تقرير ضيف ثقيل.. برد الشتاء يسري في أجساد الأسرى والدفء ممنوع !

الساعة 10:40 ص|28 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

لم يكن يوماً فصل الشتاء ثقيلاً، فهو الخير في بدايته حتى نهايته، إلا أنه بات ضيفاً غير مرغوب فيه عند الأسرى القابعين خلف القضبان، بفعل الإجراءات الصهيونية، التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى، لتقلب حياتهم لجحيم، وتُحول فصل الشتاء لكتلة من فيضانات المنغصات اليومية والأمراض والانتهاكات التعسفية الخطيرة.

فالبرد القارس يصيب الأسرى في السجون، وتهجم عليهم الأمراض من كل حدب وصوب بفعل الإجراءات التي تتعمد "إدارة السجون" على ارتكابها بحقهم، فلا نوم دافئ ولا ملابس تقي برد الشتاء ولا طعام يواجه أمراض الشتاء.

المتحدث باسم مؤسسة مهجة القدس محمد الشقاقي، أكد أن معاناة الأسرى لازالت تراوح مكانها خاصةً بالتزامن مع دخول فصل الشتاء، فيما تفرض إدارة السجون مزيد من الخطوات التعسفية بحقهم.

وأشار الشقاقي في تصريح خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أن الاحتلال يمنع إدخال الملابس الشتوية، ولا يوفر وسائل التدفئة في السجون، بالإضافة إلى عدم وجود مياه ساخنة، وإجبار الأسرى على استخدام المياه الباردة. 

وأوضح الشقاقي، أن الشتاء بالنسبة للأسرى بات عدو إضافي، خاصةً أن معظم السجون تقبع في مناطق صحراوية، فتكون باردة ودرجة حرارتها تحت الصفر، فالأسرى يستقبلون دخول الشتاء بمعاناة.

ونوه الشقاقي، إلى خطورة الاقتحامات الليلية في فصل الشتاء، حيث يكون الأسرى في فراشهم، ويتمتعون بقليل من الدفء، حيث يتعمد الاحتلال اقتحام واقتياد الأسرى التنغيص عليهم.

وبين، أن الاقتحامات المفاجأة لها تأثير سلبي على الأسرى المرضى، فيتم إخراجهم بملابس النوم لساحات السجون، الأمر ينعكس سلباً على صحة الأسرى، فيصابون بأمراض الشتاء والبرد والجهاز التنفسي.

وأشار الشقاقي، إلى أن الاحتلال فرض سياسة جديدة، وهي التنقلات عبر سيارة البوسطة، التي يعاني فيها الأسرى معاناة شديدة، فهي حديدية ذات مقاعد حديدية، ينقصها لوسائل التدفئة الأساسية لذا تكون صعبة على الأسير خاصةً في ظل الجو المنخفض الحرارة بالذات الأسرى المرضى، ويتعرضون للمطر الشديد.

ودعا الشقاقي، المؤسسات الحقوقية، للضغط على الاحتلال، إدخال ملابس شتوية ووسائل تدفئة، وتوفير أطعمة لتكوين أجهزة مضادة لتقوية مناعة الأسرى، حيث يتعمد الاحتلال سحب الأطعمة التي تؤدي لتحصين الأسرى، مطالباً بالضغط على الاحتلال لتطبيق الاتفاق خاصةً اتفاقية جنيف الرابعة.

وزارة الأسرى والمحررين

من جهتها، أكدت وزارة الأسرى والمحررين، أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي تتعمد زيادة انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين في فصل الشتاء.

وأوضحت وزارة الأسرى، أن إدارة السجون الإسرائيلية تتعمد اقتحام غرف وأقسام الأسرى في ساعات الليلة المتأخرة والفجر وإخراجهم دون ملابس كافية في ساحة السجن تحت المطر والبرد الشديد.

وطالبت الوزارة منظمة الصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان، بتوفير الحماية للأسرى داخل السجون، والنظر بجدية إلى خطورة الأوضاع الصعبة التي يعيشونها مع اشتداد برودة الشتاء، والعمل على إدخال كافة المستلزمات التي تَقِيهم من البرد الشديد .

وبينت أن إدارة السجون تفرض قيودًا على استخدام الكهرباء وأدوات التدفئة، "وتمنع الأسير حتى ولو على حسابه الخاص من شراء أية مدفأة لاتقاء البرد".

وأشارت إلى أن البرودة الشديدة في بعض السجون كسجن النقب والسجون التي تقع جنوب فلسطين المحتلة تصل لدرجة تجمد بعض أطراف المعتقلين من شدة البرد، خاصة في ظل عدم وجود وسائل للتدفئة.

ولفتت إلى ارتفاع أعداد الأسرى المرضى بسبب هذه الانتهاكات حيث يصاب العديد منهم بوعكات صحية، بالإضافة لانتهاج إدارة السجون لسياسة الاهمال الطبي دون تقديم العلاج والرعاية الصحية اللازمة.

ويعيش الأسرى داخل سجون الاحتلال، معاناة مضاعفة مع قدوم فصل الشتاء والمنخفضات الجوية، واستمرار اعتداءات إدارة السجون عليهم وحرمانهم من وسائل الأغطية والملابس، ووسائل التدفئة.

جمعية واعد

وقالت جمعية واعد للأسرى والمحررين:"إن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي تتفاقم مع دخول فصل الشتاء واستمرار منع استقبالهم لمستلزمات التدفئة."

وأضافت واعد في بيان صحفي: "أن الاحتلال يواصل منع الأسرى خاصة أسرى قطاع غزة، من استقبال الملابس الشتوية منذ ما يزيد على 10 سنوات”.

وأوضحت الجمعية، أن المعتقلين في مراكز التوقيف والتحقيق يُحرمون من الأغطية الشتوية ووسائل التدفئة.

وأشارت إلى أن “ما يتم توفيره للأسرى عبر مقصف السجن لا يكفي لسد 10 بالمئة من الاحتياج، في ظل رفع الأسعار بشكل خاص فيما يتعلق بالمستلزمات الشتوية”.

ولفتت إلى أن إسرائيل “تتعمد عدم توفير المياه الساخنة داخل بعض السجون”.

وطالبت الجمعية المؤسسات الحقوقية والإنسانية بـ “الاطّلاع على الحالة المأساوية للأسرى التي تتفاقم مع دخول فصل الشتاء”.

ودعت تلك المؤسسات إلى ضرورة “الضغط على الاحتلال لإدخال مستلزمات الشتاء للأسرى وفق ما نصّت عليه المواثيق والمعاهدات الدولية”.

كلمات دلالية