خبر مصداقية محدودة الضمان- يديعوت

الساعة 10:43 ص|10 مايو 2009

بقلم: ناحوم برنياع

يوفال شتاينتس وجدعون ساعر هما شخصان مؤدبان. لو كانا أقل أدبا، لكانا قالا علنا ما يقولانه الواحد عن الاخر بالتلميح: وزير المالية كان سيدعو وزير التعليم "كاذب" ووزير التعليم كان سيدعو وزير المالية (ومن ورائه رئيس الوزراء) "غشاش".

كانت هناك تعابير اخرى: "انتهازي"، "ابتزازي" وكذا: "واحد يحاول اقامة حياة مهنية على ظهر 5 الاف معلم لا ينوي احد اقالتهم".

الصراعات على ميزانية الدولة هي لعبة ثابتة القواعد، الى هذا الحد او ذاك: المالية تعلن عن تقليصات، والوزراء يردون "على جثثنا". كل وزير ووزارته، كل وزير وجثته. في المرحلة التالية تعلن المالية عن اجراءات متشددة، على أمل أن يلطف رعب الاجراءات المتشددة من المعارضة للتقليصات. كما أن الهستدروت هي لاعب في لعبة القوة هذه: فهي تحتاج الى التهديدات بالاجراءات المتشددة كي تتمكن بالتخلي عن بعض من امتيازات الاجور لعاملي القطاع العام والخروج مع ذلك منتصرة. الجميع ينتصر في الصراعات على الميزانية، دون صلة بمسألة نتائجها. ولكن مناكفات ساعر مع شتاينتس والمهزلة حول اجراءات المالية المتشددة تخرج عن قواعد اللعب. فاكثر مما هي تؤثر على المبالغ التي ستحصل عليها هذه الوزارة او تلك، فانها تأكل من مصداقية حكومة نتنياهو. حكومة تدير شؤونها على هذا النحو لا يمكنها أن تعتبر حكومة جديدة، لا في البلاد ولا في العالم.

  "وزارة التعليم هي الوحيدة التي ستزداد ميزانيتها"، يقول شتاينتس. وكدليل يقدم الارقام: في 2008 بلغت ميزانية الوزارة 28.1 مليار شيكل. في 2010 ستبلغ 31.6 مليار.

هذه حقيقة، ولكنها نصف الحقيقة فقط. ميزانية أعمال وزارة التعليم ستقل، ولن تزداد. وحتى حسب المالية، فان خطة "افق جديد"، التي كان يفترض بها أن تتسع الى 700 صف اضافي، ستتسع الى 200 حتى 250 صف اضافي. كل الاضافات ستذهب الى الاجور. وعليه فانه توجد نصف حقيقة ايضا فيما يقوله وزير التعليم الجديد جدعون ساعر: في مثل هذه الميزانية لا يمكنه أن يدفع التعليم الى الامام كما يريد، ولا يمكنه أن يسجل لنفسه نجاحا في الطريق الى الاعلى.

الخطأ ليس خطأ شتاينتس ولا هو خطأ ساعر. الخطأ هو خطأ نتنياهو. في فترة تقليصات لا يتم التعيين لوزارة معلقة بالميزانية كوزارة التعليم وزير يتطلع لان يكون رئيسا للوزراء. يتم تعيين أحد ما من الاكاديميين، بروفيسور دون تطلعات سياسية، او سياسي مع قدرة امتصاص اكبر. بالتأكيد ليس صحيا التعيين للمنصب سياسي تطلع حياته كان ان يكون في وزارة اخرى – العدل، في حالة ساعر – وفقط استبعاد شخصي من جانب المحقق معه ليبرمان منع التعيين.

كان بوسع نتنياهو أن يوفر على نفسه وجع الرأس لو كان غير الكراسي، فعين شتاينتس في التعليم وساعر في المالية. اما الان فان عليه أن يتصدى لوضع غير سهل: إما ان يسند شتاينتس فيصطدم بساعر؛ او يستجيب جزئيا لمطلب ساعر، فيشتري لنفسه بذلك اسم رئيس وزراء قابل للابتزاز ويكشف نفسه امام مطالب ميزانية كبيرة من باقي الوزراء.

هذه هي المعاضل التي حطمت مصداقية حكومة نتنياهو الاولى. من يصدق انها ستعود لتعذبه بعد وقت قصير جدا من عودته الى الحكم.

قضية الاجراءات المتشددة تخرب على مصداقية الحكومة بقدر لا يقل عن الشقاق بين شتاينتس وساعر. وربما أكثر. فبعد ان نشرت الاجراءات المتشددة شبه الوهمية للمالية، ذعر نتنياهو وذعر شتاينتس أيضا. فهما لم يتمكنا من التعمق في المادة بسبب ضغط الوقت ولم يفسرا على نحو سليم رد فعل الجمهور. مشكوك فيه أن يصدقهما احد ما في الشارع الاسرائيلي. فلم يسبق ان كان هنا وزير مالية هدد بان يأخذ مالا من الناجين من الكارثة ولم يفهم كيف ستكون العناوين الرئيسة في الصحف في الغداة. من الافل أخذ المسؤولية عن المناورة الفاشلة على الادعاء بالسذاجة.

في الرواق المؤدي الى مكتب وزير المالية معلقة صور كل اسلافه، سلسلة طويلة طويلة. يجدر الوقوف امام صورهم عندما يدخل الى مكتبه في الصباح. وهو سيجد هناك يغئال هورفتس مثلا، الذي عندما دعا الاسرائيليين الى النزول عن السطح صدقوه ولكنه سيجد ايضا سمحا ايرلخ الذي فقد مصداقيته في ليلة بائسة واحدة وانهى حياته السياسية في مكان ما هناك في وزارة الزراعة. شتاينتس كان ذات مرة معلما للتاريخ. وهو يعرف متى يتكرر، وكيف.