خبر ساعة الحسم..هآرتس

الساعة 09:05 ص|15 مايو 2009

بقلم: أسرة التحرير

 سبع سنوات مرت منذ اقترحت الجامعة العربية اقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل مقابل انهاء الاحتلال وحل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين. حسب "خريطة الطريق" التي طرحت على الطرفين من الرباعية في بداية 2003، كان يفترض بالنزاع الاسرائيلي – العربي ان يصل منتهاه قبل اكثر من ثلاث سنوات.

 قبل سنة ونصف السنة تعهد رئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، في مؤتمر انابوليس ببذل جهد للوصول الى تسوية دائمة حسب مبدأ الدولتين للشعبين قبل نهاية ولاية الرئيس الامريكي السابق جورج بوش. عشية سفره لاول لقاء له مع الرئيس الامريكي براك اوباما عاد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو لتكرار النشيد القديم للمستوطنين حول حق الابناء في بناء بيتهم في "يهودا والسامرة".

 منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في نهاية 2000 تخصصت حكومات اسرائيل في اختراع الذرائع لجر الارجل في القنوات السياسية. تجميد المفاوضات على التسوية الدائمة اصبح "عقابا" مطلقا تفرضه اسرائيل على الفلسطينيين لقاء العمليات الارهابية، انتصار حماس في الانتخابات وسيطرة المنظمة على قطاع غزة. المساعي للتملص من اقرار حقائق جديدة في العلاقات مع الفلسطينيين ترافقت ومساعٍ لاقرار حقائق جديدة في المناطق. من ناحية المستوطنين ومساعديهم في المؤسسة الاسرائيلية، فان الزمن لم يتوقف عن السير.

 الرئيس اوباما، الذي سيستضيف نتنياهو يوم الاثنين القادم، لا يفوت فرصة في أن يوضح للطرفين بانه انقضى زمن المعاذير المستعملة. من أجل تصميم تفاهمات استراتيجية مع الولايات المتحدة وبلورة علاقات ثقة مع الرئيس يجدر بنتنياهو أن يسقط نهج "ايران اولا" وان يأتي الى واشنطن باقتراحات للتقدم في آن واحد معا في المعركة ضد النووي والارهاب الايراني وفي المسيرة السلمية الاسرائيلية – العربية. يجدر ايضا برئيس الوزراء الا يختبىء خلف الحجج القديمة كالاضطرارات الائتلافية الداخلية، او ضعف الحكومة الفلسطينية. الرسائل التي نقلها اوباما من خلال عبدالله ملك الاردن تفيد بان الرئيس مصمم على رأيه جعل حل النزاع الاسرائيلي – العربي رافعة مركزية في سياسته الخارجية.

 الساعة الديمغرافية، هي ايضا لا تعمل في صالح اسرائيل. في المعسكر الفلسطيني تتعاظم الاصوات الداعية الى الانسحاب من مسيرة اوسلو، التي كانت مساهمتها البارزة منذ 15 سنة وأكثر اعطاء شرعية دولية لمواصلة الاستيطان. على نتنياهو أن يأخذ بالحسبان الخطر في أنه في اقرب وقت ممكن وليس في ابعد وقت ستسيطر في الجانب الفلسطيني ايضا حكومة ترفض حل الدولتين وتعارض كل حل وسط في القدس وفي موضوع اللاجئين.

 ساعة الحسم باتت هنا. اسرائيل لن تخرج كاسبة من استمرار التسويف في المسيرة السياسية؛ لا في علاقاتها مع الجيران العرب ولا في علاقاتها مع الاسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة. النزاع الاسرائيلي – العربي يثبت المرة تلو الاخرى انه في ظل غياب التقدم يدفع الاطراف المشاركة فيه الى الوراء. بعد سنة، يحتمل الا يكون بوسع رئيس الوزراء ان يحقق بذات الثمن ما يمكنه ان يحققه اليوم.