خبر أهو أو نحن -هآرتس

الساعة 10:57 ص|13 مايو 2009

بقلم: آلوف بن

 (المضمون: نتنياهو يشير الى انه قد تغير ولكن عليه ان يبرهن عن ذلك فعليا - المصدر).

الاشخاص الذين قابلوا بنيامين نتنياهو منذ عودته للحكم خرجوا متفاجئين. هو مد لهم يده اليمنى وليس اليسرى وفي آخر الجلسة نهض وودعهم حتى البوابة بل واتصل هكذا من اجل الاطمئنان على سلامتهم. هذا ليس بيبي الذي نعرفه. رئيس الوزراء يبدو اكثر اطمئنانا وثقة بالنفس قياسا بالماضي.

وربما اعتدنا عليه بكل بساطة او ان تقدمه في السن والتجربة قد فعلا فعلهما فيه، ولكن ما من شك ان نتنياهو طراز (2009) ليس رئيس الوزراء الملاحق من الولاية السابقة. هو يتمتع بشرعية شعبية ودولية غير مسبوقة. منتقدوه وخصومه ايضا يقبلون بزعامته ولا يعتبرونه قائدا لنصف الشعب كما كان في الجولة الماضية. رغم انه خاض الانتخابات على رأس قائمة يمينية وطرح مواقف حمائمية وكان في المرتبة الثانية بعد تسيبي لفني الا ان نتنياهو هو رئيس وزراء ال – ج –م – يع رغم كل شيء.

جوقته التشجيعية مكتظة. دان مريدور وبني بيغن كانا اول من قفز الى العربة قبل الانتخابات والآن حيث يلتزمون الصمت حل محلهم كل من بيرس وباراك. ايهود باراك وبنيامين بن اليعازر ضمن جوقة نتنياهو التشجيعية وهو لم يحظ ابدا بمثل هذا التعاطف. ما من شك انه يتمتع بمكانة جديدة.

وسائل الاعلام هي الاخرى تمثيل للتعاطف والتسامح معه. "حكايات سارة" التي حطمت مكانته الشعبية في ولايته السابقة لا تجد لها صدى في الوقت الحالي. في هذه المرة ايضا كتبوا عن النادلة من ديوان رئيس الوزراء التي استخدمت في عشية عيد الفصح وعن المرافقين الذين اثاروا الصخب والقذارات وازعجوا الجيران في قيسارية، ولكن الانتقادات بقيت في الصفحات الداخلية من الجرائد. اين هذا بالمقارنة مع السموم التي بثت ذات مرة. نتنياهو اخضع خلال نقاش حول الميزانية مسؤولي المالية حلفاؤه السابقين باغراضه السياسية وفضل عوفر عيني عليهم، الذي تحول الى ركيزته السياسية. هاجموه كالخرقة، ولكنهم لم يختلفوا حول ريادته في الشؤون الاقتصادية.

نقاد نتنياهو الذين اكتفوا ذات مرة باطلاق نداء "بيبي انصرف" ، يحاولون الان شده اليهم. في اليسار يتشوقون لان يجتاز انقلابا ايديولوجيا مثلما حدث مع مناحيم بيغن واريئيل شارون وان ينتصب على رأس معسكر السلام. وهذا من قبل ان يغير حتى فقرة صغيرة في مواقفه. بيبي معتدل؟ حفاظه على وقف اطلاق النار مع حماس في غزة وانتقادات قادة المستوطنين له بسبب "التجميد المتواصل للاستيطان" يعزز هذا الرأي الذي ما زال يحتاج البرهان. انصاره من فترة وزارة المالية يتشوقون لعودة بيبي القديم صاحب التقليصات، عدو الهستدروت والنقابات، الذي ضاع خلال توجهه للقيادة. هم يتجاهلون الواقع السياسي الذي تعتمد فيه الحكومة على عوفر عيني.

الوضع مشابه في العالم . الرئيس المصري من كبار خصوم نتنياهو "القديم " وقف على رأس الطابور لمقابلته. ملك الاردن يقف من ورائه. المقاطعة الغريبة التي فرضها محمود عباس على نتنياهو لا تهم احدا. من الذي يذكر كيف اخضعوا نتنياهو في عام 1996 الى ان تنازل والتقى بياسر عرفات. ان اجتاز لقاؤه مع براك اوباما في الاسبوع القادم بسلام، فسيبدو نتنياهو كرابح ويقترب من وسط الاجماع الوطني اكثر فاكثر.

نتنياهو يتمتع من تموقعه السياسي هذا ـ بين باراك وبين افيغدور ليبرمان، ويستخدم وزير خارجيته كدرع واق يحميه من نيران الاسرة الدولية. ولكن الى ان يثبت العكس، نقول ان هذا وهم: نتنياهو اكثر قربا في مواقفه من ليبرمان وفي ائتلافه هناك وزن حاسم لليمين المتطرف (اغلبية الليكود وشاس والبيت اليهودي حتى ان افترضنا ان ليبرمان "براغماتي").

من اجل ازالة الشكوك نقول ان كل ما في ساحة نتنياهو ليس عسلا. ديوانه ما زال ضعيفا ويعاني من صورة دينية يمينية. صمته النسبي في الشؤون السياسية يشير الى الجدية ولكنه يدلل ايضا على الارباك والخوف من التصادم مع اوباما. تصريحه بانه لن ينزل عن الجولان كان بلا داع وقيده من دون داع. التواءاته حول الميزانية اظهرت انه ما زال حساسا جدا لما يقال ويكتب عنه. الهدوء في الحدود – الذي يخترق بين الحين والاخر من خلال صواريخ القسام – يوفر عليه في الوقت الحالي مواجهة الازمة الامنية.

ورغم ذلك يبدو ان نتنياهو تحت السيطرة ويتمتع من عودته ويحذر من الوقوع في الحفر، ويتوجه الى واشنطن حيث يقف الجمهور والجهاز السياسي من ورائه. الاعتماد الذي سيحصل عليه لاحقا يعتمد على نتائج لقائه مع اوباما.