مونديال قطر 2022.. فلسطين تُسجلُ نصراً في شباك روايةِ الاحتلال المزورة وتُعيد للقضية حضورها

الساعة 12:04 م|22 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

أعادَ مونديال قطر 2022 للقضيةِ الفلسطينيةِ حضورها الإعلامي، فهذه هذه القضيةُ العادلة التي يحاول الاحتلال بكافةِ السُبلِ والإمكانات التي يمتلكها طمسها، فحجم التضامن العربي الكبير مع فلسطين في قطر كان كبيراً من خلال رفع الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء والكوفية الفلسطينية، إلا أن فيديو مراسل القناة الثانية العبرية وهو يحاولُ إجراء مقابلات مع الجماهير العربية والعالمية الحاضرة للمونديال وحجم الرفض له أظهرَ حجم الوعي العربي بالصراع الفلسطيني الصهيوني، وفشل الرواية الصهيونية الكاذبة أمام الرواية الفلسطينية التي عُمدت بأهات أمهات الشهداء والأسرى وآلام المرضى الذين يعانون الحصار في غزة.

أعاد الحضور للقضية 

الكاتب والمحلل السياسي أحمد رفيق عوض، رأى أن الجماهير العربية في مونديال قطر 2022 أظهرت وقوفها مع القضية الفلسطينية، لأنها تعد قضية عقائدية ودينية ولا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال. واعتبر عوض خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن مونديال قطر2022 أعاد الحضور للقضية الفلسطينية من خلال رفع الجماهير العربية والعالمية للأعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة لفلسطين والصور الفلسطينية وخاصة صور الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة، مبيناً أن مونديال قطر هو بمثابة منصة عالمية وإعلامية لتعريف العالم بالقضية الفلسطينية.

وكان مقطع فيديو عرضته وسائل إعلام عبرية، رصد رفض الجمهور العربي الحديث مع مراسل القناة الـ2 العبرية "أوهاد حمو" حينما أخبرهم من أنه "إسرائيلي".

وقال عوض :"قطر استغلت هذا الحدث العالمي من أجل الترويج للقضية الفلسطينية، على مستوى الرواية الفلسطينية في قطر كان هذا المونديال هو وسيلة للترويج للشخصية الفلسطينية والمنتج الفلسطيني، موضحاً أن كل ذلك سيؤدي لكسر الحصار الإعلامي عن القضية الفلسطينية وبالتالي يكسر الظلم الواقع على الفلسطينيين.

الرد جماهيري عربي على التطبيع

ورأى أن موقف الجماهير العربية والعالمية برفض الحديث مع مراسل القناة الـ2 العبرية،  وأن صدور مثل هذه المواقف تجاه الإعلام "الإسرائيلي" ليس غريباً، موضحاً أن هذه المشاهد توضح الرد الجماهيري والشعبي العربي على اتفاقيات التطبيع والخنوع مع بعض الدول العربية.

وتابع عوض :"هذا الموقف العربي الشجاع من الجماهير العربية لم يكن مفاجئاً بالرغم من كل عمليات التماهي مع الاحتلال واتفاقيات التطبيع معه؛ إلا أنها لم تستطع أن تغسل أدمغة وأفئدة الشعب العربي بوعيه بالقضية الفلسطينية والحق الفلسطيني، لأن الشعب العربي يعرف بوصلته جيداً ويعرف كيف يحمي عقائده ومقدساته ".

إجرام الاحتلال واضح للعرب

وأردف قائلاً:" من الغريب والعجيب أن تتهم "إسرائيل" قطر بأنها لا تحترم حقوق الإنسان، مشيراً الى ان كيان الاحتلال آخر دولة تتحدث عن حقوق الإنسان؛ لأنها تحاصر شعب بأكمله في قطاع غزة، وتطرد الفلسطينيين من أراضيهم، وتحاصر المدن في الضفة المحتلة وتقوم بعمليات قتل وإعدام بدم بارد للشبان".

