خبر الزهار: ما اتفقنا عليه في القاهرة لاغٍ ما لم نتفق على كل القضايا وعلاقتنا مع « الجهاد الإسلامي » اليوم هي الأفضل

الساعة 05:03 ص|14 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، على أن حركته اليوم "في علاقة هي الأفضل مع حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين" ، وأنها تسعى إلى تقوية هذه العلاقة .

 

وأوضح الزهار أن حماس ذاهبة إلى الحوار في القاهرة خلال الأيام القادمة، وأن ما تم الاتفاق عليه ملغى ما لم يتم الاتفاق على كل القضايا.

 

وأشار إلى أن العلاقة مع (إسرائيل) ستبقى علاقة شعب احتلت أرضه ويريد تحريرها، إضافة إلى علاقة دم.

 

جاءت أقواله هذه خلال لقاء جمعه مع عدد من الصحفيين في مدينة غزة أمس.

 

وقال المسؤول في حماس: "إن حركة حماس  تعمل جاهدة على توحيد الحركات الإسلامية في العالم، وأنها تتحرك في إطار وحدة العالم الإسلامي، مؤكدا على أن فلسطين ذاهبة إلى انتصار كاسح على (إسرائيل) عسكرياً، وهذا تعزز بعد أن تمكنت المقاومة في فلسطين من ضرب نظرية الأمن القومي الإسرائيلي".

 

كتل دينية

 

وأوضح الزهار أن العالم يتمحور إلى كتل دينية، وقال: "الحقيقة أننا ودعنا القرن الماضي بهذه الرؤية، وهذا ما تحدث به صناع الفكر في العالم"، مشددا على أن الصراع في فلسطين هو صراع بين احتلال ومحتل، وليس بين معتدلين ومتطرفين كما يصوره نتنياهو.

 

وأكد الزهار أن هناك خمسة كتل في العالم، وهي الكتلة الإسلامية وتضم 1,83 مليار نسمة في 57 دولة هم أعضاء في المؤتمر الإسلامي ، كتلة الصين وتشمل ثلث العالم وتضم  1,65 مليار نسمة، المسلمون منهم ما بين 100- 150 مليون نسمة حسب الـ ((CIA، مشيرا إلى أن الإسلام دخل الصين عام 30 هجرة وانتشر في منطقة تركستان .

 

إضافة إلى الكتلة الهندية وتضم (الهند والبنغال) والمسلمون فيها ما بين 150 – 300 مليون نسمة وهم خارج  حساب الكتلة الإسلامية، وكتلة الكاثوليك والبروتستنت وتضم 900 مليون نسمة، وهم في أمريكا وأوروبا، والأرثوذوكس وهي الكتلة الأقل وهي من الكتل التي شاخت.

 

وأشار القيادي الزهار إلى أن المسلمين يشكلون من عدد سكان العالم نحو 27,2 % ، وأن هناك دول إسلامية مثل:  أثيوبيا دولة غالبية سكانها مسلمون، واريتريا كذلك وهما في أفريقيا، لكنهما ليسا ضمن الدول الإسلامية، هناك دولتان في أمريكا الجنوبية غالبية سكانها مسلمون، وثلاثة دول في أوروبا( تركيا، والبوسنة والهرسك، وألبانيا)، وأن مساحة الدول الإسلامية من مساحة الكرة الأرضية يشكل ما نسبته 22,5% من مساحة الكرة الأرضية البالغة 510 مليار كيلو متر مربع ، اليابسة منها يشكل نحو149 مليار كيلو متر.

 

 وأضاف أن كل الكتل محصورة في أماكن محددة، ولكن المسلمون ينتشرون في كل أنحاء العالم، ومن هنا يأتي موقف الحركة الإسلامية ( حماس ) للدعوة إلى تحالف إسلامي إسلامي استنادا إلى هذه الرؤية، وان العلاقة بين الكتلة الإسلامية قائمة على أصول، وهي ثابتة وأمام ذلك كل المشاكل تهون، على عكس العلاقة التي تجمع العالم حيث أنها قائمة على قاعدة المصالح وهي متغيره.

 

مشروعان متناقضان

 

وحول العلاقة مع الفصائل الفلسطينية دون الجهاد، أوضح الزهار أن  العلاقة مع الفصائل الأخرى قائمة على مشروعين متناقضين، واحد يقول المستقبل لنا والواقع إلى زوال، وتقوده حركة حماس ويلقى تجاوباً شعبياً عربياً وإسلامياً ومن بعض الغربيين، والمشروع الثاني يعبد الواقع ويتساوق معه وهو مشروع التسوية وسلام الرضوخ والإملاءات من قبل العدو، وهو مشروع التنازل، وتقدم فيه أمريكا حوافز لـ(إسرائيل) حتى تقبل المبادرة العربية مقابل تطبيع شامل مع العرب، هذان المشروعان فيما بينهما تناقض.

 

وعن حوار القاهرة، أكد القيادي في حماس على أن هناك صعوبات في القاهرة، وهناك طرف يدفع لعدم القبول، بذلنا أقصى ما يمكن من المرونة ولكن ليس على حساب المقاومة، وأضاف أن تشكيل الحكومة الجديدة في رام الله يأتي في إطار تصعيب الحوار، وشدد على أن حماس جادة في الاتفاق ولكن ليس على حساب مصالح وحقوق الشعب الفلسطيني.

