خبر خبراء في حلف شمال الأطلسي: الطريق ممهد أمام إسرائيل لعضوية الناتو

الساعة 05:17 ص|14 مايو 2009

فلسطين اليوم-الوطن السعودية

أكد مراقبون وخبراء عسكريون في حلف شمال الاطلسي «الناتو» لـ«الوطن» أن الطريق بات ممهدا الآن أمام إسرائيل لتصبح عضوا كاملا في الناتو، بعد زوال الكتلة الشرقية الشيوعية وتراجع مخاوف أمريكا من لجوء العرب إلى هذه الكتلة للحصول على السلاح والتسلح النووي, فيما رأى آخرون أنه لا حاجة للحلف لاستفزاز دول الشرق الأوسط والعرب، وحتى لا تطالب دول أخرى في المنطقة بدخول الحلف، خاصة أن إسرائيل تتمتع بكل مزايا الأعضاء بالحصول على أسلحة الحلف وتقنيته العسكرية ومشاركتها في تدريباته وخططه الاستراتيجية.

 

وتتمتع إسرائيل داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعلاقات تعاون قوية وخاصة، تميزها عن بقية دول العالم غير الأعضاء في الحلف. ويؤكد صقور الناتو أن علاقاتهم مع إسرائيل تمنحها قوة تساندها في موقفها لمجابهة العرب ودول الجوار بمنطقة الشرق الأوسط وتجعلها تفرض وحدها الشروط في عملية السلام مع فلسطين، فيما يعتبر الحمائم أن الحلف يمكن أن يلعب دورا هاما في الحفاظ على السلام بين إسرائيل والفلسطينيين, من خلال احتضانه لإسرائيل والضغط عليها مستقبلا لإتمام عملية السلام، التي تعتبرها غالبية دول الحلف جزءا هاما من السلام الدولي والأمن العالمي.

 

واعتمدت إسرائيل في علاقاتها مع دول الغرب على الحلف من أجل إنشاء ودعم دولة إسرائيل، وكادت في عام 1950 أن تصبح عضوا في الحلف، ولكن ذلك لم يحدث بسبب مخاوف من الولايات المتحدة من لجوء البلدان العربية إلى الكتلة السوفييتية للتسلح بقوة بما في ذلك السلاح النووي لإحباط سياسة إسرائيل النووية.

 

ويوجد لإسرائيل اتصالات قوية متميزة مع مختلف دول الناتو مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وقبلهم أمريكا، وعندما توترت العلاقات بين إسرائيل وفرنسا عام 1960، كانت الولايات المتحدة بمثابة العصا التي تحمي تل أبيب داخل الحلف، فحصلت إسرائيل على الأسلحة الأمريكية وعلى أول صواريخ للدفاع الجوي بجانب الدبابات والطائرات الهجومية.

وبعد حرب يونيو 1967، تطورت العلاقات بين أمريكا وإسرائيل تحت عباءة الحلف، وتبعتها في ذلك بلدان الناتو بصورة سرية, وخلال حرب أكتوبر 1973 أرسلت الولايات المتحدة طائراتها العسكرية القوية لدعم إسرائيل، وفي عام 1982 وقعت الولايات المتحدة على مذكرة اتفاق استراتيجي مع إسرائيل بإقامة عدد من المستودعات والمخازن للأسلحة والذخيرة المتطورة.

 

وفي عام 1991 ساعدت الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا إسرائيل، عندما تعرضت لهجوم الصواريخ العراقية، وفى ربيع 1999، عندما بدأ حلف شمال الأطلسي غارات جوية ضد صربيا بسبب هجومها على كوسوفو، كان تصرف الحلف مصدر قلق لإسرائيل، ومن هنا بدأت تسعى حثيثا إلى دعم وربط علاقاتها بالحلف لتصبح وكأنها عضو أو شبه عضو به تندرج عليه حمايته، ولا يمكن له أن ينقلب ضدها.

 

وعندما اتخذت أمريكا قرارها في قمة الحلف في واشنطن عام 1999 بضرورة عمل الحلف وتعاونه خارج المنطقة المعنية، كانت تعني إسرائيل، وهو ما تم تتويجه فيما بعد في مؤتمر الحلف في إسطنبول عام 2004 باتفاق مع إسرائيل وست دول أخرى من منطقة المتوسط وهى مصر والجزائر والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس.

كما وقعت إسرائيل اتفاقا أمنيا مع الحلف عام 2001، وأصبحت عضوا مشاركا في الحوار المتوسطي عام 2004،

 

وفي 2006 دخلت إسرائيل لتشارك في تدريبات عسكرية أقامها الحلف في تركيا والولايات المتحدة، وتكرر ذلك في 2007. وشاركت القوات الإسرائيلية في مايو 2006 في مناورات الحلف بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وأوكرانيا، وهى المناورات العسكرية التي سبقت ضرب إسرائيل للبنان بشهرين تقريبا.

 

وأبرمت إسرائيل اتفاق تعاون مع الحلف في أكتوبر 2006، يشمل 27 مجالا مثل مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات والحوار السياسي والمناورات العسكرية وإدارة نزع السلاح وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل، ونتيجة لهذا الاتفاق تم إضافة إسرائيل إلى قيادة الحلف في نابولي على المستوى التنفيذي والتكتيكي، بجانب مشاركة البحرية الإسرائيلية في عملية "المسعى النشط في البحر المتوسط "، لمكافحة الإرهاب.