خبر حركة الجهاد في الذكرى ال61 للنكبة: لن نتنازل عن شبر من فلسطين والمقاومة سبيلنا نحو العودة والتحرير

الساعة 08:36 ص|14 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في الذكرى الحادية والستين للنكبة وسط الحراك السياسي القائم حاليا حول حل الدولتين بأنه لا يمكن أن يُعولُ عليه مطلقاً، لأن ما يتضمنه من خطط ومشاريع لن تمثل حلاً يعيد الحق الفلسطيني كما لن يحقق شيئاً لصالح العرب والمسلمين عموماً,معتبرا ان الحل يحمل خراباً ونكبات جديدة ستعم العرب جميعاً.

وقالت الحركة في بيان وصل "فلسطين اليوم" نسخة عنه ان صيغة "حل الدولتين" المطروحة تعني زرع دولة يهودية على أرض فلسطين، ولذلك فإن تبعات ذلك خطيرة على كل المستويات، إن القبول بهذا الطرح هو تجاهل لحقائق الصراع وجوهره وتاريخه.

ورأت الحركة ان الحل يكمن في التخلي التام عن برنامج التسوية ووقف الرهان على أمريكيا وخططها التفاوضية، وبناء إستراتيجية وطنية للتحرير الكامل, مؤكدا أن الحوار سيبقى جسداً بلا روح طالما لم يتحرر من الإرادة الأمريكية والدولية بالإضافة إلي منع إى خطوات أحادية من شأنها تعزيز الانقسام على اعتبار أنها خطوات غير شرعية.

وأكدت الحركة على أنه ما من أحد مفوض ممثلاً عن شعبنا في اتخاذ أي قرار في القضايا المصيرية للقضية الفلسطينية، ولا توجد هيئة أو جهة أو دولة تملك حق تقرير المصير نيابة عن مجموع الشعب الفلسطيني.

وشدد الحركة على ضرورة تضافر وتوحد الجهود العربية والإسلامية للدفاع عن مدينة القدس ودعم صمود شعبنا، والعمل الجدي على ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وإغلاق الأبواب والعواصم في وجوههم وبخاصة في البلدان العربية والإسلامية.

وفيا يلي نص البيان كاملا :

"أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ، الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ " صدق الله العظيم

بيان صحفي صادر عن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

لن نتنازل عن شبر من فلسطين والمقاومة سبيلنا نحو العودة والتحرير

يا جماهير شعبنا الصابر المرابط على ثرى فلسطين المحتلة وفي مخيمات اللجوء والشتات.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية...

تمر الذكرى الحادية والستون لنكبة فلسطين بكل آلامها وأتراحها ومعها يتجدد الصبر والصمود وتبدأ جولة جديدة من التمسك بالأرض والحق الذي لن نحيد عنه مهما بلغت قسوة المواجهة وحجم التضحيات، فعلى الرغم من توالي الأيام والسنوات وما شهدت من هول الجريمة وشراسة العدو الغاصب، إلا أنكم يا أبناء شعبنا الأبي كسرتم شوكة الصهاينة المجرمين وبقيتم فوق أرضكم تجاهدون وتدافعون عن حقكم وأرضكم ومقدساتكم، ولم تنجح كل حروب الأعداء ومشاريعهم من النيل منكم أو انتزاع التنازل والاعتراف بشرعية الغاصب.

واحد وستون عاماً مرت والجريمة متواصلة... واحد وستون عاماً مرت ولم ننسى أرضنا وقرانا وروابينا  وستبقى تلال فلسطين وينابيعها ووديانها وصخورها محفورة في ذاكرة الأجيال التي تتوارث مفتاح العودة وخارطة الوطن من بحره إلى نهره.

أهلنا وشعبنا وأبناء أمتنا:

في ظل ما نشهده اليوم من تواصل للهجمة الصهيونية الشرسة على القدس مع تصاعد في سياسات الاستيطان في الضفة وتهويد ما تبقى من مدننا وقرانا المحتلة واشتداد الحصار على غزة، تتزامن هذه الهجمة مع ما تشهده المنطقة والعالم من حراك سياسي مشبوه يستهدف إعادة الاعتبار للكيان الصهيوني بعد حرب غزة التي كشفت عن قبح وبشاعة أحقاده وجرائمه وبث الطمأنينة في جسمه المسكون بعقدة الخوف من المستقبل والمصير بعدما تراجعت قوة ردعه بفعل انتصارات وصمود المقاومة.

