خبر تقرير مدار الاستراتيجي...إسرائيل لم تعد الملاذ الأمن ليهود العالم

الساعة 03:13 م|10 مايو 2009

فلسطين اليوم: رام الله

قال التقرير السنوي الاستراتيجي لمركز مدار للدراسات الإسرائيلية لعام 2009 عن واقع المشهد الإسرائيلي خلال عام 2008، والذي يستعرض بالرصد و التحليل أهم الأحداث و المتغيرات في اسرائيل خلال هذا العام أن دولة اسرائيل لم تعد الملاذ الأمن الذي وعدت به يهود العالم بعد إقامتها، بل أنها الآن و بعد ستة عقود، "تظهر اقل الأماكن أمنا لليهود مقارنة مع أي مكان أخر تتواجد فيه الجاليات اليهودية في العالم".

وقال التقرير و الذي صدر عن المركز اليوم الأحد في رام الله، و تناول المشهد الإسرائيلي من خلال ستة محاور هي المحور السياسي و محور العلاقات الخارجية الإسرائيلية والمحور الاجتماعي و المحور الاقتصادي و الأمني والعسكري و محور الفلسطينيون في إسرائيلي، قال أن العام 2008 شهد مجموعة من الإحداث الدولية و المحلية المفصلية التي من شأنها أن تؤثر جديا على وجهة إسرائيل وخياراتها المستقبلية أبرزها انتخاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما وألازمه الاقتصادية العالمية إضافة إلى الحرب على غزة و التي جاءت في ظل تعاظم وتيرة انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين واليمين الفاشي وإفلاس شبه تام لليسار الصهيوني بزعامة حزب العمل و ميرتس وهو ما عبرت عنه نتائج الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.

ويشكل انتخاب أوباما وما يحمله من رؤى مختلفة للتعامل مع القضايا الدولية تحديا جديدا للسياسة الخارجية الإسرائيلية في مواجهتها مع قضيتين أساسيتين هما الملف الفلسطيني والملف الإيراني النووي.

ويرى التقرير أن إسرائيل تتوجس من الخيار الدبلوماسي الأمريكي وأنها ماضية في تحضر خياراتها العسكرية ضد المشروع النووي الإيراني على أساس افتراض فشل الحل الدبلوماسي الذي تنتهجه إدارة أوباما.

أما فيما يخص التعامل مع القضية الفلسطينية، فيرى التقرير إن انخراط الإدارة الأمريكية بشكل فاعل في المفاوضات الإسرائيلية –الفلسطينية، على أساس خارطة الطريق وعملية انابوليس في ظل حكومة يمينية إسرائيلية متصلبة، سيفتح عمليا باب الخلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، ومع ذلك لا يتوقع التقرير أن تصل هذه الخلافات حد التصادم أو حد المس بالتحالف الاستراتيجي بينهما بل من الممكن أن تكون عبارة عن خلافات عينيه بقضايا ذات صلة ولن تتحول إلى تصادم شامل بين الإدارتين.

اقتصاديا، بدأت الأزمة المالية العالمية تنعكس على الاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من انه ما زال من المبكر التكهن بحجم التأثير الذي ستتركه، إلا انه وفقا لتقديرات أوساط اقتصادية كبيرة في وزارة المالية والهيئات البنكية والصناعية فان إسرائيل مقبلة بسبب هذه الأزمة على فترة كساد اقتصادي كبير، قد يجر في أعقابه تباطؤًا بالإنتاج الاستهلاكي، تجميدا للأجور وإقالات واسعة، مضاعفة دفع رسوم البطالة، تخفيضا للضرائب، الاقتطاع من الميزانيات الضرورية مثل الرفاه الاجتماعي والصحة والتعليم وانخفاض المشتريات وتفضيل شرا المنتجات الزهيدة الثمن إضافة إلى انخفاض أسعار الأسهم.

وشكلت الحرب على غزة حدثا مفصليا على الصعيد المحلي الداخلي والإقليمي، جرى من خلالها تكريس المأزق الإستراتيجي العسكري الذي يتلخص بعدم وجود إستراتيجية عسكرية واضحة للتعامل عسكريا مع المنظمات المسلحة غير النظامية.

وقد حاولت إسرائيل تلافي هذا المأزق من خلال تأكيداتها أن الهدف من حربها على غزة ليس القضاء على حماس بل إعادة الاعتبار لقوة "الردع".تنطلق هذه المقولة من الاعتراف الصريح بان الحرب لا تشن من اجل هزيمة العدو والانتصار عليه عسكريا بل في إخافة العدو وإضعافه" و ترجمت عمليا في الحرب على غزة من خلال انتهاج "سياسة الجموح بوصفها سياسة حربية " حيث تظهر خلالها الدولة كمن فقدت السيطرة على نفسها وأطلقت العنان لذراعها العسكرية، الأمر الذي يعني رفع سقف خسائر عدوها ودب الرعب فيه دون الالتفات إلى التقييدات الدولية القانونية أو الأخذ بعين الاعتبار التمييز القانوني الدولي بين المسلحين والمدنيين.

ويرى التقرير انه قد يترتب عن هذا المأزق إسقاطات مستقبلية سيكون أهمها تصاعد دموية المواجهات المقبلة و التشديد على أن الردع الذي لم يرمم بالقوة سيرمم مستقبلا باستخدام مزيد من القوة، يترافق مع تكريس حالة الانزياح إلى اليمين واليمين الفاشي.