بعد 35 عاماً على انطلاقتها

"الجــهاد الإسـلامي" فرضت نفسها بقوة في المنطقة وأصبحت رقماً صعباً يخشاه الاحتلال

الساعة 08:57 ص|01 أكتوبر 2022

فلسطين اليوم

حُق لحركةٍ قدمت خيرةَ قادتها قبلَ جنودها على مدى أكثر من ثلاثة عقود دفاعاً عن فلسطين، أن تتقدم وتتطور وتصبح من أبرز فصائل المقاومة في فلسطين سواء في المجال العسكري أو السياسي، حيث وصلت حركة الجهاد الإسلامي الليل بالنهار على كافة الأصعدة من أجل الوصول إلى الهدف الأسمى وهو تحرير فلسطين من دنس العدو الصهيوني، امتثالاً لمقولة الشهيد المفكر الأمين العام الأسبق د.فتحي الشقاقي الذي قال:" إن من واجب المجاهدين اليوم في فلسطين إبقاء جذوة الصراع مشتعلة مع العدو".

ففي الذكرى الـ35 لانطلاقة "الجهاد الإسلامي" أصبحت الحركة رقماً صعباً في الساحة الفلسطينية والمنطقة، بحسب العديد من الباحثين والكتاب الذين اعتبروا أن الحركة وصلت لهذه المرتبة نتيجة حضورها الدائم وخوضها العديد من المعارك مع الاحتلال الصهوني المجرم.

"الجهاد الإسلامي" رقمًا صعبًا في فلسطين والمنطقة 

الباحث في العلاقات الدولية والأستاذ الجامعي اللبناني طارق عبود، أكد أن حركة الجهاد الإسلامي أصبحت رقمًا صعبًا في فلسطين وفي المنطقة في الذكرى الـ35 لانطلاقتها .

وأوضح الباحث عبود خلال حديث خاص لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن الحركة وصلت لهذه المرحلة من خلال التطور في حضورها على مدى العقود الماضية، والمعارك التي خاضتها، والتضحيات الجسام التي قدمتها، وكان ذلك انعكاسًا طبيعيًا للجهود التي تبذلها الحركة في سبيل هذا التطور.

مقاومة -.jpg
 

"وحدة الساحات" أثبتت أن الحركة في مرحلة مهمة من جهوزيتها

ورأى أن خوض حركة الجهاد الاسلامي منفردة لمعركة قاسية مؤخراً مع العدو تحت اسم "وحدة الساحات"،يعني أنها وصلت إلى مرحلة مهمة في جهوزيتها وتحضيراتها العسكرية، وأحدث ذلك منعطفًا كبيرًا وواضحًا في مسارها التاريخي.

واعتقد عبود، أن تركيز الاحتلال على الجهاد الإسلامي يعني أن الحركة أصابته في مقتل، وأن العدو يخشى منها، وكانت المواجهة الأخيرة "وحدة الساحات" فرصةً "لـلجهاد" كي تثبت تقدمها وتطورها وجهوزيته في المجال العسكري.

وشدد على أن العدو لم يستطع إضعاف الحركة وجناحها العسكرية سرايا القدس من خلال الضربة الاستباقية التي بدأت باغتيال الشهيد القائد تيسير الجعبري ، بل أنها أثبتت نفسها في الميدان كما في السياسة من خلال ضرب كافة مدن وبلدات الكيان وصولاً لـ"تل أبيب" بـ 1200 صاروخ خلال 56 ساعة.

"كتيبة جنين" قامت بعمل جبار

وأشار عبود إلى أنه لا بد من التنويه بالعمل الجبار الذي قامت به "كتيبة جنين"، ما أدى إلى إعادة تفعيل العمل العسكري في الضفة، وأوقد في قلوب الشباب حماسة واندفاعًا وأملًا جديدًا في إمكانية معاودة وتفعيل العمل المقاوم في قلب فلسطين.

ورأى الباحث أن الجهاد الإسلامي تميزت بميزة مهمة وهي البقاء على خط المواجهة والاشتباك الدائم مع الاحتلال، في ظل حالة الركود والتطبيع العربي مع كيان الاحتلال .

وقال عبود: "الجهاد الإسلامي تميزت بالوحدة مع كل الفصائل الفلسطينية، مضيفاً:" المطلوب من كل الفصائل الفلسطينية التوحد خلف هدف واحد وهو مقاومة الاحتلال، لفرض المعادلات عليه، وتحييد الخلافات السياسية جانبًا، والظاهر من خلال المسار السياسي في الفترة السابقة، أنّ هناك جهودًا تُبذل لتقديم هذه الأولوية ،  لما لها من أهمية مرجّحة ووازنة على مسار الصراع مع العدو"..

