خبر قُل « نعم »..هآرتس

الساعة 09:13 ص|17 مايو 2009

بقلم: أسرة التحرير

 سلوك رئيس الوزراء في مداولات الميزانية أظهر بان بنيامين نتنياهو قادر على التنكر للافكار والمعتقدات التي تبناها في الماضي، وان يضع جانبا الشعارات من الحملة الانتخابية، فيعترف باضطرارات الواقع السياسي ويقرر سياسته بناء على ذلك. نتنياهو تلقى انتقادا. ولكنه اجاب بانه عمل في صالح الدولة.

الان مَلقي على عاتق نتنياهو أن يري بانه قادر على ان يضع جانبا ايضا موقفه الايديولوجي الرافض لتقسيم البلاد والمؤيد لتوسيع الاستيطان، وان يعمل في صالح الدولة في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة وتقدم المسيرة السلمية مع الفلسطينيين والدول العربية. الجمهور الاسرائيلي يتوقع منه أن يلائم مواقفه السياسية مع الواقع الدولي: استطلاع "هآرتس – ديالوغ" الذي نشر يوم الجمعة اظهر بان اغلبية واضحة بين الجمهور – 57 في المائة – تدعو نتنياهو الى تبني فكرة "دولتين للشعبين" في لقائه مع الرئيس الامريكي براك اوباما في البيت الابيض غدا.

نتنياهو، المعروف بمحبته للاستطلاعات، لا بد انتبه الى أن 40 في المائة من ناخبي الليكود يريدون أن يؤيد حل الدولتين – رغم ان الحزب تنافس في الانتخابات مع برنامج سياسي وقائمة يمينيين بل ومنذ الانتخابات رئيس الوزراء لم يبدِ أي تغيير في مواقفه ولم يعد الرأي العام لمثل هذا التغيير.

الاستنتاج من الاستطلاع واضح: معظم الجمهور الاسرائيلي يرى أهمية عليا في العلاقات الطيبة مع الولايات المتحدة، واستوعب الرسائل الحازمة التي صدرت في الاسابيع الاخيرة من واشنطن، وبموجبها يتوقع اوباما من نتنياهو أن يتبنى حل الدولتين ويعمل كي يصبح واقعا.

الخيار بين استمرار سياسة الرفض، الاستيطان وجر الارجل وبين الانخراط في النظام العالمي الجديد، موضوع اليوم امام بوابة رئيس الوزراء. على نتنياهو أن يستجيب لتوقعات الجمهور والا يصر على عرض مواقف تضر بالدولة، بدعوى أن اغلبية المقترعين ايدت الاحزاب اليمينية في الانتخابات الاخيرة. ومثلما لاءم سياسته الاقتصادية مع الواقع السياسي، فان عليه ان يقول "نعم" للرئيس اوباما وان يتعاون معه في بناء واقع جديد في المنطقة.

اذا ما اظهر الزعامة المناسبة، فان نتنياهو سيحظى ايضا بتأييد الجمهور، الذي في معظمه غير راض اليوم عن اداء رئيس الوزراء.