خبر سعيد: المصريون يشعرون بالخجل للعلاقة مع أمريكا والمطلوب مفاوض فلسطيني « يوقع »

الساعة 07:39 ص|15 مايو 2009

 فلسطين اليوم-المصري اليوم

إنتقد الدكتور عبدالمنعم سعيد، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، أثناء ندوة صالون السفير السعودى فى القاهرة، هشام الناظر، ما سماه حالة الغموض التى تحيط بإنفاق المعونات الأمريكية فى مصر، مؤكداً عدم وجود ثقة أو شفافية بين أمريكا والدول العربية، رغم التعاون الدائم.

 

وأوضح: «مفيش حاجة فى العلاقات الدولية اسمها أعطى رسالة كونية للعالم الإسلامى، يعنى رسالة لـ٥٧ دولة ومليار و٣٠٠ ألف مسلم يعيشون فى بلاد مختلفة ولديهم ثقافات وأذواق مختلفة.. وهى جديدة، القضية مش زيارته للقاهرة أو تركيا، الجديد هو أنك توجه رسالة للعالم بأكمله وأنك تقلب العلاقة السيكولوجية بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامى، بعد فترة صراع دامٍ استمرت ٨ سنوات ماضية، أخذت خلالها المواجهة مسارح متعددة وجرى خلالها خلط للأوراق،

 

ومن ثم فإن الجديد هو تصفية كل ما حدث وبدء صفحة جديدة»، مدللاً على ذلك بقول أوباما: «سوف أذهب للعالم الإسلامى»، وهو ما يؤكد أن أوباما لديه فى ذهنه منظومة متكاملة.

 

وأضاف: «أمريكا - لأول مرة - تتحدث عن أن إسرائيل لابد أن توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهو ما لم يحدث من قبل.. فى أمريكا كان لا يمكن أن تجد مسؤولاً واحداً يتكلم عن السلاح النووى الإسرائيلى لأنه كان (تابوه) وموضوعا مغلقا ويحاربون أى كلام عنه فى أى منتدى دولى، يعنى كان فى حالة مقاومة، لكن اليوم الكلام الرسمى أصبح أن إسرائيل يجب عليها أن توقع على اتفاقية منع انتشار الأسلحة».

 

وتابع: «أنا لا أقول إن أوباما أصبح ضد إسرائيل، إلا أنه يرى أن ذلك لمصلحة إسرائيل وكأنه يريد أن يقول للإسرائيليين: (أنا حريص عليكم أكثر منكم على نفسكم، وأن إسرائيل لن تضمن وجودها وأمنها إلا إذا دخلت حالة سلام مع العالم العربى)»،

 

وأضاف: «فى ضوء هذا الكلام أعتقد أن أوباما سيطلب من العالم العربى، وعلى وجه التحديد مصر والسعودية وبعدهما دول الخليج والمغرب والدول المسماة بـ(المعتدلة)، أن تعمل ما تقول به وتحوله إلى شىء عملى وأعتقد أن القائمة المطلوبة منا، هى خلق مفاوض فلسطيني يكون قادرا على التفاوض والتوقيع على اتفاقية سلام والقدرة على تنفيذ اتفاقية سلام،

 

كذلك أن يتحول الكلام عن المبادرة العربية إلى برنامج عمل، بينما المطلوب من إسرائيل وقف الاستيطان، والانسحاب إلى نقطة سبتمبر عام ٢٠٠١، وما يتفق عليه من عمليات انسحاب، ومن المتصور فى العالم العربى أن هذه الخطوات يجب أن يكون فيها ما يقابلها».

 

وقال سعيد: «نحن محتاجون للتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية»، مشيراً إلى وجود شىء «غريب» يدخل فى أصول العلاقة بيننا وبين أمريكا، بدليل وجود درجة هائلة من التعاون والعلاقات يعنى «تسليحك جاى منين؟ والتجارة بتاعتك رايحة فين، وكم الاستثمار الداخل إليك من أمريكا كام ولكن على الجانب الآخر لا يوجد حد مكروه بعد الإسرائيليين فى المنطقة مثل الأمريكان فكيف نوفق هذه المعادلة؟!».

 

وتابع: «حتى اليوم لا نتكلم عن المعونات الأمريكية لمصر رغم أن الولايات المتحدة ضخت ٦٠ مليار دولار فى الاقتصاد المصرى دون أن يتكلم أحد عنها.. راحوا فين اتسرقوا ولاّ موجودين، لا يمكن حد يتكلم أبداً، زمان كان فيه إعلان عنها، مثلاً معونة السد العالى، معونة مصنع الحديد والصلب، لكن اليوم لا توجد معلومة متاحة،

 

يعنى لا إحنا بنقول أخدنا منهم إيه ولا عاوزين نقول إدينا لهم إيه، ولا هما إدونا إيه، لأنه لدينا شعور بالخجل من هذه العلاقة بيننا وبينهم، وهى مشكلة لابد من حلها، ولازم الناس تعرف طبيعة هذه العلاقة»، مشيراً إلى «عدم وجود ثقة استراتيجية بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية رغم وجود مصالح مشتركة بيننا وبينها، وهى أمور لا يمكن تجاهلها، فكيف نتعامل مع هذه المعضلة؟!».

 

وأكد سعيد عدم وجود شرعية للعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربى بسبب علاقة الأولى بإسرائيل، وقال: «إن شرعية العلاقات بيننا وبينهم (مهتزة) بسبب علاقة أمريكا بإسرائيل، المفقودة بحكم عدم التوازن بيننا وبينهم، لأنهم قوى عظمى ومن ثم فإن أى علاقة مع أمريكا (غير شرعية) لأن عدم التكافؤ جزء أساسى فى بناء هذه العلاقة.

 

وهذه المشكلة موجودة أيضاً فى أمريكا، حيث يقول البعض: لماذا يزور أوباما مصر وهى بلد استبدادى وغير ديمقراطى وفيه تمييز ضد المرأة؟ وهى أشياء تقلل من شرعية العلاقة، وهى أيضاً قضية لابد من حلها».