فلسطين اليوم-الأهرام المصرية
علاجات حديثة ترفع فرص الشفاء من سرطان الثدي.. ولامبرر للرعب من العلاج الكيميائي.. و الخوف من المرض الذي يمنع المبادرة بعلاجه لن يوقف زحفه..وأن العلماء يسجلون مزيدا من الانتصار في مواجهته.. رسائل متعددة حرص المشاركون في المؤتمر العربي التاسع للسرطان علي توصيلها لكل مريضة بسرطان الثدي حتي تحظي بأعلي نسبة شفاء..
يقول الدكتور سامي الخطيب رئيس رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان إن سرطان الثدي يشكل ثلث حالات سرطان النساء, ويسهل اكتشافه مبكرا من خلال الفحص الذاتي بعد انتهاء الدورة الشهرية بـ7 أيام, لكن في الواقع هذا لايحدث, أما عن الأسباب التي قد تؤدي للإصابة به, فأهمها العمر, حيث أن70% من الحالات تتخطي حاجز الـ50 عاما فأكثر, والوراثة واستخدام الهرمونات, حيث كان من الصعب إثبات ذلك حتي عام2006, بعدما ثبت أن استخدام حبوب منع الحمل لأكثر من5 سنوات متواصلة يزيد من نسبة الإصابة بسرطان الثدي, أيضا طول الدورة الشهرية عندما تبدأ من سن مبكرة وتستمر حتي بعد سن الخمسين.
وشدد علي أن الكشف المبكر للمرض يرفع نسب الشفاء إلي95% في المرحلة الأولي, حيث يكون حجم الورم أقل من2 سم ويكون في الثدي فقط, والورم حينما يكون حجمه ا سم يكون عدد الخلايا الخبيثة فيه قد بلغ مليون خلية, وفي المرحلة الثانية يكون حجم الورم5 سم ونسبة الشفاء80%, وتقل النسبة إلي50% في المرحلة الثالثة وإلي15% في المرحلة الرابعة, علما بأن الورم يستغرق12 عاما حتي يصل للمرحلة الرابعة, ما يعني أن الاكتشاف المبكر يوفر فرصا أفضل للشفاء.
أما الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ الطب النووي والأورام بجامعة القاهرة فيؤكد أن مستوي علاج الأورام في مصر يناظر مثيله في الخارج, في ظل مواكبة بروتوكولات العلاج المحلية لما يتم عالميا, لكن مشكلة سرطان الثدي لدينا أن المريضات يكن في منتصف العمر مما يعني حاجتهن لعناية خاصة, إضافة إلي أن ثلثي المريضات يأتين متأخرات طلبا للعلاج, مشيدا بالبرنامج القومي للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي الذي بدأ منذ18 شهرا برعاية السيدة سوزان مبارك,
والذي يوفر خدمة الكشف المبكر وتصوير الثدي بالمجان, ويثني علي أهمية العلاج الموجه في مجال علاج سرطان الثدي, موضحا أن مشكلته هي في سعره, حيث تتكلف المريضة250 ـ300 ألف جنيه سنويا, لذا فإنه لايتلقاه سوي10% من المريضات في مصر بما يعادل400 مريضة في حين تتلقاه40 ألف مريضة في أوروبا, وهو يرفع معدلات الإعاشة لأكثر من15% إضافية, ولم يفته الإشادة بمراكز العلاج الإشعاعي التابعة للمستشفيات الجامعية في مصر.
ويقول الدكتور ياسر عبدالقادر أستاذ الطب النووي والأورام بكلية الطب جامعة القاهرة لقد حدثت طفرة في علاج سرطان الثدي خلال الـ5 سنوات الماضية, والمؤشر في ذلك معدل الوفيات, حيث تبلغ نسبة الوفيات بسرطان الرئة95% رغم وجود العلاجات, لكن في سرطان الثدي تراجعت نسبة الوفيات بدرجة ملحوظة, مما يؤكد فعالية العلاجات الجديدة, ومنها العلاج الموجه, وتأثيره الضار علي الخلايا السليمة أقل بكثير مقارنة بالعلاج الكيميائي,
وعلاج آخر يدخل ضمن الخطوط الإرشادية في العلاج يعمل ضد الأوعية الدموية المغذية للورم, لكن المشكلة أن60% من الحالات في مصر تأتي في مراحل متقدمة بسبب الخوف من المرض, وهذا العلاج يمكن إعطاؤه قبل الجراحة لتقليل حجم الورم, مما يزيد فرص الاستئصال الجزئي, فضلا عن حدوث تطور في الجراحات نفسها من استئصال جزئي إلي كلي يعقبها عمليات تجميل وإعادة تشييد الثدي, يلي ذلك العلاج الكيميائي فالهرموني في حالات معينة أو الإشعاعي عندما تكون هناك مستقبلات موجبة لهذا العلاج بهدف محاصرة المرض.
وتحاول الدكتورة هبة الظواهري أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة تحسين الصورة المرعبة عن مفهوم العلاج الكيميائي لارتباطه بتساقط الشعر, وتراه ضرورة في المرحلة الثالثة والرابعة لتقليل حجم الورم حتي يتم الاستئصال جزئيا, وفي بعض الأحوال إذا كانت الخلية نشيطة أو الجين يجعلها تنشط في المستقبل أو توجد خلايا تحت الإبط, فلابد منه, وتؤكد لكل مريضة بسرطان الثدي أن التجربة التي ستمر فيها سواء بالعلاج الكيميائي أو غيره ليست قاتلة, بل كلما شجعنا السيدات علي الاكتشاف المبكر للمرض نحصل علي نتائج أكثر تقدما,
علما بأن أكثر حالات الاكتشاف تكون في المرحلة الثانية والثالثة, حين يكون حجم الورم5 سم مع عدد من الغدد الليمفاوية بمعدل6 ـ7سم, لكنها أشارت إلي نتيجة مؤسفة وهي أن30% من الحالات يتم طلاقهن, ويتوزع السبب بين العبء الاقتصادي للعلاج وبين عدم احترام الرجل للظروف التي تمر بها المرأة بدلا من أن يساعدها في معركتها ضد المرض.