مختص يوضح لـ"فلسطين اليوم" طريقة التمييز بين زيت الزيتون الجيد والمغشوش؟

الساعة 12:53 م|29 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

الكثير من التساؤلات تتبادر لأذهان المواطنين حينما يفكرون في شراء زيت الزيتون، خاصة مع حلول موسم عصر الزيتون، حيث يهتمون بالبحث عن مواصفات زيت الزيتون الجيد، وكيف يمكن لنا الحكم على جودة زيت الزيتون؟ وهل لموعد قطف الزيتون أثر في جودة الزيت؟..

لذلك حاورت "فلسطين اليوم" أحد الخبراء في مجال الزراعة لاستيضاح الأمر والإجابة عن تساؤلات المواطنين وإرشادهم لزيت الزيتون الجيد.

صعوبة التمييز 

المهندس والخبير في المجال الزراعي في قطاع غزة، فتحي أبو شمالة، اعتبر أنه من الصعب أن يميز المواطن العادي بين الزيت المغشوش والزيت الجيد، إذ أن المواطن لا يعي مواصفات الزيت الأصلي حتى يتمكن من التعرف على الزيت المغشوش.

وأوضح أبو شمالة خلال حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": أن استخدام حاسة الشَّم والتذوق واللمس قد لا تكون دقيقة في تمييز الزيت الجيد من الرديء، مشيراً إلى أن الخبراء في مجال الزيت وأصحاب الدراية قد يستأنسون ببعض حواسهم (الشم - التذوق - اللمس)، غير أنها ليست كافية للوصول إلى حقيقة جودة الزيت.

الفحوصات المخبرية هي الأساس

وأكد أن الطريقة الوحيدة التي تعطي نتائج واضحة 100% عن جودة الزيت و«تقطع الشك باليقين» هي الفحوصات المخبرية لعينة من الزيت.

وذكر أبو شمالة ان الفحص المخبري يعطي نتائج واضحة عن نسبة الحموضة PH، والبروكسيد في الزيت، للتأكد من جودة زيت الزيتون المستخدم، مشيراً إلى أن نسبة الحموضة يجب أن لا تزيد عن 3.2%، إذ بعد تلك النسبة يصبح الزيت فاسداً ولا يصلح للاستخدام الآدمي.

وأشار إلى ان أفضل الزيوت هو زيت (أُكسترا) الصافي الخالي من الشوائب، الذي يتميز بالحفاظ على نسبة الحموضة فيه وكذلك اللون والطعم، فهو معصور في معاصر نظيفة، ومأخوذ من أراضٍ عضوية بعيدا عن استخدام السماد الكيماوي، ولا تزيد نسبة الحموضة فيه عن 1%.

وبين الخبير ان على المزارع ان يتبع سلسلة من الإجراءات للحصول على الزيت الممتاز، إذ عليه العناية بالشجرة، واستخدام السماد العضوي، وعليه المحافظة على الشجرة من الآفات خاصة (ذبابة ثمار الزيتون)، مشيراً إلى أن تواجد الذبابة عند العصر بكميات كبيرة تزيد من نسبة الحموضة.

موعد القطف مهم

وأشار أبو شمالة إلى أن القطف عند نضوج الثمار عامل مهم في الحصول على الثمار والزيت الجيد، لافتاً أن مواعيد قطف الزيت يختلف من مكان إلى آخر بسبب العوامل البيئة المختلفة، مبيناً أن القطف عند أول شتاء «التصليب» ليس بالضرورة ان يكون موعد نضوج الثمار، ولابد من معاينة الثمار، ومن علامات النضج (اللون أخضر مائل إلى الصفرة أو السمرة او البنفسجي، فرك الثمار باليد فإذا كان من السهل فصل النواة عن العجمة يكون الموعد مناسب للقطف)، وذكر أن القطف المبكر قد ينتج عنه مرارة وغضاضة واضحة عند التذوق.

نصائح وإرشادات 

وأوصى بضورة اتباع سلسلة من النصائح والإرشادات عند القطف منها، اتباع طريقة القطف باليد (الحلب)، والابتعاد عن القطف بواسطة الضرب بالعصى والآلات الحادة، مع ضرورة فرز الأوراق والاغصان عن الثمار بشكلٍ جيد، إذ أن عصرها مع الثمار في حال لم تتمكن الآلات من فرزها قد يعرض الزيت للضرر، ويزيد من نسبة الحموضة والمرارة.

وحذر أبو شمالة من نقل ثمار الزيتون إلى المعصرة في أكياس بلاستيكية، معتبراً ذلك خطئاً كبيراً، والأفضل ان يتم نقل الثمار في أواني معرضة للهواء، مع ضرورة عدم مراكمة الثمار فوق بعضها بكميات كبيرة..

وأكد على ضرورة الإسراع في العَصرِ والابتعاد عن تخزين الثمار لأي سبب، مشدداً على صحة المثل الفلسطيني القائل « من الشجر للحجر » إذ يوحي المثل إلى ضرورة الإسراع في العصر.

وفيما يتعلق بالمعاصرة، نصح أبو شمالة بضرورة العصر في المعاصر الحديثة القادرة على إخراج زيت زيتون صافي من أي شوائب أو متبقيات، والعصر في المعاصر التي تحوي آلات نظيفة خاصة فيما يتعلق بالمكينة المختصة بفصل ماء الغسل عن الزيت، مع ضرورة أن يحرص صاحب الزيتون والمعصرة أن لا تزيد الحرارة داخل المعصرة عن 30 درجة مئوية، وأن يتم الحرص على تغيير مياه الغسل اولاً بأول.

الشراء من الثقاة او مباشرة من المعصرة

وتوجه بنصيحتين إلى المواطن العادي الذي لا يستطيع إجراء فحص مخبري مُكلف مقابل «تنكة او تنكتين زيت»، أولها: ضرورة الشراء من ثقاة، وثانيها الذهاب إلى معصرة ثقة والشراء مباشرة من الزيت المعصور، وبتلك الحالة يكون المواطن لم يتعرض للغش من ناحية خلط الزيوت في بعضها (شملالي وسري وk18 )، ولم يتم غشه بزيت قديم مخلوط بالزيت الجديد أو زيت مغشوش بـ(الصودا الكاوية).

معاصر الزيتون (8).jpeg
جولة في معاصر الزيتون بمحافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة4
معاصر الزيتون (15).jpeg
معاصر الزيتون (18).jpeg
معاصر الزيتون (17).jpeg
معاصر الزيتون (4).jpeg
 

 

كلمات دلالية