خبر نتنياهو في واشنطن..يديعوت..البناديق بالذات أعلنوا

الساعة 09:15 ص|17 مايو 2009

بقلم: ايتان هابر

مدير مكتب رابين سابقا

منتشٍ – ويمكن القول اليوم لا ازال مخدرا – من انجازات الجيش الاسرائيلي في حرب الايام الستة ومن اعماله الفذة في حرب الاستنزاف وقفت ذات مرة امام جنرال امريكي، موشح بأوسمة المجد، في قاعدة الفرقة الطائرة 81 في شمالي كوريلاينا.

كنا مجموعة مراسلين عسكريين اسرائيليين وصلت لاخذ الانطباع من قدرة "قوة التدخل الامريكي السريع". على يميننا وعلى يسارنا، امامنا وخلفنا كانت تنتشر مئات سيارات الجيب وربما الالاف. "في غضون كم من الوقت من لحظة النداء تصل القوة الى الشرق الاوسط؟"، سأل زميلي، زئيف شيف، طيب الله ثراه.

"القوة الاولى ستصل في غضون اسبوعين"، اجاب الجنرال، "والقوات الاخرى في غضون ثلاثة اشهر حتى نصف سنة". متأثرا لا زلت بقدرة الجيش الاسرائيلي على الحركة وبأقوال الجنرال، اعربت عن نوع من الهزء على وجهي وقلت: "نصف سنة؟ وهذه هي قوة التدخل السريع؟".

"بالفعل نعم"، قال الجنرال دون أن يرف له جفن، "ونحن يمكننا أن نمحو دولة بحجم اسرائيل في غضون 48 ساعة". لم يكن هذا من السلامة السياسية من ناحيته ان يقول امورا كهذه، ولكن ايضا لم يكن صحيحا من ناحيتي ان ارتدي وجه الهزء. ومع ذلك، اولئك هم الامريكيون: على علم بقوتهم كامبراطورية، كقوة عظمى، ساحقون بالكلمات وبالدبابات، مؤدبون حتى آخر الحدود ومزدوجو المعايير بكميات تجارية. هم يعيشون، يعملون ويشعرون كاسياد العالم. في تفكير ثانٍ: هم حقا اسياد العالم.

رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يشعر في واشنطن كالسمكة في حوض السمك. فكمن قضى سنوات صباه وشبابه في الولايات المتحدة، فانه امريكي أكثر من بعض الامريكيين الذين سيحيطون به اليوم في بلير هاوس. رئيس الوزراء الاسرائيلي الوحيد الذي يفهم جيدا ما يختبىء خلف كل جملة مؤدبة ومزدوجة المعايير. لا يمكن بيعه ولا يمكن البيع له.

ولكن يجدر بنتنياهو أن ينتبه، وباسرع وقت ممكن الى أن الماء في الحوض قد تغير، وفي هذه المناسبة بعض السمك ايضا. يبدو ان السمك الجديد يرفضون الاعتراف بسياسة توزيع الغذاء الذي كان متبعا في الحوض في الاربعين سنة الاخيرة. وبالاساس، فانهم لا يفهمون لغة الغمز للسمكة نتنياهو – لغة كانت منتهجة لسنوات جيل، حتى لدى رؤساء وزراء اسرائيليين اخرين.

بتعبير آخر، مباشر وفظ: ينبغي له ان يكون اصم، غبي وصغير (بل واعمى) كي لا يميز وابل الرسائل التي وصلت من واشنطن منذ وصول براك اوباما الى كرسي الرئاسة. شهر العسل لعشرات السنين وصل، على ما يبدو، الى منتهاه، والان، فقط الان، تبدأ الحياة العادية للزوجين الامريكي – الاسرائيلي. وفي الحياة العادية، ونحن نعرف، ليس كل شيء عسل الا في الاغاني.

هذا لا يعني أن غدا لن يبتسم اوباما ونتنياهو من الاذن الى الاذن، ويتصافحان بحرارة، ويتعانقان ويطلقان الكلمات الاجمل ("استمرار الالتزام"، "الحليفة"، "شكرنا وامتنانا" وما شابه). ولكن خلف الكلمات، يمكن القول باعادة صياغة اقوال نائب الرئيس الامريكي: "البناديق غيروا قواعد اللعب – وبلغونا مسبقا".

اذا كان الامريكيون قرروا امس ان يكونوا أديبين غدا، فان اوباما سيقول لنتنياهو ان عليه أن يعد في اقرب وقت ممكن فروضه البيتية حسب مادة المعلم الجديد، وان يعود في اقرب وقت ممكن الى دورة الاستكمال في الصيف.

وماذا سيحصل اذا ما قرر التلميذ نتنياهو مفاجأة المعلم اوباما، ووصل الى المدرسة البيضاء مع دروس جاهزة حسب خطة تعليم المعلم الجديد الى هذا الجانب او ذاك (وهذا يمكن أن يحصل)؟

عندها سيكون ممكنا تسمية نتنياهو بيغن، رابين، شارون او اولمرت، واستدعاء التعزيزات من الشرطة لمطار بن غوريون لدى عودته الى اسرائيل. اذ في البيت الابيض ستكون هذه مفاجأة كبرى، أما هنا فسيكون تسونامي تاريخي.