خبر اوباما ونتنياهو ويهود الولايات المتحدة -إسرائيل اليوم

الساعة 11:03 ص|13 مايو 2009

بقلم: ايزي ليبلار

 (المضمون: تأييد يهود الولايات المتحدة للحكومة الاسرائيلية ذو اهمية حاسمة . فأوباما سيحاول الامتناع عن الاحتكاك بناخبيه اليهود الذين اسهموا اسهاما كبيرا في نجاح حملته الانتخابية - المصدر).

عدت من نيويورك، بعد محادثات شاملة مع طائفة كبيرة من قادة يهود الولايات المتحدة، مع مشاعر مختلطة. يزعم المتفائلون ان التنبؤ بصراع بين الولايات المتحدة واسرائيل لن يتحقق الان. فهم يرون ان رئيس الولايات المتحدة لديه ما يكفي من المشكلات على المائدة، مثل الازمة الاقتصادية، وافغانستان، وكوريا الشمالية وايران، وكل ذلك بغير مواجهة مع اسرائيل تفضل الى احتكاكات في الداخل ايضا. الى ان الرأي العام ما زال مشايعا لاسرائيل على نحو حاسم وظل تأييد الكونغرس كما كان.

لكن تراكم العلامات السلبية مقلق. فأوباما يخضع لضغوط من الديمقراطيين ومن الاوروبيين الذين يطلبون توجها صارما بل مضادا لاسرائيل. ان عددا من مستشاريه يتهمون اسرائيل بمشكلات المنطقة ويؤمنون بأن الطريق التي تستطيع الولايات المتحدة بها بناء علاقات للاسلام تمر من طريق الابتعاد عن اسرائيل. ان سياسة اوباما التي تميل الى مصادقة الدول العاصية والطموح الى تغيير سلوك الطغاة بالاقناع، لا يمكن ان تتهرب من المقارنة بسياسة مصالحة اوروبا في الثلاثينيات. وقد لا يكون عرضا ان تشيكيا هي الدولة الاوروبية الاكثر تأييدا لاسرائيل.

يكمن اول امتحان لنتنياهو في لقاءه لاوباما: محاولة احراز تفاهم في الموضوع الايراني والفلسطيني وفي الوقت نفسه معارضة التنازلات التي قد تضعف امننا. في هذا السياق يوجد لتأييد يهود الولايات المتحدة اهمية حاسمة. سيحاول اوباما الامتناع عن الاحتكاك بناخبيه اليهود، الذين صوتوا 80 في المائة منهم له واسهموا بما يزيد على 50 في المائة من نفقات حملة الحزب الديمقراطي. لهذا اذا بدى اليهود معادين لحكومة اسرائيل فسيؤثر الامر على توجه الرئيس.

هذا مؤسف. لكن الى ضعف العلاقة باسرائيل عند الجيل الجديد – الذي يعتبر الكارثة والنضال لاقامة الدولة ذكرى بعيدة – عانت علاقة اسرائيل بيهود الولايات المتحدة ضعفا في العقود الاخيرة. فالاسرائيليون لم يجهدوا انفسهم في تنمية الزعامة المحلية لليهود في الولايات المتحدة، وانحصر اهتمامهم في مراودة اليهود الاثرياء الذين تبرعوا لمشروعاتهم الشخصية والسياسية. الزعماء اليهود اليوم مجهولون في اكثرهم . الى جانب الايباك، ينحصر النشاط السياسي في أيدي ثلاثة متخصصين لكنهم من الشيوخ: اياف فوكسمان من الرابطة المضادة للتنديد، وديفيد هاريس من اللجنة اليهودية – الامريكية ومالكوم هونلين من مؤتمر الرؤساء. والى جانب الازمة الاقتصادية ، يعاني اليهود تصعيد الحملات المعادية للسامية، التي ظهرت ايضا في الاعلام الرصين في ظاهر الامر.

لا يبدي الزعماء اليهود مخاوفهم علنا، لكن كثيرين يتوقعون مواجهة تتصل باسرائيل مع اكثر الرؤساء شعبية منذ كان فرانكلين رزوفلت. يعزز مخاوفهم سلوك موظفين يهود كبار في الادارة، يعلنون في منتديات خاصة انهم لن يحجموا عن المواجهة ويقدرون ان اكثر يهود الولايات المتحدة سيستمرون على تقدير اوباما. والزعماء اليهود خائبو الامل ايضا من استطلاع الرأي المناصر لجماعات مثل "جي ستريت"، والتي ترمي الى اقناع الادارة بالزام اسرائيل تنفيذ انسحابات. في توجيهات في وزارة الخارجية كان من العجيب تبين منظمات صهيونية في ظاهر الامر حثت الادارة على منح اسرائيل "محبة صارمة"، كما يمنح الاباء ابناءهم "مدمني المخدرات".

يقدر نتنياهو اهمية علاقاتنا بيهود الجالية. ان تعيين نتان شرانسكي لمنصب رئيس الوكالة اليهودية وتطوير مكتب يولي ادلشتاين لشؤون الجالية علامات ايجابية، لكن اكثر قراراته ابداعا هو تعيين مايكل اورن سفيرا. فأورن قوي الحضور، ومثقف، ويستطيع ان يشجع مشاركة يهودية واسعة في تأييد اسرائيل. وقد يتبين انه واحد من اشد الدبلوماسين تأثيرا منذ ابا ايبن.

ندع الله ان يقنع نتنياهو اوباما بان ايران تهديد وجودي. ومن المحقق ان يكرر رغبته في تجديد التفاوض مع الفلسطينيين بحسب مبدأ التبادلية، ويبدو انه سيضمن التزام اخلاء مواقع استيطانية غير شرعية، لكنه سيعارض جهود التنكر "لتوسع الطبيعي" داخل الكتل الاستيطانية التي لن تخلى. وحتى لو لم يقل بصراحة فانه سيتبنى "حل الدولتين"، مع الحرص على المصالح الامنية وابداء الفلسطينيين الرغبة في السلام.

لاحراز ذلك يجب على اليهود ابداء تأييد كبير لاسرائيل. ثم ما يدفع الى اعتقاد ان اكثر يهود الولايات المتحدة لن يصموا آذانهم اذا تعرضت الدولة اليهودية للخطر.