 

وأكد الزهار أن حركته ذاهبة إلى حوار القاهرة خلال الأيام القادمة، وأن حماس أقنعت مصر بموقفها، وعرَّج الزهار على العلاقة مع الفصائل في الخارج، موضحا أنها علاقة جيدة باستثناء فصائل النفاق التي تدعي أنها مع المقاومة وهي تساند مشروع التسوية.

 

خطوات تكتيكية

 

وأشار القيادي في حماس إلى أن مرونة فتح خطوات تكتيكية، وأضاف أنهم من فرض نظام المناصفة في الانتخابات 50% نسبي و50% قوائم، وذلك عام 2005، وهم يريدون التراجع عنها عندما ثبت لهم أن هذا النظام يخسرهم فطرحوا موضوع النسبي الكامل ، وأثبتنا (يقول الزهار) لهم أن النسبي الكامل ثبت فشله في (إسرائيل)، ولكن هم يريدون إخراج حماس من المشروع السياسي من نفس الباب الذي دخلت منه وهو باب الانتخابات.

 

وأوضح الزهار طبيعة العلاقة مع (إسرائيل) ، مؤكداً على أنها علاقة مشروعين، التسوية إلى النهاية، دولة يهودية القومية، وتكثيف الاستيطان، وتهويد القدس، مشيرا إلى أن أصحاب المشروع الآخر، وهو مشروع التسوية ضغطوا على (إسرائيل) لضرب غزة، وأن هناك وحدة لمشروع التسوية ، وهناك وحدة لمشروع المقاومة، وستبقى العلاقة مع (إسرائيل) علاقة شعب احتلت أرضه ويريد تحريرها، وأضاف أن هناك علاقة ثأر بيننا وبين (إسرائيل).

 

وفيما يتعلق بالجندي الأسير جلعاد شاليط، قال: "قطعنا شوطاً مهماًً وحققنا اختراقاً في موضوع من على يديه دم"، مؤكدا أنه كان هناك إمكانية التوصل إلى اتفاق لولا الظرف السياسي، الإسرائيلي وتشكيل حكومة جديدة في (إسرائيل).

 

وأكد على عزم حركته الذهاب إلى القاهرة، وقال: "إن هذا الذهاب مهم تحت أي ظرف من الظروف، وحتى لا نكون مسئولين عن قطع الحوار، هناك إمكانية لعمل اختراق وإن كنت أشك في ذلك كما قال الزهار، مضيفاً أن لحركته مصلحة في الخروج، ونسعى إلى توضيح ونشر رؤيتنا.

 

موضوعات معلقة

 

وأوضح أن الموضوعات المعلقة هي: الانتخابات وقانون النسبي والمختلط، المجلس التشريعي، "(إسرائيل) سرقت منا الأغلبية وفتح لا تريد منحنا الحق، وتقول نمنحكم شبكة أمان وهناك شك"، الأجهزة الأمنية، وموضوع قوة مشتركة في غزة مرفوض، إضافة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، يريدون إفراغ القيادة المؤقتة من مضمونها، ويريدون الاستئثار بهذا الموقف .

 

وشدد القيادي في حماس على أن حركته تقولها وبكل صراحة أنه لن يتم إقرار شيء، إلا في ظل إقرار كل القضايا، وقال :" ما اتفقنا عليه ملغي ما لم يتم الاتفاق على كل القضايا.

 

وأضاف الزهار أن الرد على تشكيل حكومة رام الله بالذهاب إلى جولة الحوار لطرح رؤيتنا، ونؤكد أن ما قامت به رام الله لا يخدم مشروع الحوار، والاتفاق يجب أن يكون بالاتفاق على  كل القضايا.

 

وفرق الزهار بين الشرعية المحلية والشرعية الدولية ، وقال :" أبو مازن غير شرعي و(إسرائيل) غير شرعية، ولكن مقبولين دولياً، والمعيار الأخلاقي غير متوفر في العالم، السياسة سياسة مصالح، وليس سياسة أخلاق".

 

خطايا كبرى

 

وحول العلاقة مع الغرب أوضح الزهار أن أوروبا تشعر أنها ارتكبت خطايا كبرى لتبعيتها القسرية في زمن بوش، وخسرت دعواتها الأخلاقية وحقوق الإنسان، وأضاف من المتوقع أن تقوم أوروبا بإعادة تقييم مواقفها في البعد الأخلاقي، وقال :" قد نشهد محاولات لتجريم (إسرائيل) على حربها على غزة ، وقد نشهد تقارباً بدرجات مع حركة حماس على مستوى رسمي، ولكن في البداية سيكوِّن خجلاً وسيبحثون عن دولة وسيط للدخول إلى حماس، وسنشجع على ذلك، وأضاف أن هناك محاولة للفهم ، (إسرائيل) لا تريد للعالم أن يعرف من هي حماس، غالبية العالم وشعوب أوروبا لا تعرف شيء عن فلسطين، وهم يرون أن فلسطين هي (إسرائيل) وأن الفلسطينيين هم المغتصبون.

 

وحول ما إذا كانت حركة حماس تريد توجيه رسالة للرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارته لمصر، قال الزهار :"نحن لا نرسل لأوباما رسائل، الإعلام وضح كل شيء ، بعض الأمريكيين رسميين سابقين قد التقوا في السابق بحماس، مستشارون كبار التقوا بقيادة حماس، وهذا توجه من أوروبا".