حرب لبنان وبالاضافة الى كل ذلك الحرب ضد العراق، كلها امور حولت التزاوج الاسرائيلي – الامريكي الى كيان واحد فيما يتعلق بالعلاقات مع العرب. هذا التقارب تمخض عن علاقة تنحارية عميقية جدا مع الولايات المتحدة الامريكية، لدرجة ان عمليات الحادي عشر من ايلول حظيت بالتفهم باوساط تجمعات كبيرة في الشرق الاوسط. الولايات المتحدة الامريكية تحولت الى دولة غير شرعية بنظر الجمهور العربي واسرائيل اعتبرت طرفا مسببا لعدم الشرعية هذه.

خلال مائة يوم نجح اوباما بتغيير هذا الاتجاه على الاقل في المسار السياسي. العناق الدافىء الذي منحه للمبادرة العربية وتبني مبدأ "الدولتين لشعبين" كاستراتيجية وحيدة والشروع بالحوار مع سوريا ودعوة اسرائيل للانضمام الى معاهدة حظر نشر السلاح النووي – غير الجديدة ولكن المتجددة من حيث الطرح – والتعامل مع رئيس وزراء اسرائيل كواحد بين متساوين، يطرح اسرائيل في مكانة جديدة. ولكن ليس هي فقط. الولايات المتحدة هي الان دولة يوجد استعداد لدى القادة العرب للوثوق بها. المرة الاولى من عقود لا يعتبر بعض القادة العرب كمتسولين امام اعتاب البيت الابيض او كابناء مكانة سياسية متدنية. منطقهم هو منطق واشنطن واستراتيجيتهم هي استراتيجية اوباما.

من الممكن طبعا الدخول في حالة فزع في ظل هذه الانعطافة. ولكن المسألة الان لا تتعلق بلعبة خاسرة مسبقا. يعتبر كل شيء جيد للعرب فيها سيئا باسرائيل وبالعكس. مكانة الولايات المتحدة الجديدة ومكانة اوباما الشخصية تنطوي على عدة امتيازات هامة لاسرائيل. مثلا سياسة الولايات المتحدة نحو ايران لم تعد تعتبر نتيجة للضغط الاسرائيلي وانما موقفا منسقا بين امريكا والدول العربية واوروبا. من هنا تحظى هذه السياسة بقوة اكبر واذا ما فشل الحوار مع ايران لن يعتبر الرد الامريكي سياسة اسرائيلية امريكية وانما سياسة اقليمية تتمتع بدعم اكثر اتساعا.

الاسلام الراديكالي في باكستان او السعودية سيجد مشقة في ايجاد مؤيدين في اوساط الدوائر العلمانية او القومية بذريعة انه مناهض لامريكا المعادية. وفي الاتجاه المعاكس من الممكن ايضا ان تثر الادارة الامريكية التي ترسخ علاقاتها مع الدول العربية على المصالح السياسية وليس على الرسائل التربوية القصيرة الجبرية على طريقة بوش درجة اقل من النفور في كل ما يتعلق بتبني القيم الغربية.

وكيف ستتمتع العملية السياسية بين اسرائيل والعرب منذ ذلك؟ كلما ازدادات شرعية الادارة الامريكية في المنطقة كلما عاد مصطلح " الوسيط النزيه" الى مكانه الذي يليق به بعد ان تحطم في عهد كلينتون وبوش. الوسيط النزيه بحاجة الى شركاء للوساطة بينهم، ولكن عندما يجلس هؤلاء على الطاولة لديه احتمالية اكبر للنجاح من الوسيط الذي يعتبر وسيطا احادية الجانب. هذه ستكون الميزة الجديدة التي ستحملها واشنطن معها الى طاولة المفاوضات.