خبر إلى الأخ الكبير والأستاذ الأشم دكتور رمضان شلح ..« كم أنت رائع وكبير أبا عبد الله »

الساعة 07:08 م|12 مايو 2009

إلى الأخ الكبير والأستاذ الأشم دكتور رمضان شلح .." كم أنت رائع وكبير أبا عبد الله"

 

في كل مرة تعقب استماعي لخطاباتك أو مشاهدتي للقاءاتك كنت أهم بالكتابة إليك، لكنني كنت أتردد كثيراً لإحساسي بالعجز عن مخاطبتك، وأنا أدرك تماما حجم أسلوبك وسعة فكرك ورحابة ثقافتك التي تجعلك بحق أحد أهم القيادات الفلسطينية والعربية.

 

لكنّ رغبة قوية ألحت عليّ بالكتابة لك وعنك اليوم بعد كلمتك المملوءة بالحنين وخلجات صوتك المتدفقة في قوة الرصاص ورقة النسيم وأنت تتحدث عن القدس والنكبة وتصف الواقع العربي المر والمستقبل الواعد بكلمات بسيطة يعجز عن مثلها كبار الساسة والفلاسفة. فلمثل هذا الكلام وله تصغا الآذان ويشتد الانتباه، وتتلقفه العقول وتستوعبه، وتتناقله الأجيال وتنحته على جدار الزمن، وتبقى بصماته محفورة وشاهدة، ما بقي الإنسان والصدق والأمانة الناصعة كشمس في رابعة النهار.

 

ليأتي بعد ذلك دور العظة والاعتبار وهذا واجب الرجال الذين يلزمهم حمل هذه الأمانة _أمانة الكلمة والفكرة والمبدأ.

 

لقد شعرت بكلماتك تخرج من القلب فتلامس جرحاً دامياً في قلوب الغزيين وأنت تحييهم وتشد من أزرهم وتهتف لغزة الجريحة والمحاصرة التي ظلمها وقسا عليها الصديق والأخ والحبيب قبل العدو. عندها دفعني واجب رد التحية يا أبا عبد الله فاكتب إليك وأحييك.

 

أحييك على عطاءك اللامحدود، وتوصيفك للأشياء كما هي وتحليلك للوقائع والشواهد كما هي...

 

أحييك وقد وجدت فيك السياسي المدرك، والقائد والشيخ الداعية الذي يعرف كيف يوظف المقال مراعاة للحال.

 

أحييك وقد وجدت فيك صدق قول القائل:

 

يَا أَميناّ: أَتُـرَاكَ تَنْظِمُ بَلْسَمَـاً 

                              أَمْ  ذِيْ تَرَانِيمٌ  وَرَقْيُ الرَّاقِي !

أَمْ  ذِيْ  تَمَائِمُكُـمْ  فَلَسْـتُ أَخَالُـهَا

                                  إِلاّ  لِصَوْنِ النَثرِ مِنْ إِمْلاقِ

أَتْحَفْتُمُ  جَمْعَ الْحُضُورِ بِدُرِّكـُمْ 

                                 فَظَفِرْتُـمُ  بِالشُّكْرِ  بإسْتِحْقَـاقِ

 لا  فُضَّ  فُوكَ، وَلا  انْطَوَى  لَكَ  مِنْبَرٌ 

                                   يَا مُتْعَةَ الآذَانِ، وَالأحْدَاقِ

 

ما أروعك يا أبا عبد الله...

 

لقد كان دأبي طويلاً على أن أقرأ لك وأسمع لك وأشاهد كل إطلالاتك عبر الفضائيات _ورغم قلتها_ إلا أنها شكلت بالنسبة لي _ كما للكثيرين_ مصدراً ومورداً ثقافياً كبيراً، وجدت فيه جُمّ الأدب والوفاء والذكاء والفصاحة وأدب الخلاف وغيرها الكثير من المواهب التي حباك الله بها.

 

أفي وصفهم لك بالخطيب ذمامةٌ؟!! لا والله ... والناس تعرفك الخطيب المفوه الذي تشهد له منابر غزة وسوح القدس ورحاب أقصاها في ليالي القدر خطيباً وقائداً يلهب حماس الجماهير وأنت تذكرهم بالأقصى ووعد الإسراء.

 

لقد قلت فأجزلت وتحدثت فصدقت، وإن زرعك ما يلبثُ إن يخضرّ بإذن الله...

 

حفظك الله وسدد على الحق خطاك وأقر عيونك بالنصر المبين.

 

التوقيع،،

 

تلميذكم أحمد عز الدين