خبر بيت لاهيا: سكان مخيمات الإيواء يستعدون لمعركة مريرة مع الأفاعي والعقارب

الساعة 06:08 ص|13 مايو 2009

فلسطين اليوم : غزة

تنتظر الأفاعي والعقارب حلول فصل الصيف، فغزى بعضها مخيم العزة لإيواء المشردين واللاجئين الجدد المقام في حي السلاطين المدمر غرب مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأثارت هذه الزواحف غير المألوفة والسامة الرعب في نفوس سكان المخيم، الذين يخشون من تزايدها وتكاثرها في المخيم الذي أقيم على أنقاض مكب قديم للنفايات، حسب ما ذكر أحد ساكنيه.

ويشير مازن السلطان الذي يسكن المخيم منذ إقامته في بداية شهر شباط الماضي، إلى تزايد أعداد الزواحف، خصوصا من العقارب في المخيم الذي يؤوي أكثر من مئة عائلة.

وعبر السلطان في منتصف العشرينيات من العمر عن مخاوفه الشخصية من وجود هذه الأفاعي والعقارب في المخيم، مؤكدا أنه أصبح أكثر حرصا منذ عثر على عقرب داخل خيمته.

وحذر من مغبة مغادرة العائلات المخيم في حال استمر غزو الزواحف وعدم وضع حل جذري لها، مشيرا إلى أنه أبلغ إدارة المخيم بذلك، ووعدت بدورها بمكافحة هذه الظاهرة.

ويقول تيسير الغف إن فصل الصيف في بدايته والزواحف لم تخرج من جحورها بعد، محذرا من ارتفاع أعداد هذه الزواحف القاتلة خلال الأيام والأسابيع القادمة التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة.

ويحد المخيم من الشمال مقبرة محاطة بالأشجار، ويحدها من الغرب بعض الأحراش العشبية وكذلك الأمر من الجنوب.

وقال الغف الذي قتل قبل يومين أحد العقارب السامة إنه يشعر بقلق بالغ على أبنائه الذين ينامون ليلا ونهارا في الخيام التي تقع على أطراف المخيم.

وعبر عن مخاوفه من غزو الأفاعي للمخيم، الأمر الذي يعرض حياة السكان للخطر، مشيرا إلى أن وضع السكن في المخيم دون الزواحف صعب جدا، فكيف مع كائنات قاتلة؟!

ولا يستطيع الزائر الجلوس في المخيم أكثر من دقائق معدودة بسبب كثافة وشراسة الذباب داخل المخيم وداخل الخيام، حيث لا يمكن للإنسان الصمود أو الجلوس داخل الخيمة بسبب شراسة الذباب الذي يقتحم كل مكان ويهاجم الجميع بدون خوف أو رادع.

وبألم يقول الغف: "إن الذباب يشارك العائلات المأكل والمشرب وحتى في المنام"، مؤكدا أن "منظر الذباب وهو يحوم على وجوه اللاجئين أصبح منظرا واقعيا لعدم قدرتهم على التخلص منه".

ويؤكد بشير زايد، أحد اللاجئين في المخيم، أن أوضاع هؤلاء اللاجئين مرشحة للمزيد من التدهور خلال الأيام القادمة بسبب تردي البنية التحتية والظروف الصحية فيه.

ولفت زايد، وهو في الخمسينيات من عمره، إلى أن المخيم يفتقد إلى الحد الأدنى من المقومات الصحية، مثل شبكة صرف صحي جيدة ونظام مكافحة البعوض والحشرات والزواحف الضارة.

ويشير إلى أن سكان المخيم لا يزالون ينتظرون من الجهات والمؤسسات الرسمية والأهلية البدء بتصحيح أوضاعهم لمواجهة استحقاقات فصل الصيف الكثيرة، ومن أهمها تغيير الخيام وزيادة كميات المياه المعدنية المخصصة للشرب، بالإضافة إلى محاربة الزواحف والأجسام الغريبة والتخلص من الغبار والأتربة من الشوارع الرملية المحاذية.

وقال إنه بدأ يفكر كثيرا في ترك المخيم وإقامة خيمة على أنقاض منزله المدمر بسبب سوء الأوضاع.

ويتحفظ عادل جمعة على أولاده داخل إحدى الخيام ولا يسمح لهم بالتحرك بحرية داخل المخيم بسبب مخاوفه من لسعات العقارب والإصابة بأمراض جراء الغبار والأتربة المتطايرة داخل المخيم.

وأكد جمعة أن على اللاجئين الاستعداد لقضاء صيف صعب وطويل داخل مخيمات اللجوء.

وأعرب عن أسفه لأن كل التوقعات والمخاوف التي راودتهم بعد انتهاء الحرب بإطالة فترة اللجوء بدأت تتحقق مع دخولها الشهر الرابع.

وتنتشر في قطاع غزة، وتحديدا في محافظتي شمال غزة ومدينة غزة، نحو ستة مخيمات لإيواء آلاف من اللاجئين الذين شردتهم الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.