وأوضح عوض أن الحقائق عن ما يجري في فلسطين لا يمكن أن تخفى عن المواطن العربي بعد انتهاء حقبة احتكار وسائل الإعلام الرسمية للحقائق وخاصة ان الإعلام أصبح شعبياً، موضحاً أن وسائل التواصل الاجتماعي استطاعت القفز على رواية الاحتلال الرسمية وإيصال الحقائق للجمهور العربي.

وبين عوض أن كيان الاحتلال الصهيوني ووسائل إعلامه تتميز بأنها كاذبة بامتياز من خلال تزييف الحقائق، وقتلها لشعب كامل مع إدعائهم بأنهم مع حقوق الإنسان، معتبراً أنه لا يمكن للاحتلال أن يسوق كذبه طيلة الوقت ولا يمكن خداع العالم، فالواضح أن خداع الاحتلال للعالم بدأ ينتهي.

وبدوره، اتفق المختص في الشأن الصهيوني عصمت منصور، مع سابقه بأن كيان الاحتلال يستثمر إمكانات هائلة إعلامية، ودعائية، ومالية؛ من أجل تحسين صورتها أمام العالم واستثمار اتفاقيات التطبيع التي وقعتها مع بعض الدول العربية من أجل تحويلها لكيان طبيعي .

فشل تمرير الرواية "الصهيونية" 

وقال منصور خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أنه عند أول اختبار لكيان الاحتلال ومنظومته الاعلامية الكاذبة وعند سماع صوت الناس الحقيقي والرأي العام العربي يتضح أن جهودهم في تمرير الرواية الصهيونية لم تنجح في تحويل "إسرائيل" لكيان طبيعي، بالرغم من الأنظمة التي قامت بالتطبيع مع الاحتلال إلا أن الجماهير العربية ترفض الرواية الصهيونية وتصر على التمسك بالحق الفلسطيني وتنظر لـ"إسرائيل" بأنها عدو.

وأضاف :"الاحتلال حاول الترويج إلى أن هناك العديد من العرب قاموا بالتطبيع مع كيان الاحتلال من خلال نشر بعض تغريدات حسابات تويتر تطبع مع الاحتلال، مدعياً من خلالها بأن الرأي العام العربي لم يعد يهتم بفلسطين وأصبح هناك قبول بما يسمى بـ"إسرائيل"، مشدداً على أن ذلك غير صحيح.

وبدورها، قالت الكاتبة الصهيونية دانا بن شمعون لصحيفة "إسرائيل اليوم": "ان الدعاية الفلسطينية في مونديال قطر .. قد نجحت، على حد قولها.

الرفض جماهيري

وأوضح منصور، قطر لم تمنع دخول القنوات "الإسرائيلية" حيث أن السماح للقناة الـ11 الصهيونية بالحضور لقطر بموجب بعض المعايير الدولية، معتبراً أن ذلك سهل لكيان الاحتلال تقديم نفسه في مونديال قطر، بينما الرفض كان شعبياً وجماهيرياً بالأساس وهذا يدل على وجود الخير في الأمة العربية.

ولفت المختص إلى  أن قطر أبرزت الرموز العربية والإسلامية والفلسطينية وإظهار العلم الفلسطيني بكثافة خلال المونديال والكوفية الفلسطينية، مبيناً أن هذا الحدث أوجد فرصة لصراع الروايات الفلسطينية والصهيونية، فهو فرصة يجتمع بها كل العالم في منطقة واحدة وزمن واحد.

خدمة القضة الفلسطينية

وقال :"كل أنظار العالم اتجهت لهذا الحدث الكبير الذي حاولت من خلاله قطر إظهار القيم العربية والإسلامية بما فيها التسامح وغيرها، وإظهار الصورة الحقيقة للقضية الفلسطينية من خلال بعض الرموز، مبيناً أن هذا الشيء يخدم القضة الفلسطينية".

photo_2022-11-22_12-47-47.jpg
 

كلمات دلالية