بقعة الزيت تتمدد ..مقاومة الضفة والقدس تتوسع وتشتت الاحتلال !

الساعة 12:18 م|03 نوفمبر 2022

فلسطين اليوم

خطر تنامي مقاومة الضفة الغربية المحتلة وصل إلى مرحلة يصعب السيطرة عليها، وعلى الرغم من الجهد والقوة الأمنيَّين المبذولين فيها على مدار الساعة، إلا أن العمل المقاوم امتد من جنين ونابلس ليصل إلى شمال الضفة وجنوبها، وهو ما يشتت انتباه الاحتلال ويستنزفه، ويؤرقه، ويضعه في مأزق وحرج حقيقي أمام رجال المقاومة التي كسرت هيبة منظومته الأمنية والعسكرية التي يعتبرها الأقوى على مستوى العالم.

لم تنجح قوات الاحتلال بكل منظوماتها الأمنية في محاصرة انتشار العمليات الفدائية في جنين ونابلس، بل امتدت إلى جميع مناطق الضفة والقدس المحتلتين، وهو ما يعني كتابة صفحة جديدة من المواجهة المسلحة الشاملة مع الاحتلال، عنوانها تفعيل انتفاضة حقيقة في تلك المناطق.

وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الاحتلال في مواجهة المقاومة في الضفة المحتلة وحصرها في مناطق محدّدة، وصناعة نماذج لمناطق هادئة بعيدة عن المواجهة والضغط، إلا إن العملية الأخيرة التي نُفذت في الخليل وأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة 6 آخرين، أثبتت فشل نظرية الاحتلال.

الخبير في الشأن الأمني والاستراتيجي د. محمود العجرمي، يرى أن انتشار العمل المقاوم في جميع مدن الضفة والقدس، سيربك قوات الاحتلال، ويُشتتها، ويضعه في مأزق حقيقي يجعله غير قادر على السيطرة على حالة الغليان التي اندلعت في المحافظات الشمالية.

وأشار د. العجرمي في مقابلة خاصة مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،

إلى أن حجم الدموية والإعدام الميداني المتكرر، والانتهاكات المتواصلة بحق الفلسطينيين والهجمات المتكررة على القرى والمدن والمخيمات، دفعت إلى اتجاه انتشار المقاومة وتمددها وتطورها وتناميها في جميع محافظات الضفة المحتلة، متوقعاً أن تزيد حدتها في الأيام المقبلة، كرد طبيعي على تلك الجرائم.

وقال: إن تمدد المقاومة لن يقتصر على الخليل وحدها، بل سيمتد إلى كل المدن المحتلة، وهذا الانتشار سيصعب على الاحتلال ومعاونيه عملية تتبع المقاومين، كونهم باتوا غير محصورين في منطقة معينة، إضافة إلى إمكانية اصطياد جنود الاحتلال عبر الحواجز المنتشرة وفي كل أماكن تجمعهم بسهولة أكثر من ذي قبل.

وأضاف: "العدو بات لا يستطيع حصار المقاومة أو السيطرة عليها، لذلك نجد هناك عمليات مسلحة من جنوب الضفة إلى شمالها، بالإضافة إلى القدس ومدنها وبلداتها، وهذا يضع العدو في مأزق حقيقي له علاقة بتشتيت قواته واستنزافها، وقلقها، وارهاقها؛ لأن الخطر بات يُحيط بها من كل الجوانب.

ونوه إلى أن وعي المقاومة ازداد من تجاربها السابقة، حيث باتت تعلم نقاط ضعف الاحتلال، وأصبحت تدخل إليه من خلالها، وتنفذ العمليات وتوقع خسائر مادية وبشرية فادحة، تضعه في مأزق حقيقي دون قدرته على تحييد المقاومين، أو تتبعهم.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: إن انتشار وتمدد العمليات الفدائية والمقاومة في كل مناطق الضفة المحتلة والقدس، يضع الاحتلال في حرج شديد، لأن المقاومة في كل مرة تهزم منظومته الأمنية التي يدعي أنها الأقوى على مستوى العالم.

وأشار الصواف في مقابلة خاصة بـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"

إلى أن تمدد العمل المقاوم في الضفة، هو دليل صحة عمل المقاومة الفلسطينية، فهو يشكل حرجاً شديداً للاحتلال وإرهاقا كبيراً لقواته، خاصة أنه بات يحشد أكثر من نصف جيشه في الضفة لمواجهة المقاومين، لكن دون إنجاز يذكر.

ونوه إلى أن انتشار العمليات الفدائية في الضفة من شمالها إلى جنوبها، يعطي مؤشراً واضحاً أن حالة القلق الكبيرة لدى الاحتلال ستكون إيجابية بحق المقاومة التي تصارع الاحتلال في كل مكان، مضيفا: "هذا النجاح الذي يحققه المقاومون عند تنفيذ كل عملية فدائية، لاسيما عند الانسحاب من المكان بسلام، دليل أن هناك لدى المقاومة وعياً وتخطيطاً أمنياً لدى المقاومة قبل تنفيذ العملية وبعدها أكثر من السابق".

 

 

كلمات دلالية