خبر إقبال ضعيف على شراء الملبوسات وتذمر يسود التجار بغزة

الساعة 05:31 ص|17 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

يسيطر الإحباط على البائع الشاب صبري البنا صاحب أحد محال الملبوسات بمدينة غزة، جراء ضعف الاقبال على شراء على الملابس رغم دخول فصل الصيف.

وأنفق البنا عشرات آلاف الشواكل لشراء الملبوسات الصيفية من الجانب المصري عبر الأنفاق، ومن تجار آخرين.

وقال إنه استثمر أموالاً طائلة في شراء الملبوسات الصيفية أملاً في حركة بيع نشطة بعد موسمين لم تدخل خلالهما الملابس الصيفية الجديدة.

ووصف الحركة الشرائية للمواطنين مقارنة مع طبيعة الموسم بالضعيفة جداً، مؤكدا أن هذا الوقت يعتبر أفضل وقت طوال العام تقريبا لبيع الملبوسات.

وبالرغم من بقاء الفرصة قائمة لتحسن مستوى البيع إلا أن البنا لا يعول كثيرا على الأيام والأسابيع القادمة، متوقعاً ألا تصل نسبة المبيعات إلى ما كان يحلم به.

ويشير البائع الآخر المتذمر نبيل حسنين إلى أن البيع يقتصر على بعض ملبوسات الشباب فقط.

وقال إنه لاحظ انكماشا واقتصادا من قبل زبائنه الشبان في شراء الملابس هذا العام، مشيراً إلى أنهم لا يشترون إلا الحد الأدنى من الملابس بعكس سنوات ما قبل الحصار.

وأضاف حسنين، وهو صاحب محل لبيع الملابس في الشارع الأول بالشيخ رضوان، إنه يستغرب هذا السلوك، خاصة من الموظفين الذين يتقاضون رواتب شهرية بشكل منتظم.

وتساءل حسنين بغضب: إذا كان الموظف لا يشتري فماذا سيفعل الآخرون كالعمال والأقل دخلا؟.

ويبرر العديد من الموظفين ذلك بالمخاوف وعدم استقرار وضعهم المادي والوظيفي، لا سيما في ظل تراوح الحديث عن حلول ولا حلول وعدم صرف رواتب خلال الأشهر القادمة، إضافة إلى متطلبات الحياة الكثيرة.

وفي هذا الإطار، يشير الموظف رائد ذيب، الذي يعمل ضابطا في قوات الأمن، إلى أن عدم استقرار الوضع المادي جعله يقتصر شراء الملابس على الضروريات جدا.

ولم يتوقف حذر ذيب على كم الملابس بل على جودتها، إذ انتقى الملابس الأقل سعرا.

ويشير إلى أنه كان في ضائقة شديدة إبان فترة تأخر الرواتب، لذلك فإنه يعمل على توفير الأموال لأيام قادمة صعبة يتوقعها.

واستعرض ذيب الذي يتقاضى قرابة ثلاثة آلاف شيكل شهريا، أوضاعه المادية قبل أزمة الرواتب والأزمة السياسية الحالية، مؤكدا أنه كان ينفق أكثر من راتبه على شراء الملابس له ولأسرته خلال هذه الفترة من كل عام لكن الآن الوضع يختلف تماماً.

ويشتكي ثاري موسى، صاحب أحد المحال في سوق مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، من صعوبة التعامل مع الزبائن والمشترين الذين يريدون شراء الملابس بأسعار زهيدة.

وقال موسى الذي يبيع في السوق منذ ست سنوات، إن معظم الزبائن والمشترين يغادرون دون شراء رغم بساطة الأسعار، مشيرا إلى أن هؤلاء يريدون الشراء بأسعار زهيدة.

ووصف طلبات الزبائن والمشترين بالجائرة بحق التجار الذين يدفعون أموالا طائلة من أجل استيراد الملابس عبر الأنفاق، مؤكداً أنه لولا الأنفاق لما استطاع أحد في القطاع شراء الملبوسات الصيفية التي نفدت من الأسواق منذ أكثر من عام.

وقال موسى إنه بالكاد تغطي أرباحه أجرة محله، مؤكدا صعوبة الأوضاع الاقتصادية.

وهو يخشى تعرضه لخسائر فادحة خلال الموسم الحالي إذا لم تتحسن القدرة الشرائية للمواطنين خلال الأيام القادمة، مضيفاً إنه يتحمل أعباء ديون كثيرة وكبيرة لدى العديد من التجار الكبار.

وبالرغم من إقرار العديد من المواطنين بظروف التجار وطبيعة الملابس الموجودة في الأسواق، إلا أنهم يؤكدون عدم استطاعتهم شراء تلك الملبوسات بالأسعار التي يطلبها التجار.

وتؤكد المواطنة أسماء بركات أن ظروفها المادية لا تمكنها من شراء كل ما يلزم أسرتها من ملابس الصيف الحالي.

وقالت بركات التي دخلت في جدل حاد مع أحد تجار الملابس حول تسعيرة بعض بدلات الأطفال، إن شراءها الملابس اقتصر على قطعة واحدة لكل طفل.

وأشارت إلى أن غلاء الأسعار وسوء وضع زوجها المادي جعلها تختصر بشكل كبير شراء الملابس هذا العام من ثلاث قطع ما قبل فرض الحصار إلى قطعة واحدة فقط.

وكغيرها من النساء، تعول بركات على المؤسسات المانحة والجمعيات التي توزع الملابس مجاناً على المواطنين أسوة بالمواد الغذائية.