خبر عشت يا بيبي فلتقطع الشارع .. هآرتس

الساعة 11:18 ص|12 مايو 2009

بقلم: يوئيل ماركوس

وضع نتنياهو في هذه الساعة يذكرنا بالدعابة المعروفة حول طلائع الكشافة الذين ساعدوا عجوزا على اجتياز الشارع وهي تصرخ طوال الطريق. اما لماذا سألت فقد قالت انها لم تكن ترغب بالمرة في اجتياز هذا الشارع. بيبي ليس في مثل هذا السن المتقدم، الا ان الرئيس اوباما اصغر منه سنا بـ 12 عاما وهو محسوب على فصيل طلائع الكشافة التي تعرف افضل من بيبي ما هو جيد بالنسبة لها وفي اي جانب من الشارع يجب ان يكون.

من المبكر ان نحسم مسألة تغير بيبي او عدمها، ولكن ما زالت مؤشرات بأنه قابل للحراك بدرجة كبيرة. هو يصرح بانه مستعد لعقد اتفاق سلام مع سوريا ولا يمر وقت طويل حتى يقول باننا لن نهبط عن الجولان ابدا. كل احمق يعرف انه من دون النزول عن الجولان ليس هناك سلام مع سوريا. والامر الاكثر سوءا هو انه لم يتحقق من موقف ادارة اوباما من سوريا. كان بامكانه ان يقرأ في "نيويورك تايمز" بان الادارة الامريكية قد اعادت فرض العقوبات على سوريا مجددا.

هذا البيبي الذي يشارك ويدعم القرارات الاقتصادية الصعبة بالنسبة للضعفاء من المواطنين وبعد ذلك يقول "لم اعرف" بالامر ويسارع الى امتطاء صهوة السياسة المعاكسة. خدعة بيبي نمطية. هذا الحراك والتأرجح يشير الى انه لم يتغير. من تغير فعلا هو الولايات المتحدة الامريكية. ان كان الحظ قد حالف بيبي ووصل للحكم رغم انه لم يكن على رأس الحزب الاكبر في الدولة – الا ان هذا الحظ قد خانه في نفس الوقت. هو دخل لهذا المنصب في اللحظة الاقل ملائمة من اجل قضية المجابهة مع الادارة الامريكية الجديدة. على بيبي ان يتغير لان وضعنا قد تغير. مقولة اسحاق شامير الشهيرة بان العرب هم نفس العرب وان البحر هو نفس البحر، يجب ان تتوقف هنا: امريكا ليست نفس امريكا الماضية.

الاحجية هنا كيف يمكن للسياسي الاسرائيلي الاكثر معرفة بامريكا ان يتوجه الى واشنطن في ظل شروط استغلالية سيئة الى هذا الحد: ادارة تعتمد على افيغدور ليبرمان وعلى مواقفه المتطرفة، ناهيك عن بني بيغن وروبي ريفلين اللذان تعهد لهما بيبي وفقا للانباء بصدد لن يفعله في المجال السياسي.

السؤال هو ايضا الى اي مدى سيكترث اوباما بوضع بيبي. من الممكن ان نخمن انه ان شخص اتجاها ايجابيا فقد يعطيه مهلة من الوقت، ولكنه لن يوافق على التسويف والممطالة باي شكل من الاشكال. سياسة اوباما واضحة. هو نجح في توزيع طاقاته وجهوده بين الجبهة الداخلية، والازمة الاقتصادية، وبين النشاط السياسي الحثيث في الشؤون الخارجية، حيث يسير نحو اتجاه التهدئة والتفاوض وتجنب المبادرات الهجومية القائمة على القوة. وفي البند الاول في هذه الصفحة يمكن ان نجد تهدئة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني من خلال التفاوض بين الدول المعتدلة في منطقتنا. حتى ان لم يتغير بيبي، فهو ابعد من ان يكون احمقا. وهو بالتأكيد يتمتع بما يكفي من الذكاء للادراك بان اوباما ينوي ان يفعل ما يقوله. الدليل: لم يكن هناك رئيس يتمتع بشعبية تبلغ 68 في المائة من ايامه الاولى.

في منظومة علاقاتنا مع الولايات المتحدة، كانت هناك اوضاع كنا نعتمد فيها على استجابة او رفض الطرف الاخر. في هذا النقطة تفهمت امريكا موقفنا دائما حيث كان الطرف الاخر هو الطرف الرافض. ولكن في مسائل مثل تجميد الاستيطان وازالة البؤر الاستيطانية غير القانونية، ليس من الممكن تعليق اللائمة على الطرف الاخر. ان قال نعم ولم ينفذ مثلما حدث في عهد بوش فسيتورط مع ادارة اوباما. وفي مثل هذه العلاقات تسبق الافعال الاقوال. من الممكن اخضاع الاقوال للاخذ والرد ولكن من لا ينفذ وعوده سيكون في مصيبة كبيرة.

ولكن للاقوال ايضا حدودها. عندما نطالب فجأة بان يعترف الفلسطينيون بالدولة اليهودية يبدو ذلك كذريعة . فخطة التقسيم كما يعلم الجميع تتحدث عن دولة يهودية واخرى عربية وكان من المنطقي اكثر ان يطالبنا الطرف الاخر تحديدا بان يتم الاعتراف بالدولة العربية المستقبلية كدولة فلسطينية.

وما هي ايضا حكاية عدم الاعتراف بمبدأ الدولتين لشعبين؟ ما الذي يجري الحديث عنه ان لم يكن تقسيم البلاد؟

الدكتور في الشؤون الامريكية، والذي درس هناك وترعرع هناك، سيضطر لاعادة التمعن في الخارطة السلطوية الامريكية. ايام بوش لن تكرر نفسها. انصار اسرائيل من المسيحيين الانجليكان والمنظمات اليهودية ذات الميول اليمينية سيضطرون لتغيير نمط سلوكهم. التأييد الواسع من الكونغرس والجمهور يضمن لاوباما ولاية ثانية. لا يمكن ان تكون هناك شروط اكثر سوءا من هذه الشروط للاطراف اليمينية. على بيبي ان يتغير لان الوضع قد تغير. عشت يا بيبي فلتقطع الشارع للطرف الاخر بالهرولة.