خبر الفضائيات الإسلامية.. واقع غير مرضي وخروج عن المطلوب!

الساعة 12:28 م|15 مايو 2009

فلسطين اليوم : غزة

أثار ازدياد الفضائيات الإسلامية، مؤخراً، اهتمام قادة الفكر وعلماء الأمة الإسلامية، لما تبثه من مواد إعلامية مختلفة، بعضها خرج عن أهداف الإعلام الإسلامي وتجاوزه، مما أوجد المساحة لظهور انتقادات شككت في بعضها ورأت فيها قنوات ربحية بالدرجة الأولى، ولا تهدف لترسيخ المبادئ الإسلامية.. "فلسطين" حاورت الشيخ تيسير إبراهيم عضو الهيئة التدريسية في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية، لتبين أهمية إنشاء فضائيات إسلامية في الوقت الراهن، وواقعها:

 

المطلوب

 

وأكد إبراهيم أن المطلوب من الإعلام الإسلامي، بالشكل الأساسي أن يتناول قضايا وهموم الأمة المتعددة، ويحملها، ويقوم بالترجمة العملية لحملها، بتناول مسائل التخلف والاستبداد السياسي، والاحتلال والإرهاب، والتشدد الديني، مشيراً إلى أن الواقع يشهد غير ذلك، حيث أن الدور الذي تقوم به محدودا جدا، ويتضح ذلك ببث بعضها وتركيزها على القرآن فقط طوال اليوم، وأخرى على الأناشيد، دون التنوع في البرامج.

 

وتساءل:"فما قيمة هذه الفضائيات؟ خاصة وأنه من السهل سماع القرآن والأناشيد في أي وقت، فلا ضير من الترويح عن النفس، لو تخصيص فترة محددة لبثها، وحتى لو كانت الفضائية متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه، فيمكن الاستفادة من تقديمها لأحكام التلاوة، وفقه القرآن وأحكامه، وأحداثه، وبذلك تكون قد وظفت وقتها وأفادت المشاهد"، مشدداً على أن المطلوب أن تؤدي الرسالة كاملة بكل أبعادها، فتتناول الجانب الشرعي، والثقافي، والاجتماعي، والأسري، وهو ما لم يتوفر في أي فضائية.

 

واقعها!

 

وصنّف الفضائيات إلى قسمين: أولها فضائيات بلا رسالة، ولا تحمل هم الأمة، ولا تبث سوى الأغاني الماجنة والأفلام الساقطة، "وأغلب الفضائيات على هذه الشاكلة، ومنها من لها أهداف سلبية تدميرية كالشعوذة والعري والإباحة والغزو الثقافي لفكر الشباب والأمة، والقسم الثاني القنوات التي يفترض أن تحمل هَم الأمة وتسمى بالقنوات الإسلامية، فهي جديدة الظهور على الإعلام رغم تزايد أعدادها، ولا يقلق المسلم من وجودها" لكنها –كما يرى- تفتقر إلى الخطط المتكاملة.

 

وأوضح أن زيادة عددها هو إفراز طبيعي قد يكون لحاجة مجتمعية، أو ضمن الاقتصاد، فلا ضير في أن يكون الإعلام الإسلامي رافداً من روافد الاقتصاد في الدول الإسلامية، ولكن ألا يطغى الهدف الربحي على الرسالة، "هناك قنوات إسلامية ملتزمة تمول نفسها من خلال الدعايات والعروض التجارية، ولكن تهتم بتقديم المواد التي تخدم رسالة القناة الهادفة".

 

الضوابط الشرعية

 

وقال:"التحامل عليها هو بالأساس من أجل النصح لا الطعن فيها، فوجود الفضائية الإسلامية الملتزمة بحد ذاته إنجاز، لكن النصح هنا لتطوير الأداء"، مبدياً امتعاضه من كون أن بعض الفضائيات تعتمد بالدرجة الأولى على شخص معين له جماهيرية يظهر عليها بشكل مستمر، فيشدوا الانتباه لها من خلاله كداعية معروف، ولكن التخطيط للبرامج التي قدمتها الفضائية للجمهور غالباً محدود، "وهنا السؤال هل فعلا هناك جرعات فقهية وعقائدية وترويحية فيما قدمته، أي الشمول بالخطاب الإسلامي، فهل تعكس شمول الإسلام، أعتقد لا".

 

وعن الضوابط الشرعية التي على القائمين على الفضائيات الإسلامية الالتزام بها، قال:"بالإضافة إلى الضوابط العامة ونحن نتحدث عن فضائيات إسلامية ملتزمة، ذات نهج واضح من حيث ظهور النساء وغيره، ولكن هناك ضوابط إعلامية يجب أن تلتزم بها أهمها أن تركز على وحدة الأمة، وعلى عدم تجريح الهيئات ولا التنظيمات، موضحاً أنه لا يمكن فصل أهداف رسالة هذه الفضائيات الإعلامية عن الأهداف التي يسعى الإسلام لتحقيقها.

 

فرض شرعي

 

وأضاف:"فشعور الجمهور بالتزام القناة وانسجامها مع الإسلام والمسلمين، وأنها تحمل همهم، فهذا يعزز نجاحها، والعكس يؤول إلى فشلها"، مردفاً:"هذا على مستوى المسلمين، وهناك فضائيات إسلامية تخصص برامج موجهة للغرب باللغة الإنجليزية، وهي فكرة ناجحة جداً، وأشجع على تكرارها، كما أننا نفتقر إليها، ولا حرج في القول بأنه فرض على الأمة الإسلامية إنشاء قناة تخاطب العالم بكل اللغات المشهورة، وإن لم تقم الأمة بهذا الفرض فهي آثمة بمجموع القائمين على الإعلام إن لم يقوموا بهذا الفرض".

 

ويرى بأن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الإسلام من قبل أعدائه، والاعتداء على شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفرض على المسلمين توظيف كافة الوسائل المتاحة وابتكار أخرى للذوذ عنه، سيّما الفضائيات لما لها من تأثير على المشاهدين.