خبر صدام قاس وقع بين نتنياهو و اشكنازي من النادر حدوثه في إسرائيل

الساعة 05:26 ص|14 مايو 2009

فلسطين اليوم-القدس

في الوقت الذي احتفى به رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإنجاز مشروع الموازنة العامة للدولة لسنتين قادمتين معتبرا ذلك مكسبا غير مسبوق، خرج سياسيو المعارضة وموظفو وزارة المالية والصحافيون والمعلقون بهجوم كاسح عليه موجهين له تهمة السياسات المتناقضة والضعف أمام مجموعات الضغط. وقالت رئيسة المعارضة، وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، ان نتنياهو أظهر ضعفا خطيرا خلال مناقشات الموازنة ومواقفه تقلبت من الطرف الى الطرف بشكل سريع وخضع للضغوط بأسهل ما يمكن.

وحذرت ليفني من ان تصرف نتنياهو في هذه المناقشات ليس سريا، بل مكشوفا لكل الناس ومن دون شك مكشوف للأصدقاء في الغرب وللأعداء في المنطقة وسيكون لهم درسا لممارسة الضغوط في القضايا السياسية الكبرى.

ولم يقتصر هذا الموقف الناقد على ليفني، فقد خرجت جميع وسائل الاعلام الاسرائيلية بانطباع مماثل. ف

كتبت كبرى الصحف الإسرائيلية «يديعوت أحرونوت» على صدر صفحتها الأولى تحت عنوانين «الموازنة والفضيحة» و«تشتم رائحة ضعف»، تقول «إن أول اختبار يجتازه القائد السياسي هو اختبار قوة الشخصية، والتصريحات التي رشحت عن المناقشات الأخيرة في الحكومة وهيئاتها دلت على ان العديد من القادة الاسرائيليين السياسيين والاقتصاديين خرجوا بانطباع ان نتنياهو يبث ضعفا غير عادي ويبث انه سهل الخضوع للضغوط».

وجاء هذا التطور في أعقاب قرار الحكومة في جلستها التي استغرقت يومين، وانتهت في الساعة الثالثة من فجر أمس، بقرار المصادقة على مشروع الموازنة العامة لمدة سنتين.

وقال ناطق بلسان نتنياهو ان اقرار موازنة سنتين متتالتين هو سابقة في تاريخ السياسة الاسرائيلية يجعل الحكومة تعمل باستقرار وهدوء نصف دورتها البرلمانية، وانه دليل نجاح كبير لرئيس الوزراء وبقية وزرائه. ولكن من يخوض في تفاصيل المشروع وما سبقه وما تخلل مناقشاته يخرج بانطباع آخر.

 فقد بدأ نتنياهو البحث في الموازنة بمشروع مبني على التقتير ويتضمن اجراءات قاسية قيل انها «قطع في اللحم الحي» من شدة تأثيرها على الجمهور. وتضمنت على سبيل المثال بندا لتقليص الميزانية العسكرية بقيمة 3 مليارات شيكل (الدولار الأميركي يعادل 4.2 شيكل).

وبندا آخر لتقليص ميزانيات التعليم والصحة والتأمينات الاجتماعية بقيمة 5 مليارات شيكل. وكانت النتيجة ان وزارة الدفاع نجحت في إلغاء جميع التقليصات، بل حصلت على زيادة بقيمة مليار شيكل اضافية. وبدل التقليصات بقيمة 8 مليارات شيكل في مجمل الموازنة، تقررت زيادتها بنحو مليار و350 مليون شيكل. والفارق بين المشروع الأول والمشروع الأخير، بقيمة 9.35 مليار شيكل سيغطى من فرض ضرائب جديدة. والوعود التي كان نتنياهو قد أطلقها خلال المعركة الانتخابية وتمسك بها حتى اليوم الأخير قبل أن تبدأ هذه المناقشات، بأن يخفض الضرائب، مفسرا ذلك بأنه أفضل وسيلة لتشجيع الاستثمار ومكافحة البطالة، لحسها وفرض ضرائب جديدة على سائر الجمهور.

وكشف النقاب، أمس، عن صدام قاس وقع بين نتنياهو وبين رئيس أركان الجيش، غابي اشكنازي، من النادر حدوثه في اسرائيل. فبعد ان كان اشكنازي ووزير الحرب إيهود باراك وغيرهما من الجنرالات قد حشروا نتنياهو في زاوية و«أقنعوه» بأنه لا يجوز تقليص ميزانية الجيش في هذه الظروف، فوجئوا خلال جلسة الحكومة، أمس وأول من أمس، بوزير المالية يعرض على الوزراء تقريرا يتحدث عن التبذير داخل الجيش ويحاول بذلك اقناع الوزراء بالتصويت على تقليص الميزانية العسكرية. فاستشاط اشكنازي غضبا، ويقول أصدقاؤه انه يحتفظ عادة ببرودة أعصاب حديدية.

فوقف على قدميه وصاح: «نحن لا نعمل عمالا لدى مقاول اسمه حكومة إسرائيل، انما نقدم خدمة للدولة ونضحي بأرواحنا من أجلها». وراح يشير بإصبعه موبخا ومحذرا من المساس بالجيش قائلا: «لن أسمح لكم..» فأجابه نتنياهو: «كل مؤسسة يجب أن تنفذ خطة ناجعة، تصرفك ليس مقبولا لدي..». فرد عليه اشكنازي بغضب أشد: «عساه ما كان مقبولا»، وغادر الغرفة وأوصد الباب وراءه بعنف.

فلحق به وزير المالية واعتذر له قائلا: «لم أكن أعرف أنك أنهيت الموضوع مع نتنياهو. أنا الذي أخطأت في طرح الموضوع».

واتضح انه في الوقت الذي كانت فيه الحكومة تبحث في الميزانية كان نتنياهو يغادر الغرفة ويسلم زمام القيادة الى نائبه سلفان شالوم ويتوجه الى غرفة مجاورة ليدير المفاوضات حول الميزانية مع محتلف القوى: الجيش وأصحاب الصناعات والنقابات ووزير التعليم وغيرهم. ولم يتمكن نتنياهو من إبلاغ وزير المالية بكل التفاصيل. ففوجئ وزير المالية بنقاش نتنياهو