خبر مصطفى الصواف يكتب : رسالة إلى الرئيس المصري حسني مبارك

الساعة 06:42 ص|11 مايو 2009

{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَـئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ }التوبة18، آية من كتاب الله نذكرها في صدر حديثنا للتذكير، وليس للتعليم، ونقدمها بين يدي حديثنا هذا الذي نتوجه به إلى الرئيس حسني مبارك، رئيس جمهورية مصر العربية أرض الكنانة، وأرض التحرير والنصر، وعن عمرو بن العاص حدثني عمر أنه سمع رسول الله يقول: (إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض) قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة( أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

 

أربعون مسجداً دمرت في قطاع غزة بالكامل، ومئات كان فيها التدمير جزئياً، وهذه وتلك بحاجة إلى إعادة إعمار، وهي تنتظر وتئن كما يئن الشعب الفلسطيني، ولكنها بيوت الله، والله يقول في كتابه العزيز{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }البقرة114، فماذا تقول يا سيادة الرئيس حسني مبارك، ألا تحتاج هذه المساجد منك أن تنظر إليها وتساعد على إعادة إعمارها حتى يكتب الله لك الأجر العظيم في الدنيا والآخرة؟.

 

والله تعالى يقول {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ }التوبة17، ونحسبك إن شاء الله رجلاً مؤمناً، كيف لا وأنت رئيس دولة الأزهر الشريف الذي له صولات وجولات في خدمة هذا الدين وأهله.

 

سيدي الرئيس.. يجب أن لا ننتظر من العدو الصهيوني أن يدخل لنا ما نعيد به بناء وإعمار هذه المساجد، ولو كان ذلك لما دمروها وصدق الله العظيم عندما فضحهم وقال فيهم (مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله)، فإلى متى ستبقى مساجد الله مهدمة تشتكي إليه مآلها وحالها، ويشتكي روادها إلى الله ظلم الظالمين؟.

 

ندعو سيادتكم لأن يكون لكم في الأجر نصيب، وأن تصدروا قراراتكم إلى كل ذي شان أن يقوم بالعمل على إدخال ما يساعد على إعادة بناء هذه المساجد المدمرة، وإدخال الأسمنت والحديد ومتعلقات البناء، وإزالة الأنقاض حتى يرفع اسم الله عالياً، وتصدح المآذن بـ"الله أكبر"، هذا النداء الذي صدح به جنود مصر يوم أن اقتحموا قناة السويس ودمروا خط بارليف، فآزرتهم الملائكة، وشدت من عزائمهم فكان نصر الله.

 

يا سيادة الرئيس مبارك، لا ندري متى وكيف يكون قضاء الله وقدره، فلماذا لا نقدم بين يدي الله ما ينفعنا، ويكون لنا شفيعاً عندما نسأل عن أعمارنا فيما أفنيناها، فيكون عمل الخير بين يدي الله؟، ولا أعتقد أن هناك أجراً أو عملاً أعظم من بناء المساجد، فسارع سيادة الرئيس في ذلك حتى يكون ذلك شاهداً لك، ومدافعاً عنك يوم أن تلقى الله، ونعتقد أن مثل هذا العمل يكون قرينك ونوراً لك في القبر، ومدافعاً عنك عندما يأتيك الملكان ناكر ونكير، فيكون هذا العمل العظيم بين يديك ويتحدث عنك، ويوم العرض على الواحد الديان يكون لك ذخرا.

 

نرجو الله أن تجد كلماتنا هذه صدى لدى سيادتكم، ونسمع ونرى ما يشفي الصدور، ونرى المساجد والمآذن ترتفع مرة أخرى، وأن تكون كلماتنا هذه ونداؤنا ما يزيد فيكم الخير والتحرك نحو مزيدٍ من رضا الله عز وجل، وهو القادر على كل شيء، والقائل: " قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) صدق الله العظيم.