يعيش الشعب الفلسطيني حالة ثورية ونضالية متواصلة، فالمقاومة بالنسبة لديه لا تقتصر عند نقاط التماس والالتحام وفي أرض الميدان فقط، فهو يستثمر كل زمان ومكان لتأكيد حبه ودعمه للمقاومة ضد الاحتلال، وهو ما جسّده جمهور كرة القدم في قطاع غزة والضفة المحتلة، عندما صدحت حناجرهم تأييداً لرجال المقاومة وشهدائها الذين ارتقوا إثر عمليات اغتيال أو خلال تنفيذ عمل مقاوم أربك جيش الاحتلال ومنظومته الأمنية.
جماهير كرة القدم في قطاع غزة، والضفة المحتلة، استثمرت مدرجات الملاعب لتهتف تأييداً للمقاومة، ولترفع عالياً صوراً للشهداء القادة وأبطال العمليات الفدائية، كالقائد الكبير في سرايا القدس الشهيد خالد منصور، ومنفذ عمليتي حاجز شعفاط والقدس عدي التميمي، وغيرهم من الشهداء، لإيصال رسالة للاحتلال والعالم أن الفلسطينيين يعيشون حالة ثورية ومقاومة في الملاعب وأرض الميدان على حد سواء.
وفي التاسع من شهر سبتمبر الماضي، وفي لفتة جميلة من مشجعي نادي شباب رفح جنوب قطاع غزة، رفع مشجعو النادي صورة الشهيد القائد الكبير في سرايا القدس خالد منصور في المباراة التي جمعت نادي شباب رفح، ضد نظيره اتحاد خانيونس وذلك في افتتاح منافسات الجولة الأولى من الدوري الممتاز لموسم 2023/2022م.
وصدحت حناجر المشعين بالقول " يا أبو الراغب ودعناك ... حور الجنة بتستناك …الزعيم الريحاوي ما بنساك.. ".
وفي لفتة أخرى، رفعت جماهير نادي جبل المكبر وشباب الخليل صوراً لشهداء فلسطين والشهيد عدي التميمي، وذلك خلال مباراة الفريقين في الجولة الثامنة من بطولة دوري المحترفين بالضفة الغربية المحتلة.
وحملت جماهير المكبر، لافتات تحمل أسماء المدن الفلسطينية، كما تم تعليق لافتة كبيرة كتب عليها "شدوا بعضكم يا أهل فلسطين"، وهي جزء من الكلمات للأغنية التي انتشرت منذ يومين وغنتها سيدة فلسطينية كفيفة.
وهتفت جماهير "النسور" و"العميد" للشهيد التميمي وجماهير نابلس "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، كما رددت شعارات للشهداء في أوقات كثيرة من اللقاء.
وكان لجمهور الشجاعية في إحدى مباريات الدوري الممتاز دوراً فاعلاً في دعم المقاومة ورجالها، إذ رفعوا شعارات مخطوط عليها "من شعفاط لجنين حي رجالك فلسطين"، و" عدي وصية النابلسي"، كما رددوا شعارات مؤيدة وداعمة للمقاومة الفلسطينية في كل المناطق المحتلة.
الإعلامي الرياضي حسام أبو خاطر يرى أن كرة القدم ليست رياضة فقط، بل هي رسالة لإظهار القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني وقضيته، وكان آخرها تضامن جمهور كرة القدم في الملاعب الفلسطينية مع المقاومة في كل المدن الفلسطينية المحتلة".
وأشار أبو خاطر في مقابلة خاصة لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك كل فئات وأطياف الشعب الفلسطيني، فهو لا يفرق بين مقاوم ورياضي، بل يرى أن الفلسطيني ذاته مستهدف وفي مرمى نيرانه، وهو ما دفع جماهير كرة القدم لاستثمار مدرجات الملاعب لتأييد ودعم المقاومة والشهداء".
ولفت إلى أن الرياضة باتت رسالة يعبر عنها كل أبناء الشعب الفلسطيني عن قضاياه التي يمر بها يومياً، إذ أظهرت مدرجات كرة القدم في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلتين الدعم والتأييد والتضامن الحقيقي للمقاومة ورجالها، واصفا إياها بالظاهرة الإيجابية.
واعتقد الإعلامي الرياضي أبو خاطر، أن يتنامى تأييد المقاومة ورفع اللافتات المتضامنة معها في مدرجات كرة القدم الفلسطينية، حتى تصل الرسالة إلى كل قادة العالم، بأن الشعب الفلسطيني خلف مقاومته في التصدي لانتهاكات الاحتلال "الإسرائيلي".
واختتم تصريحاته: "نحن الإعلاميون الرياضيون نؤيد هذه الظاهرة جداً، ونأمل في أم تنتشر وتتنامى لتصل كل المدرجات الفلسطينية، كونها تساهم كثيراً في دعم القضية الفلسطينية، وإيصال رسالة الفلسطينيين إلى العالم أجمع".
وتصاعدت عمليات إطلاق النار التي ينفذها رجال المقاومة الفلسطينية ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، رداً على انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين.