خبر دبلوماسي إسرائيلي: حتى لو وافق العالم على احتلالنا للفلسطينيين فعلينا أن نرفض

الساعة 03:57 ص|17 مايو 2009

فلسطين اليوم-الشرق الأوسط

«ليس من مصلحة إسرائيل أن تواصل السيطرة (الاحتلال) على الشعب الفلسطيني. وحتى لو قبل العالم أن نواصل سيطرتنا عليه، فإن علينا أن نرفض. لأن ذلك يعني أن نقضي بأنفسنا على هدفنا في جعل إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية ونقيم بأنفسنا دولة واحدة للشعبين»، بهذه الكلمات توجه أهرون أبراموفتش، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، منتقدا حكومة بنيامين نتنياهو، التي تتردد في إعلان موافقتها على مبدأ دولتين لشعبين، وتهدد بـ «المساس باللحمة القائمة في العلاقات الإسرائيلية ـ الأميركية».

 

وأبراموفتش لا يكتفي بهذا الموقف، بل يذكر الإسرائيليين، من خلال مقابلة مع صحيفة «هآرتس»، بأنه قادم من بيت إرهابي يهودي قديم. فوالده كان مقاتلا في صفوف منظمة «ايتسل» اليهودية الإرهابية المتطرفة، التي افتتحت مسلسل المذابح ضد الفلسطينيين عشية إقامة إسرائيل، وأولاها مجزرة دير ياسين، واعتقله البريطانيون ونفوه إلى كينيا وإريتريا.

 

 وجده كان قد شارك في العملية الإرهابية لتفجير فندق الملك داوود في القدس، حيث كان مقر قيادة الانتداب البريطاني سنة 1946، وقتل خلال تنفيذ العملية. وهو حتى اليوم ينشد في بيته ويعلم أولاده كيف ينشدون نشيد حركة اليمين الصهيوني القائل: «للأردن ضفتان، هذه لنا وتلك أيضا». ويقول: «أنا من أنصار أرض إسرائيل الكاملة، ولكنني أناصرها كحلم جميل غير واقعي».

 

 ويقول إن التغيير في مواقفه بدأ في حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، حيث كان نائبا للقائد العام لسرايا المدفعية في الجيش الإسرائيلي وراح يقصف دمشق من موقعه في المرتفعات السورية المحتلة ـ «هناك توصلت إلى القناعة بأن سياسة الضم والتوسع تلحق ضررا بإسرائيل».

 

 وخلال الصراع داخل الليكود حول اتفاقات كامب ديفيد مع مصر، التي أسفرت عن انسحاب إسرائيل من سيناء حتى آخر شبر، أيد رئيس الحكومة مناحم بيغن، ومن هنا جاء انضمامه إلى مئير شطريت، أحد القلائل الذين أيدوا قيام دولة فلسطينية في أحزاب اليمين الإسرائيلي. واختاره شطريت مديرا عاما لوزارة القضاء، ومن هناك وصل إلى معسكر أرييل شارون، الذي انسلخ عن الليكود وأقام حزب «كديما» وأصبح مديرا عاما لوزارتي القضاء ثم الخارجية، لدى تولي تسيبي ليفني الوزارتين. وأدار أبراموفتش المفاوضات مع الفلسطينيين ومع سورية. ويقول إن الوفدين المفاوضين الرسميين، برئاسة ليفني وأحمد قريع (أبو علاء)، لم يبحثا موضوع القدس ولكنهما تقدما بخطوات كبيرة نحو الاتفاق في قضايا الحدود والأمن واللاجئين في السنة الماضية، بينما رئيس الوزراء، إيهود أولمرت، توصل إلى تفاهمات شبه نهائية مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن). ولكن كان من الصعب طرح هذه التفاهمات، خصوصا في موضوع القدس، على المجتمع الإسرائيلي.

 

ونفى أبراموفتش أن تكون مشكلة كبيرة في قضية إزالة الاستيطان اليهودي، وقال إنه عندما توجه إلى المستوطنين في قطاع غزة للتفاوض معهم حول إخلائهم وتدمير مستوطناتهم، فاجأوه بطرح مطالب مالية كان محامون ومراقبو حسابات قد أعدوها مسبقا قبل عدة سنوات. مما يعني أن المستوطنين هم أول من يدرك أن وجودهم في المستوطنات هو أمر مؤقت.

وقال إن وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بتصريحاته وأدائه الفظ، يسيء إلى إسرائيل في العالم ويهدد بالمساس بإنجازات إسرائيل الدولية الكبيرة، التي تحققت في السنوات الأخيرة.