خبر زيارة البابا..هدر تاريخي-يديعوت

الساعة 11:00 ص|13 مايو 2009

 

بقلم: ارييلا رينغل هوفمان

 (المضمون: لا حاجة للانفعال لما قاله ولم يقله البابا. الزيارة هامة جدا وقد كانت على ما يكفي من الكمال بحيث نقبل ونكتفي به - المصدر).

الاب فدريكو لومباردي، الناطق بلسان الفاتيكان لم يفلح في أن يفهم على ماذا ولماذا ضج الاسرائيليون. والرد الذي اصدره – مصاغ بضبط شديد للنفس كما ينبغي الاشارة – تركز على الذهول الذي ساد روما في اعقاب الهجوم الاسرائيلي وهو بالتأكيد لم يعكس المزاج هناك.

لا ينبغي للمرء ان يتجول في الاروقة الحجرية الباردة كي يخمن ما يقولونه عن الشكل الذي نستضيف به الحبر الاعظم، البابا بندكتوس السادس عشر الذي كلف نفسه عناء الوصول الى اسرائيل. وكذلك في الحاشية الكبرى التي وصلت الى البلاد وجدوا صعوبة في أن يفهموا معنى الغضب، الاستياء الذي لف هذه الزيارة.

في تفكير ثانٍ ليس الفاتيكان وحده وليست حاشية البابا لم تفهم معنى الجلبة، ان لم نقل الهستيريا الصغيرة التي خلقناها هنا بنجاح لا بأس به. البابا قال ماتوا ولم يقل قُتلوا، قال الملايين ولم يعد حتى الستة، وبالاساس – لم يطلب المعذرة والغفران. ما الذي طلبناه بالاجمال؟ كتبوا هنا وقالوا هنا، بعض الاحساس؟ قطرة من الندم؟ دمعة صغيرة ما، او على الاقل قطرة دمع لا تجف لها في زاوية العين؟

وكأن كل وجودنا، كل تجربتنا الوجودية، 64 سنة بعد الحرب الفظيعة اياها، بعد أن احصينا موتانا واحدا واحدا، نتعلق، في كل مرة من جديد، بقول ما لهذا البابا او ذاك، مهما كان مبجلا وكأن كل نفس نحن نتنفسه هنا منوط ليس فقط باذن من خلف البحار، مرة من البابا ومرة من رئيس هذه الامة او تلك، بل بالكرب الذي يكسو وجوههم، بزاوية انحناءة رأسهم وبالشكل الذي يسحبون فيه انوفهم.

هذا ميل قلبي لا يمكن التغلب عليه، يرتبط دوما كيفما اتفق بفعل مبالغ فيه، غير منضبط، منفلت العقال بالتعابير الدبلوماسية. شيء ما هو أكثر من البساط الاحمر وحرس الشرف كما هو وارد في الدول السليمة. يحتمل أننا كنا اقل انفعالا بقليل حتى الدموع، لولا انه في هذه المناسبة الاحتفالية، قبيل زيارة البابا، طرح الاقتراح الهاذي بتسليمه كهدية خمسة – ستة جبال ما في اسرائيل؟ فنحن لسنا ملزمين بان نعرض على كل ضيف مهما كان سمو مكانته، جبل ما كهدية. كما أننا لسنا ملزمون بان نزيل على شرفه رمز نجمة داود عن سيارة الاسعاف التي ترافق قافلته.

التوازن، هذا هو المطلوب. بدون جبال كهدية. فقد سبق أن كانت مثل هذه الامور. لحظة هبوط طائرة البابا ليست سبقا اعلاميا، وتقرير عن لمس العجلات الارض، في هذه الحالة، ليس انجازا صحفيا مثيرا للانفعال.

هذه زيارة هامة، بل هامة جدا. ولكنها لا تعتمد على طلب المغفرة وتأكيد وجود الكارثة. الخطاب الذي القاه بندكتوس الـ 16 كان صحيحا ومتوازنا، وقد اخذ بالحسبان حقيقة – لعلها تفاجىء بعضا من المنفعلين – أن هذا ليس اللقاء الاول لليهودية المتجددة مع الكنيسة المسيحية. كما انه اخذ بالحسبان حقيقة أن هذا هو الرجل، وهكذا يتصرف، وهو لا يشبه الجد البولندي اياه الذي كان هنا قبل تسع سنوات.

البابا اقتبس من مصادرنا، قال ان الذين قضوا نحبهم في الكارثة فقدوا حياتهم ولكنهم لم يفقدوا اسماءهم. قول ليس كل اسرائيلي كان سيصيغه هكذا اذا حاكمنا الامور حسب سلوك الدولة تجاه الناجين من الكارثة. وقد ذكر اباءنا واجدادنا، ابراهيم، اسحق ويعقوب، قال ان ربنا هو رب السلام. قال ان الكنيسة ملتزمة بالعمل ومكافحة الكراهية، الاضطهاد، كل اضطهاد مهما كان، على اساس العرق، لون الجلد او الدين. كما أنه كان حارا بقدر ما وعاطفيا بقدر ما وحساسا بقدر ما.

يوجد مسعى، قال لنا المنظمون قبل ان يهبط الى هنا البابا، قبل أن نشعر بالاهانة حتى اعماق ارواحنا وخيبة أملنا المريرة، في أن يكون هذا الحدث اكثر من كامل. لا يوجد سبب. الكامل هذا كافٍ تماما. لا حاجة لاكثر من ذلك.