"الجهاد الإسلامي" من أبرز الفصائل ورقم صعب في المنطقة

الكاتب والصحفي المختص في الشؤون الإقليمية خليل نصر الله، اتفق مع سابقه مؤكداً أن المسار الذي تسلكه حركة الجهاد الإسلامي يُحدّث عن نفسه من خلال تطوره وتقدمه على كافة الصعد، وهي اليوم تعد من أبرز فصائل وقوى المقاومة في المنطقة ورقم صعب.

وقال نصر الله خلال حديث لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" :" في معركة "وحدة الساحات" تبين جلياً وواضحا أكثر من أي وقت مضى أن "للجهاد الإسلامي" قدرات عالية المستوى عسكريا وتكتيكياً وظهر ذلك في ميدان المواجهة مع العدو.

"كتيبة جنين" علامة فارقة في الضفة

ورأى أن الجهاد الإسلامي أثبتت حضورها الدائم في الضفة الغربية المحتلة عبر العمل المقاوم المسلح من خلال "كتيبة جنين" التي شكلت علامة فارقة في المقاومة بالضفة، بالإضافة للعديد من الأدوار التي تلعبها هناك.

واعتقد الباحث نصر الله أن حركة الجهاد لم تبدل في موقف منذ نشأتها وكان من أولوياتها العمل المقاوم المسلح وهذه نقطة مهمة.

ثبات "الجهاد الإسلامي" على مواقفها جعلها عرضة للاستهداف

وأوضح الباحث أن ثبات موقف "الجهاد الإسلامي" في العمل المقاوم جعل الحركة تتعرض لضربة استباقية وخداع من العدو أفقدها اثنين من قادتها الكبار، موضحاً أنه كان هدف العدو تصفية قادة ذراعها العسكري، لكن مسار المواجهة أظهر أن رد الحركة سار بشكل متقن ودقيق ما اعتبر أنه ضربة للعدو الصهيوني.

وقال نصر الله:" المقاومة الفلسطينية ولادة للقادة، وكل قائد بإخلاصه وجهاده يعمل لأجل فلسطين بالتالي هو لا مطامع دنوية له، والخبرات تتناقل، مبيناً أن العدو يقر بأن التصفية الجسدية لفرد مهما كان شأنه لا يلغي المنظومة بل قد يعززهل وهذا ما يحصل في كثير من الحالات وكما هو الحال مع حركة الجهاد الإسلامي"..

علاقة الجهاد قوية مع مختلف الفصائل

وتابع قائلاً: "علاقة "الجهاد الإسلامي" الجيدة بقوى المقاومة خاصة في الداخل الفلسطيني، هي من أهم الأسلحة في مواجهة العدوان، وتعتبرها الحركة بنفس أهمية القدرات العسكرية التي تمتلكها، لذلك أحبطت الحركة كافة محاولات العدو للتفريق بين الفصائل ، وهذا شهدناه في مراحل كثيرة، موضحاً أنه لو لم تكن وحدة الفصائل في المواجهة ذات جدوى، لما شهدنا سعي العدو لضرب "الجهاد الإسلامي" والتعبير عن القلق الدائم

عملية "نفق الحرية" البطولية التي قام بها ستة أسرى غالبيتهم من حركة الجهاد الإسلامي، قد زادت من شعبية الحركة في الشارع الفلسطيني من خلال انتزاع الأسرى الستة لحريتهم بأيديهم وحفرهم لنفق من أسفل سجن "جلبوع"، وفقا لنصر الله.

ويُشار إلى أن حركة الجهاد الإسلامي خاضت مؤخراً معركة "وحدة الساحات" مع الاحتلال الصهيوني، وحققت من خلالها حالة من الالتحام بين المقاومة في الضفة وغزة وخارج فلسطين ، وأحبطت كافة محاولات الاحتلال لإنهاء حركة عنيدة أوجدت نفسها بقوة في المنطقة ، وخلقت لنفسها موقعاً في المقاومة المسلحة وبين جدران زنازين الاحتلال بمقاومة أبطالها ، ودفعت كافة الأطراف للتهافت لاستجداء التهدئة بعد مواجهة .

 

كلمات دلالية