خبر اختبار الزعامة -هآرتس

الساعة 10:42 ص|10 مايو 2009

بقلم: اسرة التحرير

بعد شهر ونصف الشهر من ترسيم حكومته، يقف بنيامين نتنياهو امام رحلتين خارجيتين اوليين وهامتين، الى شرم الشيخ والى واشنطن. في لقائه مع الرئيسين حسني مبارك وبراك اوباما سيتبين اذا كان رئيس الوزراء نتنياهو تمكن من سحب برنامج رئيس الليكود والمرشح للانتخابات نتنياهو، والا، فسيسوء جدا وضع نتنياهو، حكومته، والاهم منهما، دولة اسرائيل.

نتنياهو ملزم بان يدير سياسة على مديين، البعيد والقصير. للمدى البعيد عليه ان يطرح رؤيا التعايش بسلام بين اسرائيل وبين الدول العربية،  والتي احداها ستكون دولة فلسطينية. دون مثل هذه الرؤيا، عن الانسحابات التي ينطوي عليها تطبيقها من المناطق التي احتلت في 1967 والتي يعتبر الاحتفاظ بها ضروريا فقط لاغراض الامن والاستبدال بالسلام، سيزج نتنياهو اسرائيل في صدام مرير وضار مع ادارة اوباما ومع النظام المصري. التلويات اللفظية لنتنياهو من السلام الاقتصادي وحتى الحكم الذاتي للفلسطينيين، والتي حاول مناحيم بيغن دون نجاح بيعها لجيمي كارتر في 1977، لن تنقذه من الجواب على سؤال الاسئلة الذي عرضه لندون جونز على ليفي اشكلول بعد حرب الايام الستة: اي نوع اسرائيل تريد؟

رد رفضي جدا من نتنياهو كفيل بان يورطه مع شريكه في الحكومة، وزير الدفاع ايهود باراك. رد مرن جدا كفيل بان يورطه مع شريكه الاخر، وزير الخارجية افيغدور ليبرمان. ولكن حتى لو وجدت صيغة جسر مناسبة لكل نفس، فخلف البحر والحدود وفي الساحة الخلفية لن يكون نتنياهو معفيا من اجراءات فورية. على جدول الاعمال، مثلما هو الحال دوما، العلاقات مع الفلسطينيين والمستوطنين في المناطق. على حكومة اسرائيل وجيشها ان تكبح جماح الاستيطان وان تبدأ بسحبه الى الوراء. خطوة اولى يجب ان تكون وقف البناء في المستوطنات تحت غطاء "الزيادة الطبيعية". خطوة اخرى: اخلاء البؤر الاستيطانية. بدون هذه الخطوات، التي التزمت اسرائيل بها، ستقف الى جانب الرافضين. الرسائل التي اطلقتها الادارة الامريكية في الايام الاخيرة اوضحت ذلك.

لقاءات كتلك التي سيجرها نتنياهو مع مبارك واوباما تحتاج الى اعداد دقيق، ولكن حتى الدراسة المعمقة الافضل لا تضمن النجاح، اذا كان من يدعي لقب "الزعيم" يتمترس خلف ضعف سياسي وتردعه تحديات السياسة.