خبر أسعار خيالة للاسمنت المهرب من الأنفاق كونه أصعب البضائع نقلا!!

الساعة 05:43 ص|16 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

شعر المواطنون ممن هدمت منازلهم إما بصورة كلية أو جزئية بالسعادة حين علموا أن بعض أنفاق التهريب بدأت بإدخال الأسمنت إلى قطاع غزة، لكن هذا الشعور سرعان ما تحول إلى إحباط وخيبة أمل بعدما عرفوا أن ثمن طن الأسمنت قد يصل إلى ألف دولار أميركي، علماً بأن ثمنه الأصلي لا يتجاوز 80 أو 90 دولاراً على أبعد تقدير.

أسعار باهظة

ويقول المواطن أشرف مصطفى من سكان مخيم يبنا جنوب رفح إنه كان بحاجة ماسة لكمية قليلة من الأسمنت والطوب لترميم منزله وإقامة بعض الإصلاحات التي وصفها بالهامة، وحين توجه للسوق السوداء لشراء الاسمنت فوجئ بارتفاع أسعاره بصورة كبيرة، ووجد أن عملية الإصلاح رغم محدوديتها إلا أنها تكلفه مبالغ باهظة.

وأوضح مصطفى أنه وأمام حاجته الماسة لإجراء الإصلاح المذكور اضطر في نهاية المطاف لشراء الأسمنت والطوب وبدأ بتنفيذ الإصلاحات لكن بصورة مقلصة.

وأشار إلى أن هذه الإصلاحات كلفته قيمة إنشاء غرفتين حين كانت المعابر مفتوحة ومواد البناء متوفرة، ناصحاً المواطنين ممن يرغبون بإصلاح منازلهم أو ترميمها بالتريث وعدم شراء الأسمنت المهرب بتلك الأسعار التي وصفها بالجنونية.

المواطن محمود أبو جزر الذي كان ينقل حمولة من الطوب إلى منزله بواسطة شاحنة كبيرة أكد أنه اضطر لشراء الطوب والأسمنت بأسعار مرتفعة جدا ليتمكن من ترميم منزله وإنشاء جدران جديدة بدلا من التي دمرت جراء الغارات.

وأوضح أبو جزر أنه تردد كثيرا قبل أن يقدم على تلك الخطوة لكن عجزه عن توفير مسكن بديل لعائلته واستحالة إقامتهم في منزلهم في ظل وضعه الحالي أجبره على شراء الاسمنت بتلك الأسعار.

وأكد أبو جزر أنه قام بتجميع طوب قديم من منازل مدمرة في محاولة لتوفير المال، ورغم ذلك اضطر لدفع كل ما كان يدخره واقترض مبلغاً من أحد أصدقائه، متمنياً أن يكفي ما لديه من مال كي يرمم المنزل.

وأوضح أبو جزر أنه يواجه مشكلة في توفير الحديد المسلح وباقي مواد البناء اللازمة لترميم منزله، مشيراً إلى أنه يتردد على مالكي الأنفاق في محاولة لإقناعهم بجلبها له، لكنها ربما تكلفه مبالغ كبيرة.

وأقسم أنه اشترى الطوبة الواحدة مقابل خمسة شواكل ونصف الشيكل علماً بأن ثمنها كان لا يتجاوز الشيكل ونصف الشيكل.

أما المواطن محمد عيد فأكد أنه كان يفكر بشراء كمية من الاسمنت المهرب لإصلاح ما لحق بمنزله من أضرار لكنه سرعان ما تراجع عن فكرته حين توجه للسوق واستفسر عن أسعار الأسمنت المهرب، موضحاً أنه سينتظر كما فعل آلاف المواطنين ممن هدمت منازلهم أو تضررت جراء الحرب رفع الحصار ووصول مواد البناء بصورة رسمية.

المواطن أحمد أبو الحصين أوضح أنه استعاض عن الاسمنت ومواد البناء الأخرى بألواح معدنية وخشبية لإقامة جدران بدلاً من التي هدمتها الجرافات الإسرائيلية، مؤكداً عدم مقدرته على شراء الاسمنت بالأسعار المذكورة.

من جهتهم، أكد مالكو أنفاق وعاملون في مجال التهريب أن الاسمنت من أصعب البضائع التي تهرب، نظراً لثقل وزنها وصعوبة حملها.

وأشار "محمود" أحد مالكي الأنفاق إلى أن ثمن نقل طن الأسمنت داخل النفق يصل إلى 800 دولار أميركي، في حين لا يتجاوز ثمنه المبلغ المذكور.

وأكد "محمود" أنه ورغم الطلب المتزايد على الاسمنت إلا أن مالكي الأنفاق يتجنبون تهريبه، نظراً للمشقة الكبيرة التي يتطلبها نقله داخل النفق وحاجته إلى أيد عاملة أكثر من غيره من البضائع، كما أن سكبه داخل النفق يحدث رائحة كريهة تؤذي العمال وتجعلهم بحاجة لمغادرة النفق أكثر من مرة خلال اليوم الواحد لاستنشاق الهواء.

وأشار إلى أن بعض مالكي الأنفاق يبذلون جهودا في البحث عن حلول مبتكرة تسهل وتسرع عملية تهريب الاسمنت، لكنه أشار إلى أن ذلك وفي حال حدوثه لن يحل أزمة مواد البناء نظراً لأن الأسمنت بحاجة إلى عشرات الأصناف من تلك المواد.