خبر دولة غير يهودية- معاريف

الساعة 08:47 ص|11 مايو 2009

بقلم: يونتان شيم أور

(المضمون: أنا اسرائيلي، أنا صهيوني، أنا عبري، قولوا ما شئتم ولكني لست يهوديا. ولهذا فلست افهم ماذا يريد نتنياهو من الفلسطينيين - المصدر).

أنا لست يهوديا. فأنا لا اقيم أي فريضة دينية. أنا لا اذهب الى الكنيس. لا اصوم في يوم الغفران. واسافر في السبت، وأجتمع بالنساء واتجاوز آلاف المحظورات والعادات الاخرى التي سمعت عن بعضها فقط، وحتى عما سمعته جاء الي دون رغبة مني. أنا لا افعل أي شيء يجعلني اعتبر يهوديا. لحظة ختاني اتقاسمها مع مليار مسلم آخر، 150 مليون امريكي، ومع كل نجوم التعري. أنا ليست يهوديا. كل الحاخامين يمكنهم ان يصرخوا عليّ أن آتي بابويَّ كي اثبت باني حسب الفقه يهوديا بالفعل، ولكن هذا ليس مهما. فطالما لا تنطبق قوانين الفقه هنا، على الاقل ليس بكاملها، فان بوسعهم أن يقولوا ما يروق لهم. ما لهذا علاقة بي.

وعليه، ولاني لست يهوديا، فان لا افهم ما الذي يريده بيبي بالضبط من الفلسطينيين. أي دولة يهودية يريدهم أن يعترفوا بها؟ في بلاد مقبلي الكلمات العشر على مدخل البيوت؟ في دولة مجتمع القبعات الدينية وطهارة السلاح الذي يمس بالعمالقة؟ في رؤيا المستوطنين الذين يسيطرون على الاراضي العربية باسم وعد الهي ما اعطي لابراهيم؟ في مكان اخترع قانون العودة الذي يقضي بان ثمُن يهودي ايضا يستحق هنا حق المواطنة؟ او، ربما يقصد الدولة التي يمكن فيها ان يسكن فيها غير اليهود مثلي، ولكن غير المسلمين، غير المسيحيين، غير البوذيين وكل باقي غير المؤمنين يبقون في الخارج؟

ولعله يقصد دولة تقيم قيم الانبياء؟ واحب لغيرك كما تحب لنفسك؟ أتذكر أنك كنت تسكن في أرض مصر؟ والا يحمل غريب على غريب حرابا؟ قد يكون هذا لطيفا، على الا تكون هذه دولة يهودية. ابراهيم ابوكم لم يكن يهوديا. موسى لم يكن يهوديا. يشعياهو بن آموتس لم يكن يهوديا. دافيد، الذي لم يكن ايضا يهوديا، كان ملك اسرائيل. اليهود ولدوا في المنفى، وكلهم ابناء واحفاء اليهودي الاول والوحيد في التوراة، مردخاي، الذي سمي هكذا لانه كان غريبا بين الفرس. هذه الارض، كوحدة مستقلة وسيادية، دوما بناها وادارها غير يهود. ذات مرة كان هؤلاء هم العرب، ذات مرة ابناء اسرائيل، وفي العصر الجديد الصهاينة.

اليهودية هي أمر مختلف. فهي دين ومنفى في نفس الوقت. من لم يرغب في المنفى لا يمكنه أن يطلب لنفسه دولة يهودية. نحن، صهاينة ابناء صهاينة، اسرائيليين ابناء اسرائيليين، نصبح رويدا رويدا أقلية. الاغلبية باتت تتوق مرة اخرى. لبيت الجد في شتعتال. هذا البيت، كما هو معروف، احرق في هجوم جماعي مضاد ولكن هذا لا شيء بعد. الوعي التاريخي جدا متطور هنا حين التوغل أكثر فأكثر الى الوراء. قبل يشعياهو، قبل موسى، قبل الانسان الاول. هنا يعيدون الى الانبعاث إرث الاب الاول لنا جميعا، البابون الذي خرج من الغابة وبدأ يصرخ. من يريد ان يشعر يهوديا فليتفضل ويسافر الى احدى بلدان العالم. اما أنا، الذي لست يهوديا، ولست اعتزم أن اكون، فيمكنني أن اسكن هنا فقط. اسرائيل هي المكان الوحيد في العالم الذي فيه، احيانا، في اماكن معينة، لا ازال يمكنني أن اعيش دون أن يربطوني بالايمان، بالارث او بثقافة ليس لي أي دور فيها. من أجل هذا اقاموا الدولة. كي نتمكن اخيرا من الا نكون يهودا.