خبر مصادر: إغلاق الهاتف بوجه عباس من قبل غنيم دفعه لعقد المؤتمر بالأراضي الفلسطينية

الساعة 04:47 ص|12 مايو 2009

فلسطين اليوم-القدس العربي

حدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين، الاول من تموز (يوليو) القادم موعدا لعقد المؤتمر العام السادس لحركة فتح على ان يعقد في الاراضي الفلسطينية، في مخالفة لتوصية اللجنة التحضيرية للمؤتمر بعقده في احدى عواصم الدول العربية، بحجة انه لا يجوز عقد مؤتمر عام لحركة تحرير وطني في منطقة خاضعة للاحتلال.

 

واكد عباس امام المئات من كوادر حركة فتح الاثنين بمقر الرئاسة الفلسطينية برام الله بان المؤتمر العام للحركة سيكون في الاراضي الفلسطينية وبحضور اكثر من 1200 عضو وانه سيمثل جميع شرائح واطر الحركة.

 

وعلمت 'القدس العربي' من بعض الحاضرين بان عباس دخل عليهم في مقر الرئاسة الفلسطينية وهو غاضب والقى بهم كلمة استعرض فيها الاوضاع على جميع الاصعدة الفلسطينية بما فيها موعد عقد المؤتمر العام للحركة، دون ان يفتح المجال لسماع وجهة نظر المدعوين للاجتماع، مشيرين الى ان قراره بعقد المؤتمر العام للحركة داخل الاراضي الفلسطينية كان من باب 'التحدي' ومخالفة لقرار اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام بعقده خارج الاراضي الفلسطينية.

 

وعلمت 'القدس العربي' بان مقر الرئاسة الفلسطينية شهد الليلة قبل الماضية اتصالات مكثفة بين قيادات حركة فتح لمنع تفجر الاوضاع داخل الحركة اذا ما اقدم عباس على تبني وجهة نظر الداعين لعقد المؤتمر داخل الاراضي الفلسطينية.

 

واشارت المصادر الى ان عباس ظل يرفض تبني وجهة نظر الداعين الى عقد المؤتمر في الداخل مثل عضو اللجنة المركزية حكم بلعاوي وعضو المجلس الثوري محمد دحلان الى حين تم اتصال بينه وبين ابو ماهر غنيم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس عضو اللجنة المركزية واقدامه على اغلاق سماعة الهاتف في وجه عباس بعد احتدام النقاش بينهما حول مكان انعقاد المؤتمر وعدد اعضائه.

 

وحسب المصادر فان عباس استشاط غضبا من اغلاق الهاتف في وجهه من ابو ماهر غنيم الذي يمثل وجهة نظر معظم اعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح الداعين لضرورة عقد المؤتمر في الخارج ولا يجوز عقده بتصريح من الاحتلال الاسرائيلي حسب وجهة نظرهم، في اشارة الى ان اعضاء المؤتمر الموجودين خارج فلسطين سيشاركون في المؤتمر بتصريح دخول اسرائيلي الامر الذي يرفضونه.

 

وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان اغلاق الهاتف في وجه عباس من قبل ابو ماهر غنيم دفع الاول الى اتخاذ القرار بالاعلان عن عقد المؤتمر العام في الاراضي الفلسطينية وحل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التي يرأسها غنيم.

 

واكد عباس في كلمته الاثنين امام كوادر فتح الذين تمت دعوتهم بعيدا عن مكتب التعبئة والتنظيم في الاراضي الفلسطينية الذي يرأسه احمد قريع مفوض عام الحركة في الداخل بان عقد المؤتمر مرهون بالسماح لجميع اعضائه في قطاع غزة والخارج بالحضور.

وعلمت 'القدس العربي' بان رئيس الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ احد قادة فتح اكد لعباس الليلة قبل الماضية بانه يتعهد بالحصول على تصاريح دخول اسرائيلية لجميع اعضاء المؤتمر الذين يرغبون بالمشاركة بمن فيهم فاروق القدومي وابو ماهر غنيم وسلطان ابو العينين.

ومن جهته اكد الدكتور محمد اشتية احد كوادر حركة فتح بعد انتهاء كلمة عباس لعدد من اعضاء وقيادات الحركة ان اختيار واحد تموز موعدا لعقد المؤتمر اتخذ لاعطاء متسع من الوقت لعقد مصالحة بين قيادات الحركة ومنع تفجر الاوضاع داخل الحركة.

ويدور الحديث في اوساط حركة فتح بان هناك مساعي لعقد مصالحة بين عباس وابو ماهر غنيم وفاروق القدومي واحمد قريع الذي اوضح مقربون منه بان اللجنة المركزية للحركة قادرة على افشال قرار عباس عقد المؤتمر العام داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة على حد قولهم.

واشار كوادر من حركة فتح تمت دعوتهم لحضور الاجتماع بعباس الاثنين الى ان الاخير كان مستفزا وانه بالاعلان عن عقد المؤتمر العام في فلسطين قرر الاطاحة بالحرس القديم في الحركة من خلال رفض وجهة نظرهم الداعية لعقد المؤتمر في الخارج، في حين رأى المقربون من قريع وابوماهر غنيم والقدومي ان الذي جرى هو 'بوادر انشقاق للتيار العباسي عن حركة فتح'.

واوضحت مصادر في حركة فتح ان اعلان عباس مكان عقد المؤتمر وزمانه دون الرجوع لاعضاء اللجنة المركزية للحركة زاد من حدة الخلافات والصراعات داخل الحركة، محذرة من امكانية حدوث انشقاق داخل الحركة اذا ما جاء الاول من تموز دون التوصل لمصالحات بين قيادات الحركة.