 

اليوم تتسارع الخطى بين واشنطن والكيان وبعض العواصم العربية ليعيدوا الثقة في عملية التسوية تحت عنوان يبدو ناعماً وجذاباً ألا وهو "حل الدولتين"، وأمام هذا الحراك المشبوه وفي الذكرى الحادية والستين للنكبة فإننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نؤكد على ما يلي:ـ

أولاً: هذا الحراك السياسي لا يمكن أن يُعولُ عليه مطلقاً، لأن ما يتضمنه من خطط ومشاريع لن تمثل حلاً يعيد الحق الفلسطيني كما لن يحقق شيئاً لصالح العرب والمسلمين عموماً، بل يحمل خراباً ونكبات جديدة ستعم العرب جميعاً، إن هذه المشاريع تشكل إنقاذا لأمريكا والكيان الصهيوني من الغرق والفشل على حساب حقنا ومقوماتنا وثرواتنا.

ثانياً: إن صيغة "حل الدولتين" المطروحة تعني زرع دولة يهودية على أرض فلسطين، ولذلك فإن تبعات ذلك خطيرة على كل المستويات، إن القبول بهذا الطرح هو تجاهل لحقائق الصراع وجوهره وتاريخه، فضلاً عن أنه استمرار للهاث وراء السراب وإضاعة الحقوق وتجديد الغطاء والحماية للاحتلال ليواصل مشروعه الاستيطاني والتوسعي لإنهاء القدس وتهويد باقي فلسطين بما يعني السيطرة التامة على كل الأرض وبالتالي فلن يتبقى شيء تقام عليه الدولة الفلسطينية.

ثالثاً: إننا نؤكد على أنه ما من أحد مفوض ممثلاً عن شعبنا في اتخاذ أي قرار في القضايا المصيرية للقضية الفلسطينية، ولا توجد هيئة أو جهة أو دولة تملك حق تقرير المصير نيابة عن مجموع الشعب الفلسطيني.

رابعاً: نحن نرى أن الحل يكمن في التخلي التام عن برنامج التسوية ووقف الرهان على أمريكيا وخططها التفاوضية، وبناء إستراتيجية وطنية للتحرير الكامل، تكون قاعدتها منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن يتم إعادة بنائها وتطويرها وتفعيل مؤسساتها لتصبح كياناً يمثل الشعب الفلسطيني كله. وهذا من شأنه أن ينهيَّ الانقسام ويحول دون انتشاره وامتداده في جسد الأمة العربية.

خامساً: فيما يتعلق بالحوار الفلسطيني نؤكد أن هذا الحوار سيبقى جسداً بلا روح طالما لم يتحرر من الإرادة الأمريكية والدولية، ولن يأخذ قيمته الحقيقية إلا إذا بذل الأشقاء العرب جهداً جاداً لتحييد وإبعاد أية مصالح ثأرية أو أجنبية والاجتهاد في إيجاد صيغ بديلة عن اشتراطات أمريكيا والصهاينة وتنفيذ مقررات رفع الحصار عن غزة، ومنع أي خطوات أحادية من شأنها تعزيز الانقسام على اعتبار أنها خطوات غير شرعية. 

سادساً: نحذر من الدعوات الرامية لتعديل المبادرة العربية بما ينسجم مع مطالب العدو الصهيوني، وإعادة طرحها كمبادرة من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، لقد كان طرح المبادرة خطأ كبيراً وكذلك فإن استمرار طرحها والعمل على تعديلها هو خطيئة أكبر وأشد، وعليه فإننا ندعو الدول الإسلامية إلى رفض تبني هذه المبادرة كما نجدد مطالبتنا للدول العربية بشطبها وإلغائها.

سابعاً: نشدد على ضرورة تضافر وتوحد الجهود العربية والإسلامية للدفاع عن مدينة القدس ودعم صمود شعبنا، والعمل الجدي على ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وإغلاق الأبواب والعواصم في وجوههم وبخاصة في البلدان العربية والإسلامية.

وفي الختام: نوجه التحية لجماهير أمتنا العزيزة.. التحية لجماهير شعبنا.. التحية لأهلنا الصامدين في القدس مسلمين ومسيحيين، التحية كل التحية لأهلنا وأبناء شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 الذين يقفون سدا منيعاً في مواجهة التهويد ويتمسكون بأرضهم ويشكلون جسر الحماية والدفاع عن القدس والأقصى المبارك.. والتحية موصولة لكل من يناصر قضية شعبنا العادلة من أحرار وشرفاء العالم ويقف إلى جانب شعبنا المحاصر والمظلوم.

وتحية مجللة بالغار والوفاء إلى أرواح شهداءنا وإلى أسرانا الأبطال خلف القضبان وإلى ذويهم... وإلى كل جريح ومصاب.

لهم جميعاً نجدد عهدنا ووفاءنا وبشارة النصر والعودة تظللنا... وإن شعباً لم تكسره النكبة، فلن تقهره الشدّة...

"فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا"

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين

الخميس 18 جمادى الأول 1430هـ ـ 14/5/2009م"