خبر رسائل عاجلة لكل مريضة بسرطان الثدي: الاكتشاف المبكر والمبادرة بالعلاج يرفعان فرص الشفاء حتي‏ 95 %‏

الساعة 05:17 ص|16 مايو 2009

فلسطين اليوم-الأهرام المصرية

علاجات حديثة ترفع فرص الشفاء من سرطان الثدي‏..‏ ولامبرر للرعب من العلاج الكيميائي‏..‏ و الخوف من المرض الذي يمنع المبادرة بعلاجه لن يوقف زحفه‏..‏وأن العلماء يسجلون مزيدا من الانتصار في مواجهته‏..‏ رسائل متعددة حرص المشاركون في المؤتمر العربي التاسع للسرطان علي توصيلها لكل مريضة بسرطان الثدي حتي تحظي بأعلي نسبة شفاء‏..‏

 

يقول الدكتور سامي الخطيب رئيس رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان إن سرطان الثدي يشكل ثلث حالات سرطان النساء‏,‏ ويسهل اكتشافه مبكرا من خلال الفحص الذاتي بعد انتهاء الدورة الشهرية بـ‏7‏ أيام‏,‏ لكن في الواقع هذا لايحدث‏,‏ أما عن الأسباب التي قد تؤدي للإصابة به‏,‏ فأهمها العمر‏,‏ حيث أن‏70%‏ من الحالات تتخطي حاجز الـ‏50‏ عاما فأكثر‏,‏ والوراثة واستخدام الهرمونات‏,‏ حيث كان من الصعب إثبات ذلك حتي عام‏2006,‏ بعدما ثبت أن استخدام حبوب منع الحمل لأكثر من‏5‏ سنوات متواصلة يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي‏,‏ أيضا طول الدورة الشهرية عندما تبدأ من سن مبكرة وتستمر حتي بعد سن الخمسين‏.‏

 

وشدد علي أن الكشف المبكر للمرض يرفع نسب الشفاء إلي‏95%‏ في المرحلة الأولي‏,‏ حيث يكون حجم الورم أقل من‏2‏ سم ويكون في الثدي فقط‏,‏ والورم حينما يكون حجمه ا سم يكون عدد الخلايا الخبيثة فيه قد بلغ مليون خلية‏,‏ وفي المرحلة الثانية يكون حجم الورم‏5‏ سم ونسبة الشفاء‏80%,‏ وتقل النسبة إلي‏50%‏ في المرحلة الثالثة وإلي‏15%‏ في المرحلة الرابعة‏,‏ علما بأن الورم يستغرق‏12‏ عاما حتي يصل للمرحلة الرابعة‏,‏ ما يعني أن الاكتشاف المبكر يوفر فرصا أفضل للشفاء‏.‏

 

أما الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ الطب النووي والأورام بجامعة القاهرة فيؤكد أن مستوي علاج الأورام في مصر يناظر مثيله في الخارج‏,‏ في ظل مواكبة بروتوكولات العلاج المحلية لما يتم عالميا‏,‏ لكن مشكلة سرطان الثدي لدينا أن المريضات يكن في منتصف العمر مما يعني حاجتهن لعناية خاصة‏,‏ إضافة إلي أن ثلثي المريضات يأتين متأخرات طلبا للعلاج‏,‏ مشيدا بالبرنامج القومي للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي الذي بدأ منذ‏18‏ شهرا برعاية السيدة سوزان مبارك‏,‏

 

والذي يوفر خدمة الكشف المبكر وتصوير الثدي بالمجان‏,‏ ويثني علي أهمية العلاج الموجه في مجال علاج سرطان الثدي‏,‏ موضحا أن مشكلته هي في سعره‏,‏ حيث تتكلف المريضة‏250‏ ـ‏300‏ ألف جنيه سنويا‏,‏ لذا فإنه لايتلقاه سوي‏10%‏ من المريضات في مصر بما يعادل‏400‏ مريضة في حين تتلقاه‏40‏ ألف مريضة في أوروبا‏,‏ وهو يرفع معدلات الإعاشة لأكثر من‏15%‏ إضافية‏,‏ ولم يفته الإشادة بمراكز العلاج الإشعاعي التابعة للمستشفيات الجامعية في مصر‏.‏

 

ويقول الدكتور ياسر عبدالقادر أستاذ الطب النووي والأورام بكلية الطب جامعة القاهرة لقد حدثت طفرة في علاج سرطان الثدي خلال الـ‏5‏ سنوات الماضية‏,‏ والمؤشر في ذلك معدل الوفيات‏,‏ حيث تبلغ نسبة الوفيات بسرطان الرئة‏95%‏ رغم وجود العلاجات‏,‏ لكن في سرطان الثدي تراجعت نسبة الوفيات بدرجة ملحوظة‏,‏ مما يؤكد فعالية العلاجات الجديدة‏,‏ ومنها العلاج الموجه‏,‏ وتأثيره الضار علي الخلايا السليمة أقل بكثير مقارنة بالعلاج الكيميائي‏,‏

 

وعلاج آخر يدخل ضمن الخطوط الإرشادية في العلاج يعمل ضد الأوعية الدموية المغذية للورم‏,‏ لكن المشكلة أن‏60%‏ من الحالات في مصر تأتي في مراحل متقدمة بسبب الخوف من المرض‏,‏ وهذا العلاج يمكن إعطاؤه قبل الجراحة لتقليل حجم الورم‏,‏ مما يزيد فرص الاستئصال الجزئي‏,‏ فضلا عن حدوث تطور في الجراحات نفسها من استئصال جزئي إلي كلي يعقبها عمليات تجميل وإعادة تشييد الثدي‏,‏ يلي ذلك العلاج الكيميائي فالهرموني في حالات معينة أو الإشعاعي عندما تكون هناك مستقبلات موجبة لهذا العلاج بهدف محاصرة المرض‏.‏

 

وتحاول الدكتورة هبة الظواهري أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة تحسين الصورة المرعبة عن مفهوم العلاج الكيميائي لارتباطه بتساقط الشعر‏,‏ وتراه ضرورة في المرحلة الثالثة والرابعة لتقليل حجم الورم حتي يتم الاستئصال جزئيا‏,‏ وفي بعض الأحوال إذا كانت الخلية نشيطة أو الجين يجعلها تنشط في المستقبل أو توجد خلايا تحت الإبط‏,‏ فلابد منه‏,‏ وتؤكد لكل مريضة بسرطان الثدي أن التجربة التي ستمر فيها سواء بالعلاج الكيميائي أو غيره ليست قاتلة‏,‏ بل كلما شجعنا السيدات علي الاكتشاف المبكر للمرض نحصل علي نتائج أكثر تقدما‏,‏

 

علما بأن أكثر حالات الاكتشاف تكون في المرحلة الثانية والثالثة‏,‏ حين يكون حجم الورم‏5‏ سم مع عدد من الغدد الليمفاوية بمعدل‏6‏ ـ‏7‏سم‏,‏ لكنها أشارت إلي نتيجة مؤسفة وهي أن‏30%‏ من الحالات يتم طلاقهن‏,‏ ويتوزع السبب بين العبء الاقتصادي للعلاج وبين عدم احترام الرجل للظروف التي تمر بها المرأة بدلا من أن يساعدها في معركتها ضد المرض‏.‏