خبر في الذكرى الـ 61 لنكبة فلسطين مشردو حرب غزة يعيشون نفس المشهد

الساعة 05:57 ص|15 مايو 2009

فلسطين اليوم- وكالات

 يعيش الفلسطينيون الذين هدمت منازلهم خلال حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزة "الرصاص المصبوب"، نكبة جديدة، ذكرت كبار السن منهم بالحقبة الأولى لذكرى نكبة فلسطين التي يصادف اليوم 15 مارس مرور 61 عام على مرورها.

 

في الأحياء التي دمرتها إسرائيل خلال حربها التي استمرت 22 يوم أقام الفلسطينيون الذين يعيشون لجوء داخل لجوء، في خيام أقامتها مؤسسات إغاثية على أنقاض منازلهم المدمرة، وهو أمر أعاد لسكان تلك الخيام من كبار السن تحديداً ذكرياتهم قبل ستة عقود، وتحديداً الحقبة الأولى لهجرتهم عن أراضيهم التي احتلتها العصابات الإسرائيلية في العام 1948.

 

"الخيمة نفس الخيمة"، هكذا يقول كهل تجاوز عمره السبعون عاماً ويقطن الآن في خيمة لجوء جديدة شمال غزة، ويشير إلى أن منزله دمر مرتين، مرة حين طرد وعائلته من بلدته برير القريبة من حدود غزة ومرة أخرى "تحت جنازير الدبابات والجرافات الإسرائيلية"، التي اجتاحت منطقة سكناه شمال بلدة بيت لاهيا، خلال حرب "الرصاص المصبوب".

 

ويقول الكهل أبو محمد وهو يجلس على مرتبة أرضية وضعها في "ظل خيمته"، أن ما عاشه من نكبة جديدة "يقصد الحرب الأخيرة"، كانت أشد بكثير من نكبة الـ48، ويعزي السبب في ذلك إلى مشاهدته لحجم الدمار وعمليات القتل بعينه، على عكس الهجرة الأولى التي فرت عائلته قبل وصول العصابات الإسرائيلية إليها.

 

وقال في الحرب الأخيرة شاهدت جثث وأشلاء، ورأيت عملية الهدم للمنازل.

 

وعلى الرغم من عدم وجوده في فترة النكبة الأولى يقول عليان أبو عون في العقد الخامس من عمره وهو من بلدة "يبنا" ويقيم في خيمة مجاورة أن حياته الآن تشابه قصص النكبة التي رواها والده.

 

ويقول "والدي هجر من منزل وسكن في خيمة، مثل حالي الآن، ونفس الجيش الذي طره من منزله، هو نفس الجيش الذي هدم منزلي، وأجبرني على العيش في خيمة".

 

وخلال حرب 1948 دمرت إسرائيل 531 قرية ومدينة فلسطينية، واقترفت عصاباتها أكثر من 70 مذبحة ومجزرة بحق الفلسطينيين وأدت إلى استشهاد ما يزيد عن 15 ألف فلسطيني.

 

وفي مخيمات الإيواء الجديدة المقامة في مناطق الدمار شمال القطاع، وشرق مدينة غزة، أكثر المناطق المدمرة، تتشابه الحياة كثيراً مع مخيمات اللجوء التي أقامتها وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في العام 1948.

 

إحدى السيدات صغيرات السن، تقطن هي وزوجها وأطفالها في خيمة قالت أنها لم تشهد النكبة الحقيقية، لكنها أشارت إلى أن حكايات والدتها عن أيام التشرد واللجوء الأولى "تشابه حياتها الآن"، وتضيف استخدمنا النار في الطهي، وشربنا من خزان مياه، ونعد الخبز أيضاً على أفران طين، كما كانت تفعل والدتي وجدتي بعد الهجرة، وتكر أيضاً أن "الأونروا" ومؤسسات إغاثة أخرى توزع بين الحين والآخر مواد غذائية ودقيق.

 

وكانت العصابات الإسرائيلية هجرت قسراً في العام 1948 أكثر من 800 ألف فلسطيني خارج وطنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين، وأقام هؤلاء اللاجئين في الدول العربية المجاورة ومخيمات لجوء في الضفة الغربية وغزة.

 

وفي حرب إسرائيل الأخيرة التي قتل خلالها أكثر من 1440 فلسطيني، دمرت الجرافات والطائرات الإسرائيلية أكثر من 1400 منزل ومنشأة، ولم يستطع السكان ترميم أو إعادة بناء منازلهم، لفرض إسرائيل حصار على القطاع منذ عامين، تمنع بموجبه دخول الأسمنت والحديد الصلب.

 

وتواجه عملية إعمار غزة "صعوبات كبيرة" على الرغم من تعهد مانحين بدفع التكاليف، بسبب الحصار الإسرائيلي والخلافات الداخلية بين حركتي فتحج وحماس.