خبر اتساع ظاهرة تشييد منازل من الطين والأنفاق توفر المواد الخام جنوب القطاع

الساعة 05:25 ص|12 مايو 2009

فلسطين اليوم-غزة

جذبت أكوام الطين المتراكمة جنوب محافظة رفح الناتجة عن حفر أنفاق التهريب عشرات المواطنين الراغبين في إنشاء مبان وبيوت من الطين، في ظل أزمة مواد البناء القائمة جراء الحصار، التي تمنع إسرائيل دخولها إلى قطاع غزة.

وجذب طين الأنفاق الذي شاع صيته كمادة خام جيدة لصناعة الطوب "اللبن" وبيوت الطين، مواطنين من مختلف أنحاء القطاع، قصدوا رفح للحصول على هذا الطين.

وبدا لافتاً مشهد الشاحنات والعربات التي تجرها حيوانات وهي تغادر المنطقة الحدودية "مجمع الأنفاق"، وعلى متنها كميات من الطين الأحمر المستخرج من باطن الأرض.

مصدر رخيص

ويشير سائق الشاحنة محمود عبد العال وهو يسير بشاحنته الممتلئة بالطين مغادرا المنطقة الحدودية، إلى أنه يقوم بنقل الطين إلى محافظة خان يونس، حيث أوصاه أحد الأشخاص بنقل حمولة خمس شاحنات، ليبني غرفة إضافية في منزله، ويرمم بعض التشققات والتصدعات التي أصابت الجدران جراء الغارات الإسرائيلية.

وقال عبد العال إنه ومالكي الشاحنات ينقلون كميات كبيرة من الطين من المنطقة الحدودية يوميا، لافتا إلى أن الطلب عليه يتزايد يوما بعد يوم، خاصة بعد يأس المواطنين من حدوث انفراج قريب يسهم في فك الحصار.

أما المواطن محمد النحال، وكان يقف بجانب كومة كبيرة من الطين بالقرب من نفق للتهريب جنوب المدينة، فقد أكد أنه جاء إلى منطقة الحدود لاختيار نوعية محددة من الطين، يرغب في الحصول عليها لإنشاء بيت صغير من الطين في قطعة أرض تخصه.

وأشار النحال إلى أنه تفاجأ بوجود كميات كبيرة من الطين، معظمها يصلح لإنشاء البيوت، مؤكدا عزمه نقل كمية كبيرة من الطين ليبني البيت باستخدام جزء منها، وما يتبقى سيقوم بفرده في أرضه الزراعية، لعلاج مشكلة قلة احتفاظ الأرض بالمياه وضعف الخصوبة.

طرق مبتكرة

ويقر المواطن لطفي أبو عبيد، ويمتلك أرضا غرب المدينة، أنه تفاجأ حين شاهد أحد المنازل المشيدة من الطين لأحد أصدقائه، مؤكدا أن البيت الذي رآه كان مشيدا بطريقة رائعة، ويمكن لعائلة يتراوح عدد أفرادها بين ثلاثة إلى خمسة أشخاص العيش فيه.

وأشار أبو عبيد إلى أن الفكرة غير المكلفة وسهلة التنفيذ استهوته، لدرجة أنه سارع إلى الاتفاق مع عدد من العمال المهرة، وجلب كميات من الطين، وبدأ ببناء البيت.

ولفت إلى أنه فكر خلال التنفيذ بطرق مبتكرة، تسهل إنشاء البيت وتزيد من قوته وتحمله للتقلبات الجوية، فصمم قالباً معدنياً، وبدأ بصناعة الطوب من الطين المخلوط بالتبن، مع قليل من الحجارة الصغيرة.

وأشار إلى أن طريقته أعجبت كل من رآها، موضحا أنه يفكر في إنشاء مصنع صغير لصناعة الطوب من الطين، لاستخدامه في عمليات البناء الطيني، التي توقع أن تزدهر خلال الفترة المقبلة.

وأوضح أبو عبيد أن الفكرة بدأت تستهوي عددا من جيرانه، الذين أكدوا له أنهم ينوون إنشاء بيوت مماثلة، لكنهم يرغبون في مشاهدة منزله حين يصبح جاهزا.

وكانت الحكومة بغزة أعلنت أنها تسعى لتطوير فكرة إنشاء مبانٍ طينية لتلبية احتياجات سكان القطاع إلى منازل جديدة، بعد هدم إسرائيل آلاف المــنازل ومنعها مواد البناء من الدخــول إلى غزة منذ نحو عامــين ونــصف العام.