خبر غزة: مزارعو المحاصيل التصديرية يضطرون لخفض مساحة زراعاتهم في الموسم المقبل

الساعة 05:10 ص|11 مايو 2009

فلسطين اليوم : غزة

يعتزم مزارعو المحاصيل التصديرية في قطاع غزة خفض مساحة الأراضي التي ينوون زراعتها بهذه المحاصيل للموسم القادم الذي يبدأ الإعداد له اعتباراً من الشهر المقبل، فبعد أن منيت محاصيلهم من التوت الأرضي والزهور بخسارة فادحة إثر منع الاحتلال تصدير منتجات هذين المحصولين اضطروا قسراً إلى هذا الخيار.

وأكد حمد الشافعي، رئيس جمعية غزة التعاونية الزراعية أن خسارة مزارعي محصول التوت الأرضي لهذا الموسم الذي انتهى الشهر الحالي تقدر بأربعة ملايين دولار، وذلك إثر عدم التمكن من تصدير أي شحنة إلى خارج القطاع جراء منع الاحتلال التصدير.

ولفت إلى عقد اجتماع مؤخراً بين ممثلي الجمعيات الزراعية وإحدى المؤسسات المهتمة بدعم مشاريع زراعية عبر تمويل استعدت الحكومة الهولندية لتقديمه، جرى فيه بحث ترتيبات زراعة محاصيل الموسم المقبل، حيث اقترحت الجهة الممولة تقليص مساحة الأراضي الزراعية الخاصة بزراعة المحاصيل التصديرية.

ونوه الشافعي إلى أن الاقتراح الذي قدمته هولندا يقضي بخفض مساحة الأراضي التي ستتم زراعتها بالتوت الأرضي إلى 500 دونم، علماً أنه تم في الموسم السابق زراعة نحو 1700 دونم وتقليص مساحة الأراضي المزروعة بالزهور إلى 300 دونم، بعد أن كانت تتم زراعة أكثر من 500 دونم من هذا المحصول.

واعتبر أن خفض هذه المساحة استهدف تقليل حدة الأضرار التي سيتحملها المزارعون في حال مواصلة سلطات الاحتلال إغلاق المعابر أمام تصدير منتجات هذه المحاصيل للموسم المقبل.

وأشار الشافعي إلى أن الحكومة الهولندية ستدعم عبر تمويلها البالغ 5ر1 مليون يورو لمحاصيل الزهور ما نسبته 70% من كلفة إنتاج هذا المحاصيل، فيما لم يتم تقديم دعم لمزارعي التوت الأرضي، داعياً الجهة الممولة إلى النظر في أوضاع مزارعي هذا المحصول والعمل على دعمهم للموسم المقبل.

واعتبر أن خفض مساحة الأراضي المفترض زراعتها بالتوت الأرضي بنسبة 70% من المساحة المفترضة يعد أمراً غير مجدٍ بالنسبة للمزارعين، خاصة أن بالإمكان تسويق هذا المنتج في أسواق القطاع وإن كان بأسعار غير مجزية.

وأوضح أن اجتماعاً من المفترض عقده غداً مع وزير زراعة الحكومة المقالة لبحث إمكانية زراعة المساحات المذكورة، وذلك بعد أن أصدرت مؤخراً الوزارة ذاتها بياناً طالبت فيه المزارعين بتجنب زراعة المحاصيل التصديرية نظراً لما تستهلكه من كميات كبيرة من المياه واستبدال هذه المحاصيل بأخرى لا تحتاج عملية ريها إلى مثل هذه الكميات، متوقعاً أن يفضي الاجتماع إلى موافقة الوزارة على زراعة مساحات محدودة بهذين المحصولين.

ونوه إلى أن مزارعي التوت الأرضي سيضطرون إلى زراعة هذا الموسم عبر استعانتهم بأشتال تمت زراعتها في مشاتل محلية، وذلك للعام الثاني على التوالي، حيث لم يسمح الاحتلال بإدخال أمهات الأشتال، الأمر الذي يعني أن منتوج الموسم المقبل سيكون أقل جودة وكمية مقارنة مع المواسم السابقة.

من جهته، بين محمود خليل رئيس جمعية بيت لاهيا للتوت الأرضي والزهور أن ما تم تصديره من محصول الزهور لهذا الموسم الذي أوشك على الانتهاء بلغ نحو 700 ألف زهرة، ما يشكل أقل من 2% من إجمالي إنتاج المحصول، مبيناً أن خسارة الموسم الحالي تقدر بنحو سبعة ملايين دولار.

وناشد خليل السلطة الوطنية تعويض مزارعي الزهور أسوة بما قامت به تجاه مزارعي التوت الأرضي العام الماضي، حيث قدم الرئيس لهؤلاء المزارعين دعماً بقيمة 4 ملايين شيكل.

إلى ذلك، تطرق الشافعي وخليل إلى الآثار الكارثية المترتبة على فقدان ما مساحته نحو 40 كيلو متراً من الأراضي الزراعية إثر إقامة سلطات الاحتلال ما يعرف بالمنطقة العازلة، التي يصل معدل مسافة عمقها داخل أراضي القطاع إلى نحو 700 متر.

يشار إلى أنه منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة تمنع قوات الاحتلال دخول المزارعين إلى أراضيهم الواقعة ضمن هذه المنطقة التي أصبحت جرداء قاحلة، عقب اقتلاع آلة الاحتلال للأشجار المثمرة من أشجار الحمضيات خاصة وكذلك تجريف هذه المساحة كلياً وذلك لمنع زراعتها حتى بالمحاصيل الحقلية.