يركز جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملياته العسكرية بالمناطق الواقعة في شمال الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين اللتين تشهدان مواجهات واشتباكات مسلحة مع الجنود والمستوطنين، وسط خشية في الأوساط "الإسرائيلية" من تدهور الأوضاع الميدانية التي تنذر بالتصعيد، وفقدان السيطرة.
المسؤولون في جيش الاحتلال رفعوا سقف تهديداتهم العسكرية القمعية، مؤخرًا، باستهداف واغتيال المقاومين من الجو، فيما ذهب مراقبون إلى أن تلك التهديدات تنم عن عجز العدو في السيطرة على الحالة العامة التي يريد منها مزيد من الدم دون الذهاب إلى معركة شاملة طويلة الأمد ومجهولة النتائج.
ويقول المحلل السياسي عدنان الصباح: إن "تركيز جيش الاحتلال في عملياته العسكرية التي يتخللها اقتحامات للمخيمات والمدن الفلسطينية في شمال الضفة والقدس بشكل يومي، تأتي في إطار الخطط الاستعمارية التهويدية الهادفة إلى تقسيم أوصال الضفة إلى خمس كاتونات معزولة عن بعضها البعض".
ويضيف المحلل، صباح، لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"،
أن الاحتلال يهدف في نشاطاته العسكرية الواضحة الذي أخذت منحى متصاعداً خلال الأشهر الماضية، في المناطق الشمالية من الضفة تحديداً في نابلس وجنين والقدس، إلى تنفيذه المشاريع والمخططات التهويدية المعروفة باسم خطة ألون ونجوم الخمس التي أعلن عنها رئيس وزراء الاحتلال الأسبق يائير شارون.
ويوضح أن هذه الخطط الإسرائيلية التي يرفضها الشعب الفلسطيني وقادته وفصائله كافة، ترنو إلى تقطيع الضفة التي تبلغ مساحتها الإجمالية 5,860 كم² إلى مناطق تفصلها البؤر الاستيطانية والطرق الالتفافية والحواجز العسكرية بالإضافة إلى فصلها عن قطاع غزة، كما أن بنودها تهدف إلى وصل المستوطنات في الداخل المحتل فيما بينها بشبكة طرق متواصلة، وحواجز.
ويعتقد المحلل السياسي، أن فشل هذه المشاريع التي بدأ الاحتلال في تطبيقها تطبيقًا تدريجياً ويعمل على تمريرها ليل نهار في التخلص من السلطة وإقامة إمارات بحكم ذاتي لكل منطقة، مرهونًا على وحدة صف الشعب الفلسطيني ومقاومته لها والتصدي لاعتداءات وانتهاكات جيش الاحتلال، والصمود بالأرض.
وصاغ رئيس وزراء الاحتلال إيغال آلون، خطته التي عرفت بـ"خطة آلون، بعد فترة وجيزة من حرب 1967 في يونيو 1967، وتهدف إلى تقسيم الضفة الغربية بين "إسرائيل" والمملكة الأردنية الهاشمية، إقامة دولة درزية في هضبة الجولان الواقعة تحت الاحتلال، وإعادة غالبية شبه جزيرة سيناء إلى السيطرة العربية.
كما تهدف إلى ضم معظم غور الأردن من النهر إلى المنحدرات الشرقية لحافة تلال الضفة و"القدس الشرقية"، وكتلة "عتصيون" إلى "إسرائيل". كما أن هدف خطة شارون تطابق مع خطة آلون مع إضافة بنود أخرى.
ويتابع صباح: إن " المنظومة الأمنية والعسكرية لجيش الاحتلال تريد من هذه المواجهة، تكون قصيرة الأجل بحيث لا يتورط الجيش في معركة عسكرية واسعة مع المقاومة التي باتت أكثر حنكة ووعيًا وإدراكًا في الأداء وتنفيذ العمليات النوعية، داخل المخيمات والمدن، خشية من وقوع مزيد من الخسائر البشرية بين صفوف الجنود".
وعن الحالة الميدانية في الساعات والأيام المقبلة، يعتقد المحلل، أن "الضفة التي بدأت في تشكيل كتائب ومجموعات مسلحة تضم مئات المقاومين، ستشهد مزيدًا من المواجهات والعمليات الفدائية ضد الجيش ومستوطنيه، وكذلك في مدينة القدس".
ويرجح صباح، ظاهرة العمل المسلح وتشكيل كتائب ومجموعات، إلى الممارسات الإسرائيلية وخصوصًا التوسع الاستيطان
إرباك حسابات الاحتلال
المحلل السياسي محمد القيق، يقول: إن مشهد الحاضنة الشعبية والتوحد خلف خيار المقاومة يُربك حسابات الاحتلال، ويسعى دومًا إلى استهدافها في فرض إجراءات قاسية وتنكيلية ضد المواطنين.
ويضيف القيق: أن "الاحتلال كان يسعى لردع المقاومة والفلسطينيين، ولكن ما حدث عكس ذلك تماماً".
أما المختص في الشأن الصهيوني عماد أبو عواد ، يقول: إن "حكومة وجيش الاحتلال فشلتا في محاولة الحد من تصاعد المقاومة في الضفة، موضحًا أن الحالة اليوم في متشابكة ومتوحدة خلف خيار المقاومة.
ويضيف أبو عواد: أن منظومة الاحتلال الإسرائيلي تعيش حالة من الفشل الكبير، معتبرًا أن الشعب الفلسطيني أصبح أكثر حافزية في مواجهة المحتل.