خبر الوعود لا تستوفى دوما -يديعوت

الساعة 08:45 ص|11 مايو 2009

بقلم: الياكسيم هعتسني

في ختام حملة سيناء تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا بفتح مضائق تيران اذا ما اغلقها المصريون. وعشية الايام الستة طالب أبا ايبان من الرئيس جونسون الايفاء بالوعد وعاد بيدين فارغتين. فقد ادعى جونسون بانه مطلوب مصادقة من الكونغرس، وبسبب التورط في حرب فيتنام لا يمكن الحصول عليها. وتروي الرواية الشعبية بان الامريكيين ايضا "لم يجدوا" التعهد. جونسون كان صديقا لاسرائيل، أليس كذلك؟ الظروف تغيرت!

لدى ديغول حظي وزير الخارجية برد متهكم: "كان هذا في 1957. الان 1967!". الفرنسيون، حتى البضاعة التي باعوا وتلقوا مقابلها المال لم يوفروها: طائرات ميراج وستيل. وعرفنا أنه في الغرب المتنور ايضا يكون تنفيذ الاتفاقات الدولية محدود الضمان.

اسرائيل أوقفت النار في حرب الاستنزاف، ومصر تعهدت الا تقرب من القناة صواريخ سام التي حرمت سلاح الجو من حرية العمل. الامريكيون وعدوا بتبليغنا فورا بكل خرق تلتقطه اقمارهم الصناعية. عندما خرق المصريون الاتفاق ذهلت اسرائيل إذ اكتشفت ان الولايات المتحدة اخفت ذلك عنها بدعوى أن الادلة لم تكن "قاطعة". فتحريك الصواريخ اتاح هجوم يوم الغفران، بنتائجه المصيرية.

في  1975 وعد الرئيس جيرالد فورد، خطيا، تأييد تواجد اسرائيل على الجولان في كل اتفاق مستقبلي مع سوريا. وزير الخارجية بيكر كرر الوعد. وزير الخارجية كريستوفر أكد، خطيا، بان الوعود السابقة لحكومة اسرائيل لامريكا بشأن الانسحاب الى الخط الاخضر لن تلزمها (المقصود "وديعة" رابين). ماذا من المتوقع لاوباما أن يقول حين يقرأ نتنياهو له من هذه الاوراق؟ بالطبع: "الظروف تغيرت!".

كلينتون تعهد لنتنياهو بتحرير بولارد مقابل التوقيع على اتفاق واي. بعد ذلك تراجع، لان رئيس الـ سي.اي.ايه هدد بالاستقالة. "الظروف تغيرت" وبولارد بقي في السجن.

اليسار ينشغل بلا انقطاع في التنديد وفي الجلد الذاتي على "خرق التعهدات" من اسرائيل في الكتاب الابيض الامريكي، المسمى خريطة الطريق – هدم البؤر الاستيطانية وتجميد الاستيطان. هذا، رغم أنه منذ 2003 "الظروف تغيرت"، وهي تبرر تطبيق القاعدة القانونية الدولية، التي بموجبها الاتفاقات بين الدول ملزمة "في وضع الامور القائم"، وليس حين يحدث تغيير جذري وغير متوقع، كسيطرة حماس على غزة ونشوء فلسطينتان.

ناهيك عن أن خريطة الطريق ليست اتفاقا، بل ورقة انزلتها الرباعية، والحكومة قبلت "الخطوات المحددة" فيها تبعا لـ 14 تحفظا. قرارات الحكومة يمكن الغاؤها.

فضلا عن السوابق والقضايا القانونية، هناك شيء مأساوي – هزلي في المزايدة الاخلاقية من اليساريين وفي استعداد حكومات اسرائيل للجلوس على مقعد الاتهام والاعتراف بذنب موهوم. إمعات! مصر تخرق 90 في المائة من الاتفاق السلام ونحن "نفهم" بانه صعب لها: الرأي العام مناهض لاسرائيل، الاخوان المسلمون يهددون، وباختصار "الظروف تغيرت". لا يوجد بند في اتفاقات اوسلو لم تخرقها م.ت.ف، وكما اسلفنا بالنسبة لخريطة الطريق. الف مرة كنا نستحق الغاء تعهداتنا المضادة – وتجلدنا.

فقط 19 سنة جلسنا على الخط الاخضر و 42 سنة نحن على نهر الاردن والجولان. وعندنا "اولم تتغير الظروف"؟ أولم نبني خلف الخط الاخضر حضارة مع سكان من نصف مليون؟ أولم نستثمر المليارات وسكبنا الدم، العرق والدموع؟ الامريكيون والفرنسيون يخرقون التعهدات، المصريون يتجاهلون، الفلسطينيون يستهترون – فهل نحن فقط علينا أن ندفع الثمن "على الخطيئة" في أننا بنينا ولم نهدم، ازدهرنا ولم نجمد؟